في الثاني والعشرين من فبراير كل عام، تستحضر المملكة العربية السعودية تاريخها العريق، وتعيد إحياء ذكرى الأجداد الذين أرسوا دعائم الوحدة تحت راية التوحيد. إنه “يوم التأسيس”، الذي أقره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عام 2022،ليكون مناسبة وطنية تخلّد ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1727م على يد الإمام محمد بن سعود - رحمه الله -، وهو الحدث الذي مثّل انطلاقة مسيرة امتدت لثلاثة قرون من الوحدة والاستقرار، وصولًا إلى المملكة اليوم كنموذج يُحتذى به في التنمية والازدهار.
وفي هذا اليوم المجيد، تستذكر الأجيال الحاضرة جهود القادة العظام الذين واصلوا مسيرة البناء، بدايةً من الدولة السعودية الأولى، مرورًا بالدولة السعودية الثانية، وصولًا إلى توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - عام 1932م.
لقد كان يوم التأسيس نقطة تحول في التاريخ السعودي، إذ وضع الإمام محمد بن سعود الأساس لكيان سياسي قوي، قائم على مبادئ العدل والاستقرار، ومبشرٍ بعصر جديد من الوحدة والتنمية، وعلى مدى العقود التالية واصلت المملكة نهجها في التطوير، مستلهمةً من تاريخها العريق رؤية طموحة تستشرف المستقبل.
واليوم، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، تشهد المملكة قفزات نوعية في مختلف المجالات، من الاقتصاد إلى التكنولوجيا، ومن التعليم إلى الاستدامة، وفق رؤية 2030 التي تسعى إلى بناء وطنٍ مزدهر ومجتمع حيوي واقتصاد متين.
وقد حققت المملكة العديد من النجاحات، من بينها تقدمها في مؤشرات التنافسية العالمية، وتعزيز دورها كقوة اقتصادية في مجموعة العشرين، إلى جانب تطوير قطاعات السياحة، الترفيه، والتقنية، كما شهدت المملكة مشاريع ضخمة مثل مشروع نيوم، ومبادرة السعودية الخضراء والتوسع في مجال الطاقة المتجددة لتحقيق التنمية المستدامة، والعديد من الإنجازات التي تعكس رؤية المملكة الطموحة نحو مستقبل مشرق، حيث تواصل تحقيق قفزات نوعية تعزز مكانتها الإقليمية والدولية، مستندةً إلى إرثها التاريخي العريق وطموحاتها الكبيرة نحو الريادة والتميز.
ويأتي يوم التأسيس في 22 فبراير ليذكّر الأجيال بعمق التاريخ السعودي، وليكون احتفاءً بالهوية الوطنية والإنجازات المتراكمة عبر القرون. إنه يوم نستعيد فيه ذكريات الأمجاد، ونستشرف آفاق المستقبل بكل طموح وثقة، وفي هذه المناسبة العزيزة يجدر بنا أن نفتخر بماضينا، ونعمل بجدٍ في حاضرنا، لنحقق رؤيتنا في المستقبل فالمملكة لم تكن يومًا مجرد حدود جغرافية، بل كانت ولا تزال قصة مجدٍ وإرثٍ خالدٍ يصنعه أبناؤها بعزم وإصرار.
0 تعليق