التخطيط: تحديات معقدة أمام قمة COP20 في ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

صرح الدكتور خالد فهمي، استاذ اقتصاديات البيئة بمركز التخطيط والتنمية البيئية بمعهد التخطيط القومى ووزير البيئة السابق، بأن قمة المناخ COP20 التي ستعقد في البرازيل تأتي في وقت حساس يشهد العالم خلاله تحولات جذرية على مختلف الأصعدة. 

وأوضح الدكتور فهمي أن الأوضاع الجيوسياسية الحالية تعكس تصعيدًا ملحوظًا في الصراعات العالمية، مما يُلقي بظلاله على قضايا المناخ والتنمية المستدامة.


التغيرات المناخية وقمة المناخ 

جاء ذلك خلال ندوة عقدها معهد التخطيط القومي، بعنوان "الطريق إلى بيليم البرازيل COP 30، ماذا بعد COP 29؟"، شارك فيها الدكتور خالد فهمي، المدير التنفيذي لمركز البيئة والتنمية ووزير البيئة السابق، والدكتورة عزيزة عبدالرازق، أستاذ الاقتصاد بمعهد السياسات الاقتصادية، والدكتورة هبة الباز، أستاذ الاقتصاد المساعد في مركز السياسات الاقتصادية بمعهد التخطيط.
 

الصراعات الجيوسياسية

وأشار الدكتور فهمي إلى أن "التوترات بين الولايات المتحدة والغرب من جهة، والصين وإيران من جهة أخرى، باتت أكثر حدة، في ظل تطورات تشهد تسوية محتملة للصراع الأوكراني-الروسي، وعلى صعيد الشرق الأوسط، فإن الفوضى المتزايدة، والدعم الغربي المتنامي لإسرائيل، يقابله تراجع في الدور الإيراني، مقابل صعود أدوار كل من تركيا والسعودية".


أزمات الأمن المائي والغذائي

وأضاف: "الصراعات على الموارد المائية العذبة، إلى جانب الزيادات الضخمة في أسعار المواد الغذائية الأساسية، تعكس أزمة أمن مائي وغذائي قد تكون الأخطر منذ عقود، وهذه الأزمات ستتفاقم إذا لم يتم اتخاذ خطوات حاسمة في قمة المناخ المقبلة."

 تحالفات جديدة وتأثيراتها العالمية

وأوضح الدكتور فهمي أن التحولات في التحالفات العالمية تلعب دورًا محوريًا، قائلًا: "البريكس باتت تكتسب أهمية غير مسبوقة كقوة مؤثرة، ما يعيد تشكيل موازين القوى العالمية، خاصة مع بروز تأثير هذا التكتل على الاقتصاد والسياسة الدولية".
وفيما يتعلق بالتداعيات الانتخابية، قال: "تشير نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة وأوروبا إلى صعود اليمين الشعبوي، بينما يُسجل اليسار نجاحات محدودة في المكسيك والمملكة المتحدة. الانتخابات المقبلة في ألمانيا وكندا ستعزز هذا الاتجاه، مما قد يضعف الالتزام بالعولمة ويدفع نحو تجزؤ اقتصادي يُعيق التحول الطاقي وزيادة المرونة المناخية."

وأبرز الدكتور فهمي المخاطر الاقتصادية بقوله: "لا تزال آثار المديونية العالمية تضرب بشدة الدول النامية، خاصة في أفريقيا، في ظل بطء الإصلاحات في مؤسسات التمويل الدولية، كذلك التضخم الركودي يشهد تراجعًا في أوروبا، لكنه قد يعود للارتفاع في الولايات المتحدة، مع مؤشرات على تعافٍ في الاقتصاد الصيني". 

وفيما يتعلق بالطاقة، أشار إلى أن "الطلب العالمي المتزايد على الطاقة يبطئ جهود التحول الطاقي، خصوصًا في الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة واليابان".
 

تحديات قمة COP20

وتابع الدكتور خالد فهمي حديثه بالتأكيد على التحديات التي تواجه قمة COP20، قائلًا:  "نحن أمام تحديات كبرى تتمثل في غياب التوافق بشأن التقييم العالمي لخطط المساهمات الطوعية، وتعثر التوصل إلى اتفاق حول التمويل المناخي بين الدول المتقدمة والناميةن فصندوق الخسائر والأضرار ما زال يعاني من بطء في التفعيل وقلة التمويل، بينما تبقى مرونة التكيف مع التغيرات المناخية محدودة للغاية، رغم أن عام 2024 كان الأشد حرارة في تاريخ البشرية."

وأكد الدكتور فهمي أن "التحديات المناخية أصبحت متشابكة مع الأوضاع الجيوسياسية والاقتصادية، مما يستدعي إرادة دولية قوية وإجراءات غير تقليدية لتجاوز هذه العقبات في قمة البرازيل المقبلة".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق