"معلومات الوزراء" يوضح دور الشركات الناشئة في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلًا جديدًا حول "الشركات الناشئة" تناول من خلاله تعريف الشركات الناشئة، ودورة حياتها، وأفضل الشركات الناشئة على المستوى العالمي وكذلك في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى استعراض دور هذه الشركات في دفع النمو الاقتصادي المستدام.

أشار التحليل إلى أن الشركات الناشئة أصبحت جزءًا حيويًّا في الاقتصاد العالمي، نظرًا لإسهامها الكبير في خلق فرص العمل والتحفيز على الابتكار. وقد ظهرت الشركات الناشئة في القرنين الـ 18 والـ 19ميلاديًّا لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي ثمانينيات القرن الـ 20 بدأ يتبلور مفهوم الشركات الناشئة، فقد تأسس عدد من الشركات الناشئة وقتها منها Apple، وMicrosoft، وGenentech، وقد أسهم نجاح تلك الشركات في تحفيز الشركات الأخرى لبدء نشاطها التجاري الخاص بها.

عرف التحليل الشركات الناشئة بأنها شركات في مراحلها الأولى من نشاطها التجاري، يتم تأسيسها بواسطة شخص واحد أو أكثر من رواد الأعمال الراغبين في تطوير أو تقديم منتج جديد أو خدمة لعملاء في السوق، وأشار إلى أن تمويل تلك الشركات يتم من خلال المستثمرين، كما تمر الشركات الناشئة -عند تأسيسها- بعدة مراحل؛ منها إلزامية التحقق من فكرة الشركة قبل الاتفاق عليها، ووضع هيكل نهائي يوضح كيفية تنفيذ الفكرة بداية من تأسيس الشركة ووصولًا إلى تحقيق الربح منها، إلى جانب وضع خطة عمل تتضمن شرحا تفصيليا عن نشاطات الشركة والمهام الوظيفية لكل إدارة بالشركة، وتحويل الفكرة إلى علامة تجارية لإعطاء هوية واضحة للمشروع، ثم تسجيل الشركة في المصالح الحكومية لضمان حقوق ملكيتها وتيسير عملها في السوق، ثم الوصول لأصعب وأهم مرحلة في جميع مراحل الإنشاء، وهي البحث عن تمويل آمن، حيث يؤثر نجاح تلك المرحلة على نجاح المشروع بأكمله، وتتم تلك المرحلة من خلال اختيار الممول المناسب والتواصل معه بأفضل الوسائل، وأخيرًا تبدأ الشركة نشاطها الحقيقي بعد الحصول على التمويل المناسب.

وقد استعرض التحليل دورة حياة الشركات الناشئة، حيث تمر هذه الشركات بأربع مراحل، وهم:

-الفكرة: وتركز تلك المرحلة على تقييم فكرة عمل المشروع والاستعانة بخبراء متخصصين، الاطلاع على أعمال المتخصصين في مجال اهتمام مؤسس الشركة، وإجراء مقابلات معهم.

-الإطلاق: وخلالها تعمل الشركة في تلك المرحلة على تنفيذ الفكرة على أرض الواقع، مع الأخذ في الاعتبار تحديد المنتج أو الخدمة التي ستقدمها وإيجاد سوق مناسب لتقديم المنتج.

-النمو: وتتعلق تلك المرحلة بعملية توسيع نطاق العمل، وبمجرد وصول الشركة لتلك المرحلة، فهذا يعني نجاح الشركة في إطلاق المنتج وتوسيع قاعدة المستهلكين لديها، وتتمثل العقبة الكبرى في تلك المرحلة في تقسيم الوقت بين الطلبات المختلفة، مثل: تحديد العملاء الجدد ومساعدة العملاء وتطوير المنتج.

-النضوج: حيث تستهدف الشركة في تلك المرحلة البحث عن فرص جديدة للتوسع من خلال زيادة طاقم العمل المقدم للخدمة أو البحث عن فرص جديدة لتطوير المنتج.

أشار التحليل إلى أن مؤسسة startup ranking -العاملة في تعزيز الشركات الناشئة حول العالم- تقدم تصنيفًا لجميع الشركات الناشئة على مستوى العالم، وجدير بالذكر أن الهند استحوذت على ثلاث شركات من بين أفضل 10 شركات ناشئة في العالم في التصنيف خلال عام 2024، ومن ذلك شركة Cutt.ly التي تعمل في اختصار الروابط الإلكترونية الطويلة، والتي جاءت في المرتبة الثانية برصيد 87.5 نقطة من إجمالي 100 نقطة. وعلى الجانب الآخر، استحوذت الولايات المتحدة الأمريكية على شركتين من بين أفضل 10 شركات ناشئة في العالم خلال ذات العام، وهي: شركة Open AI التي تعمل كمحرك بحثي اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي، والتي قد احتلت المرتبة الأولى على مستوى العالم برصيد 88.61 نقطة، وشركة HotJar التي توفر التحليلات السلوكية وبيانات ردود الفعل لمساعدة الشخص على فهم العملاء.

أشار التحليل إلى استمرار الشركات الناشئة في العالم العربي في الازدهار والنمو، وقد برز ذلك بشكلٍ جليٍّ في السنوات الأخيرة من خلال توجه الشركات الكبرى نحو الاستثمار في الشركات الناشئة في المنطقة، حيث استثمرت مجموعة الطيار للسفر -أكبر شركة سفر في المنطقة العربية- ومجموعة ماجد الفطيم في الشركات الناشئة، إلى جانب عقد العديد من الصفقات الكبرى في المنطقة العربية، ومن ذلك استحواذ شركة "أمازون" على شركة "سوق دوت كوم"، واستحواذ شركة "إعمار مولز للإنشاءات" على أغلبية أسهم شركة "نمشي دوت كوم". وتأتي الإمارات العربية المتحدة في صدارة الدول العربية من حيث احتضانها للشركات الناشئة، كما أن مصر ولبنان والأردن تعد مناطق نشطة بشكل كبير للاستثمار في الشركات الناشئة.

والجدير بالذكر أن البحث عن التمويل الآمن للشركات الناشئة يشكل أهم مرحلة من مراحل الإنشاء، ويرتبط نجاح المشروع بتلك المرحلة، وعليه فهناك شركات ناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحصل على تمويل كبير وحققت نجاحات عالية في مجالات تكنولوجيا الأغذية، والتكنولوجيا المالية، وبث الفيديو، والخدمات اللوجستية.

وفيما يتعلق بأفضل 10 شركات ناشئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث التمويل لعام 2023، فقد استعرض التحليل أبرز هذه الشركات، حيث تصدرت شركة Tabby الإماراتية للتسوق والخدمات المالية، والتي تأسست عام 2019، قائمة الشركات الناشئة بحصولها على تمويل يبلغ 394 مليون دولار أمريكي، بينما جاءت شركة Paymob المصرية الرائدة في الخدمات المالية، والتي تأسست عام 2015، بالمرتبة العاشرة بحصولها على تمويل 68.5 مليون دولار أمريكي، وقد استحوذت المملكة العربية السعودية على 50% من الشركات الـ 10 الأوائل في المنطقة من حيث التمويل حيث شملت القائمة 5 شركات سعودية، منها شركة Tamara للتجارة الإلكترونية، والتي تأسست عام 2020، وجاءت بالمرتبة الثالثة بحصولها على تمويل يبلغ 366 مليون دولار أمريكي، وشركة TruKKer لخدمات النقل اللوجستية، والتي تأسست عام 2016، وجاءت بالمرتبة الرابعة بحصولها على تمويل يبلغ 203 ملايين دولار أمريكي، وشركة Nana، وهي منصة لتوصيل طلبات البقالة إلى المنازل، والتي تأسست عام 2016، وجاءت بالمرتبة الخامسة بحصولها على تمويل يبلغ 212.2 مليون دولار أمريكي.

أشار التحليل إلى أن الشركات الناشئة تلعب دورًا حاسمًا في دفع النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص العمل وتشجيع الابتكار وتعزيز المنافسة، وذلك على النحو الآتي:

- خلق فرص العمل: تساعد الشركات الناشئة في خلق فرص العمل بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث تخلق الفرص بشكل مباشر من خلال تعيين الموظفين لمساعدتها في تنمية أعمالها، بينما تخلق الفرص بشكل غير مباشر في مجالات التسويق والخدمات اللوجستية والتمويل، فعلى سبيل المثال خلقت الشركات الناشئة في الولايات المتحدة الأمريكية 2.5 مليون وظيفة سنويًّا خلال الفترة ما بين (1980 - 2010).

- الابتكار: تُعرف الشركات الناشئة بقدرتها على الابتكار، فهي تقدم أفكارا جديدة للسوق؛ بما يؤدي إلى تطوير منتجات وتقديم خدمات جديدة، إلى جانب تحسين المنتجات والخدمات القائمة، فعلى سبيل المثال أحدثت شركة أوبر ثورة في صناعة سيارات الأجرة التقليدية، حيث ابتكرت طريقة جديدة لطلب الركوب باستخدام الهاتف المحمول، وأصبحت حاليًّا تمثل قاعدة كبيرة في قطاع النقل.

- تعزيز المنافسة: تساهم الشركات الناشئة في دعم المنافسة الصحية في السوق، لأنها تجبر المنتجين ومقدمي الخدمات في السوق على تحسين منتجاتهم وخدماتهم للبقاء في المنافسة، بما يؤدي إلى انخفاض الأسعار وتحسين الجودة وتعزيز الابتكار، ومثال على ذلك أدى دخول شركات طيران ناشئة مثل Southwest Airlines إلى انخفاض أسعار تذاكر الطيران في الولايات المتحدة الأمريكية وزيادة عدد المسافرين بالطائرات منخفضة التكلفة.

- تحفيز الاستثمار: تجذب الشركات الناشئة الاستثمارات، حيث إن المستثمرين على استعداد للمخاطرة بتقديم أفكار جديدة ومبتكرة للسوق، بما يؤدي إلى تطوير الصناعات الجديدة وتوسيع الصناعات القائمة، وقد أدى ظهور التكنولوجيا المالية إلى زيادة الاستثمار في الشركات الناشئة التي تستخدم التكنولوجيا بدلا من الخدمات المالية التقليدية.

- تعطيل العمل في الصناعات التقليدية: تتمتع الشركات الناشئة بالقدرة على إحداث تغييرات جذرية في الصناعات التقليدية، بما يشجع الشركات القائمة للتكيف مع تغيرات السوق، ومثال على ذلك مع ظهور منصات رقمية في مجال صناعة الموسيقى، مثل Apple Music، Spotify اللتين أحدثتا ثورة في طريقة سماع الموسيقى، مما أجبر الشركات على إعادة التفكير في نماذج أعمالها، وفتحت مصادر دخل جديدة للفنانين، مما ساهم في تغيير أساليب توزيع الموسيقى التقليدية إلى نظام بيئي موسيقي أكثر ديناميكية وتنوعًا.

وذكر التحليل نقلًا عن صحيفة Business Chief البريطانية، إنه من المتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي تضم حاليًا 6 شركات ناشئة تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار أمريكي، ومنها شركات Kitopi، Careem Swvl،، ارتفاعا حادًّا في قيمة الشركات الناشئة، وبحلول عام 2030، من المتوقع ظهور أكثر من 300 شركة ناشئة في قطاعات التكنولوجيا المالية، والتجارة الإلكترونية، والإنترنت، وخدمات المستهلك، ومن المتوقع أن تتجه تلك الشركات نحو الاكتتابات العامة من أجل الحصول على التمويل الجماعي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق