ومن شأن هذه الصعوبة في التنقل ما بين الصفحات أن توجد تشتتًا في ذهن القراء، خاصة الأطفال منهم، وقد يفقدون التسلسل في قراءة الصفحات وربما فقدوا الشغف في القراءة، خاصة مع وجود بدائل أخرى في الأجهزة الذكية أكثر سهولة وجاذبية من الكتب.
والمشكلة أن القارئ غالبًا ما يحلو له أن يعود عدة مرات لبعض الصفحات التي قرأها (خاصة مع الروايات) لكي يقرأها ثانية، لا لشيء سوى أنه يرغب في التلذذ بقراءتها ثانية، وهو أمر سهل جدًّا في الكتاب الورقي في حين يتطلب جهدًا في الرقمي.
وتتعب الشاشات عيون القراء أكثر مما تفعل الكتب الورقية، وقد تتسبب مع الوقت في تشويش في الرؤية أو جفاف أو احمرار وحكة في العين.
ومن الأمور التي قد يفتقدها قراء الكتب الرقمية رائحة الكتب التي يستمتع بها بعض القراء كثيرًا، وبعضهم يعود إلى قراءة بعض الكتب ثانية فقط لإعادة شم رائحتها، ربما بدافع ما يسمى نوستالجيا الكتب (وهو الحنين إلى ماضٍ مرتبط بالكتب). وقد قام بعض العلماء بتحليل رائحة الكتب (القديم منها) فوجدوا أنها تتضمن رائحة الفانيلا، كما ورد في موقع https://www.howlifeunfolds.com/ الذي أضاف أن الاستمتاع باستنشاق رائحة كتاب قديم يشبه إلى حد ما الاستمتاع باستنشاق رائحة العطر أو الزهور، وأن دراسات أظهرت أن الكتب يمكن أن تجعلنا أكثر سعادة، وتلهمنا السفر، وتشجعنا على اتخاذ قرارات تغير حياتنا. يقول الموقع كذلك -طبقًا لدراسات أخرى- إن مستوى الاستيعاب يكون أعلى مع الكتب الورقية، ولا سيما في الكتب غير الخيالية، كالكتب العلمية أو الأدبية أو ما شابهها.
أما موقع https://hechingerreport.org/ فإنه يقول إن الذاكرة المكانية للصفحات الورقية يمكن أن تساعد الطالب على تذكر المعلومات.
وفي دراسة أجريت على أطفال ما بين الثالثة والخامسة تبين أنه حتى في حال كان الوالدان هما من يقرأ للطفل فإن استيعاب الأطفال يكون للكتاب الرقمي أقل منه للورقي.
* أحياناً يعطيك كتاب من الدفء ما لا تعطيك إيّاه رفقة البشر، فأبطاله على الأقل لا يكذبون عليك، وعندما تغلق الكتاب لن يغتابوك.
الكاتبة أحلام مستغانمي
0 تعليق