أجمع أهالي "فيفا" أن شجرة الـ"تالقة" المعمرة التي تظلل سوق "النفيعة" التاريخي بأغصانها وأوراقها، على أن عمرها تجاوز الـ700 سنة، شقت خلالها هذه الشجرة التي تسمى "الرُّقَع .. Ficus vasta" جذورها بين صخور جبل فيفا الشاهق من على ارتفاع يزيد عن 2000 متر فوق سطح البحر تقريبًا، وشهدت حكايات أجيال متعاقبة وظلت شاهدًا على تاريخ السوق الضارب في القدم.
وحمل شهر رمضان المبارك هذا العام لأهالي محافظة فيفا فرحة أخرى، وهي عودة سوق "النفيعة" الذي ظل مغلقًا لأكثر من 35 عامًا ويعد شاهدًا على أصالة موروث فيفا وتنوعه الثري في الموروث الشعبي والحِرف اليدوية، والمنتجات الزراعية، إضافة إلى الأكلات الشعبية.
على ناصية السوق، يفتح يحيى الفيفي، أبواب دكانه عقب صلاة التروايح حيث يجتمع أمام الدكان كبار السن لشرب القهوة والشاي وتبادل الحديث، مستعيدين ذاكرتهم لعقود مضت كان فيها السوق متنفسًا ومركزًا مهمًا للبيع والشراء ليس لأهالي فيفا فحسب بل حتى من المحافظات المجاورة.
ويستعيد يحيى الفيفي، ذاكرته إلى حيث كان طفلًا يرافق والده ويساعده في العمل بهذا الدكان، قائلًا: إن السوق يتجاوز عمره 300 عام وتعاقبت عليه أجيال، ولم يكن للبيع والشراء فقط بل كان ملتقى ومجتمعًا للقبائل من فيفا وما جاورها من منطقة جازان واليمن، وكانت تتوفر به منصة لإلقاء الشعر والنصح والإرشاد ، مؤملًا أن يعود السوق إلى سابق عهده مزدهرًا ويستيعد سمعته القديمة.
وأشار إلى أنهم لايعرفون لشجرة الـ"تالقة" التي تظلل السوق عمرًا بالتحديد لكنه قد يزيد عن 700 سنة كانت خلالها شاهدًا على أحداث السوق منذ إنشائه من بيع وشراء واجتماعات وحتى التقاضي بين الخصوم.
فيما أوضح عبده الفيفي، وهو صاحب دكان يمتلئ بالبضاعة القديمة، أن السوق كان ملتقى للقبائل ومقصدًا للتجارة وكان يعد السوق الأكبر والأشهر في المنطقة الجبلية.
0 تعليق