تقرير أمريكى يكشف كواليس إصدار العقوبات: مجازره فى «الجنينة» أغضبت «بايدن»

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن العقوبات التى فرضتها الخزانة الأمريكية على قائد ميليشيا الدعم السريع السودانية، محمد حمدان دقلو «حميدتى»، لاستخدامه القتل المنهجى والعنف الجنسى، تمثل انحرافًا حادًا عن السياسة الأمريكية التى اعتادت عدم اتخاذ أى إجراء صريح ضد «الدعم السريع» بالرغم من جرائمها الممنهجة فى السودان. 

وذكرت الصحيفة، فى تقرير، أن الحرب بين الدعم السريع والجيش السودانى أدت إلى إغراق أجزاء من الدولة التى يبلغ عدد سكانها ٥٠ مليون نسمة فى مجاعة واسعة النطاق، وخلقت أكبر أزمة لاجئين فى العالم وجذبت مقاتلين من الدول المجاورة، منوهة إلى أن عدد القتلى غير معروف، إذ إن أجزاءً كبيرة من البلاد ليست بها شبكة إنترنت أو هاتف، لكن المسئولين الأمريكيين قدروا العام الماضى أن حوالى ١٥٠ ألف شخص قتلوا.

وأشارت إلى أن تصنيف الإبادة الجماعية والإعلان عن العقوبات من شأنه أن يشوه الصورة الدولية لـ«حميدتى»، والتى تضررت بالفعل بسبب التقارير الموثقة التى كشفت عن أن الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها انخرطت فى موجة من عمليات الاغتصاب الجماعى والنهب والتطهير العرقى والاختطاف والاستعباد وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

وأضافت أن قادة الميليشيا ينشرون بشكل متكرر مقاطع فيديو يتفاخرون فيها بمغامراتهم أو يظهرونهم وهم يسيئون معاملة القرويين.

ولفتت إلى أن الحكومة الأمريكية أعلنت عن تصنيف جرائم إبادة جماعية ست مرات فقط من قبل، منذ نهاية الحرب الباردة، وفقًا لمجلس الأمن القومى «فى البوسنة عام ١٩٩٣ ورواندا عام ١٩٩٤ والعراق عام ١٩٩٥ ومنطقة دارفور بالسودان عام ٢٠٠٤ والمناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش فى عامىّ ٢٠١٦ و٢٠١٧ وفى ميانمار عام ٢٠٢٢». 

وحول أسباب العقوبات، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هجمات الدعم السريع على الجنينة من أبريل إلى نوفمبر ٢٠٢٣، كانت بمثابة «نقطة تحول فى الصراع»، مبينة أن الأمم المتحدة قالت إن ما بين ١٠ آلاف و١٥ ألف شخص قُتلوا فى المدينة التى يبلغ عدد سكانها حوالى ٥٤٠ ألف نسمة. 

وقال العشرات من الشهود إن المدنيين استُهدفوا بسبب عرقهم؛ إذ وردت تقارير عن إطلاق النار على الأطفال على ظهور أمهاتهم فى أثناء فرارهم أو إلقائهم فى النهر، كما تعرض الأسرى للتعذيب والقتل.

وأشارت الصحيفة إلى أنه فى ظل هذه الجرائم حاول «حميدتى» تصوير نفسه على أنه رجل دولة محتمل فى المستقبل، وأنه بطل للديمقراطية ضد المؤسسة العسكرية ومدافع عن حقوق الإنسان.

وكشف تحليل للجرائم التى وقعت فى السودان، الشهر الماضى، من قبل منظمة غير ربحية بريطانية تسمى «ACLED»، وهى بيانات موقع وأحداث الصراع المسلح- عن أن ميليشيا الدعم السريع كانت مسئولة عن ٧٧ فى المائة من الحوادث التى سجلتها العام الماضى والتى استهدفت المدنيين.

وقال قرويون: «إن أزمة الجوع فى السودان تتفاقم بسبب الغارات المتكررة لميليشيا الدعم السريع على المحاصيل وقتل وتشريد المزارعين والتدمير المتعمد للمعدات الزراعية مثل أنابيب الرى والمضخات وخزانات المياه»، وأصبح أكثر من ٣٠ مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة.

وأضاف مدنيون سودانيون آخرون أن مقاتلى الدعم السريع يتقدمون فى ولاية النيل الأبيض ويقتلون ويحتجزون السكان وينهبون الحبوب.

وبشأن توقيت العقوبات التى تأتى بآخر أيام إدارة «بايدن» المنتهية ولايتها، أكدت الصحيفة الأمريكية أن «حميدتى» يرأس إمبراطورية عائلية مترامية الأطراف تقدر قيمتها بمليارات الدولارات وتشمل الذهب والأسلحة والممتلكات والشركات القابضة خارج البلاد، وقد استهدف إعلان العقوبات يوم الثلاثاء سبع شركات تسيطر عليها الدعم السريع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق