كشف تحقيق مشترك أ أجرته مجلة "إنسايدر" ومجلة "دير شبيجل"عن تورط الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU) في تمويل جماعات إرهابية في أفغانستان، بما في ذلك طالبان، لتنفيذ هجمات ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف بين عامي 2016 و2019.اضافة اعلان
وأظهرت الأدلة أن هذه العمليات كانت جزءًا من استراتيجية روسية أوسع لدعم الجماعات المتمردة بهدف إضعاف النفوذ الأمريكي في المنطقة.
ووفقًا للتحقيق، دفعت روسيا مكافآت تصل إلى 200,000 دولار لكل جندي أمريكي مقتول، ووصل إجمالي المبالغ إلى ما لا يقل عن 30 مليون دولار. كانت الأموال تُنقل عبر شبكة من القُصّر الأفغان الذين كانوا يتنكرون كموظفين في شركات لتجارة الأحجار الكريمة. وبمجرد إتمام مهماتهم، حصل هؤلاء القُصّر على وثائق روسية ولجأوا إلى روسيا.
وأشار التحقيق إلى تورط ضباط بارزين في الوحدة العسكرية 29155 التابعة لـ GRU، وهي وحدة معروفة بأنشطتها التخريبية في أوروبا.
ومن بين الأسماء البارزة الجنرال-اللواء إيفان كاسيانينكو، الذي كان يدير البرنامج من مواقع متعددة، والعقيد أليكسي أرخيبوف، الذي لعب دورًا رئيسيًا في التنسيق بين طالبان والجانب الروسي.
وكان دور أرخيبوف يشمل تنظيم زيارات وفود طالبان إلى موسكو والإشراف على عمليات نقل الأموال.
ومقابل قُتل كل جندي عرضن مكافأة تبلغ حوالي 200,000 دولار، ليصل المجموع الإجمالي إلى ما لا يقل عن 30 مليون دولار.
كما زعم أن هذه المدفوعات نُقلت بواسطة قُصّر تحت إشراف رحمت الله عزيزي، وهو مهرب سابق من قندوز. عزيزي، الذي يقيم في موسكو منذ عام 2019، يحمل جواز سفر روسي باسم رحيم أحمدوف.
وأظهر التقرير أن رقم جواز السفر الخاص به مشابه جدًا لرقم جواز سفر أناتولي تشيبغا (روسلان بوشيروف)، أحد العملاء الروس المتهمين في حادثة تسميم سيرجي سكريبال وابنته يوليا في سالزبوري عام 2018، مع اختلاف رقميْن فقط.
واستهدفت هذه العمليات الضغط على الولايات المتحدة وحلفائها لسحب قواتهم من أفغانستان. وأسفرت هذه الجهود عن توقيع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اتفاقية مع طالبان في 2020 لسحب القوات الأمريكية.
ومع ذلك، تجنب ترامب الإشارة إلى هذه التقارير خلال فترته الرئاسية، بينما استغلها جو بايدن خلال حملته الانتخابية لانتقاد تعامل ترامب مع روسيا. ومع ذلك، لم تصدر إدارة بايدن أي اتهامات رسمية ضد روسيا بعد توليه الرئاسة.
وعلى الرغم من التقارير الاستخباراتية المتعددة التي أكدت تورط روسيا، واجهت التحقيقات الرسمية عوائق كبيرة. عرقلت الفساد في الحكومة الأفغانية وعدم تعاون بعض الأطراف الجهود لكشف جميع تفاصيل هذه العمليات. وأكدت مصادر في الاستخبارات الأمريكية أن الأدلة كانت كافية لتأكيد التورط الروسي، لكن الأولويات السياسية حالت دون اتخاذ إجراءات صارمة.
وكشف التحقيق عن أدلة إضافية توضح طبيعة الدعم الروسي لطالبان، بما في ذلك تقديم المساعدة في استعادة معدات عسكرية مسروقة وتدريب عناصرها. كما تبين أن روسيا سعت إلى استخدام هذه العمليات لتعزيز نفوذها في المنطقة وخلق حالة من الفوضى التي تخدم مصالحها الاستراتيجية.
وأشار التحقيق إلى أن برنامج تمويل الهجمات كان جزءًا من استراتيجية روسية أوسع تهدف إلى تقويض الحكومات المركزية والمصالح الأمريكية في المنطقة. ويعكس ذلك نهجًا طويل الأمد لدعم الجماعات المتمردة لخلق نفوذ جديد في مناطق النزاع.
وأكد مسؤولون سابقون في الحكومة الأفغانية، بمن فيهم أعضاء في مديرية الأمن الوطني (NSD)، أن الهجمات على القوات الأمريكية وقوات التحالف وقعت بين عامي 2016 و2019.
قُصّر أفغان وجدوا مأوى في روسيا
لتمويل طالبان وجماعات مسلحة أخرى، يُقال إن الاستخبارات الروسية احتفظت بشبكة من القُصّر الأفغان الذين تنكروا كموظفين في شركة تتاجر بالأحجار الكريمة.
بعد إتمام مهامهم، حصل هؤلاء القُصّر على وثائق روسية ومنحوا حق اللجوء في روسيا، وفقًا لتقرير إنسايدر.
وشمل ذلك العملاء الروس الذين أشرفوا على المقاتلين الأفغان أعضاء من الوحدة العسكرية 29155، المشهورة بتورطها في حادثة تسميم سكريبال وجهود التخريب في أوروبا.
ويشير التحقيق إلى أن الجنرال-اللواء إيفان كاسيانينكو، نائب قائد الوحدة 29155، كان قائد عملية تمويل الإرهاب.
كما ذكر التحقيق العقيد أليكسي أرخيبوف، الذي استخدم الاسم المستعار أليكسي تيتوف، كحلقة وصل رئيسية بين روسيا وطالبان.
لاجئون في أوروبا
وكشف التحقيق أن بعض هؤلاء القُصّر الأفغان دخلوا الاتحاد الأوروبي متنكرين كلاجئين. وتُشير دير شبيغل إلى أن اثنين منهم على الأقل تقدموا بطلب لجوء في ألمانيا، ولكن تم رفض طلباتهم، ومع ذلك لا يزالون يعيشون في البلاد.
وتشير النتائج إلى أن استراتيجية روسيا لدعم الجماعات المتمردة ضد الحكومات المركزية والمصالح الأمريكية في المنطقة كانت أكثر اتساعًا واستدامة من برنامج مكافآت طالبان وحده.
0 تعليق