من التلاعُب بأدوية حافظ الأسد إلى اغتيال رئيس وزرائه.. جرائم بشار قبل بلوغه الرئاسة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يشهد يناير 2025 مرور الشهر الأول على سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، الذي لاذ بالفرار إلى روسيا في الثامن من ديسمبر عام 2024، منهياً بذلك حكماً عائلياً استمر نحو ستة عقود في سوريا.اضافة اعلان


ومع انهيار هذا النظام، بدأت تتكشف حقائق وأسرار مخفية عن حقبة تُعد من أسوأ الفترات التي مرت على سوريا في تاريخها الحديث والمعاصر، وفقاً لما يؤكده المراقبون وما تكشفه الوثائق والشهادات يوماً بعد يوم عن جرائم عائلة الأسد، وخاصة ما ارتكبه بشار الأسد نفسه، حتى قبل أن يعتلي كرسي الرئاسة.


وفي حين يتركز الحديث عادةً على جرائم بشار الأسد خلال فترة رئاسته للبلاد، إلا أن هناك جرائم أخرى ارتكبها بصفته الشخصية، قبل أن يتولى منصب رئاسة الدولة السورية، وهي جرائم قلّما يتم تسليط الضوء عليها أو الحديث عنها.


في مقابلة تلفزيونية، كشف الدكتور مفلح الزعبي، نجل رئيس الوزراء السوري الأسبق محمود الزعبي، عن تفاصيل صادمة تتعلق بجرائم بشار الأسد قبل توليه الرئاسة. ومن أخطر هذه الجرائم ما ارتكبه بحق والده حافظ الأسد.


فخلال الفترة بين عامي 1998 و1999، بدأت صحة حافظ الأسد بالتدهور، حيث كان يعاني من مرض عصبي وزهايمر.

 

اضطر حينها لتناول أدوية للحفاظ على توازنه النفسي وقدرته على الكلام وإدراك ما يجري حوله. وكشف الدكتور مفلح عن واقعة مهمة حدثت عندما سمع بالصدفة مكالمة هاتفية بين والده ورئيس الدولة حافظ الأسد، حيث بدا واضحاً تدهور حالته العقلية. فبعد حديث طويل مع رئيس وزرائه، فاجأه الأسد بسؤاله “من أنت؟”، وعندما أجابه الزعبي بأنه رئيس وزرائه محمود، سأله مجدداً “من محمود؟” و”لماذا اتصلت بك؟ مع من أتحدث؟”


وفي تطور خطير، أكد مفلح الزعبي أن بشار الأسد كان يتدخل في مواعيد وطريقة إعطاء الأدوية لوالده، وذلك بهدف زيادة تدهور حالته الصحية. كان الهدف من ذلك تمكين بشار من السيطرة على مفاصل السلطة في سوريا. فمع تدهور صحة والده وانقطاع تواصله مع رئيس الوزراء، تمكن بشار من التدخل في التعيينات والصفقات التي كان رئيس الوزراء يعارضها.


أكد الزعبي أن اتهاماته لبشار الأسد ليست بدافع الانتقام، وأنه انتظر 24 عاماً للكشف عن هذه الحقائق. وأضاف أن بشار كان شخصاً يصعب التعامل معه، وكان يهدد باستمرار حتى في غياب الإعلام، وكان يكذب حتى على والده.


وفي ما يتعلق بالصراع بين بشار الأسد ورئيس الوزراء الزعبي، كشف مفلح أن قضايا النفط وتعيينات الوزراء كانت السبب الرئيسي. وأدى هذا الصراع في النهاية إلى اغتيال رئيس الوزراء، وليس انتحاره كما ادعى النظام. وكشف عن زيارة ضابط كبير متنكر لمنزلهم لتحذير والده من مخطط بشار للتخلص منه، ونصحه بمغادرة سوريا، لكن الزعبي رفض.


انتقم النظام من الزعبي بعزله من رئاسة الوزراء وفصله من قيادة “حزب البعث”، وحتى طرده من منزله الذي كان هدية من حافظ الأسد. وتوفي الزعبي في مايو 2000، تبعه حافظ الأسد بعد شهر واحد في يونيو من نفس العام.


ورغم إعلان النظام انتحار الزعبي، إلا أن غالبية السوريين لم يصدقوا الرواية الرسمية، خاصة أن الزعبي كان من أقوى شخصيات نظام حافظ الأسد، وقد شغل منصب رئيس الوزراء لمدة 13 عاماً متواصلة.
(وكالات)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق