البواب.. من عاشق للفروسية إلى فارسٍ محترف

عاجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

07 أبريل 2025, 1:24 مساءً

لم يكن إبراهيم البواب مجرد معلم في محافظة أبو عريش بجازان، بل كان فارسًا يطارد هوايته وشغفه حتى لحق بها،لم يكتفِ بالإعجاب بإنجازات الأبطال السعوديين في الفروسية، بل جعل من إعجابه وقودًا لصناعة تجربته الخاصة، ليصبح نموذجًا للمثابرة، مستندًا على الإرث العربي العريق في حب الخيل والفروسية.

قبل أكثر من عقدين، وجد البواب نفسه مفتونًا بصور الأبطال السعوديين في الفروسية، يتابع إنجازاتهم باهتمام، ويحلم بأن يكون يومًا جزءًا من هذا العالم الرياضي الساحر، لم يكن يملك خيلًا، ولا أرضًا للتدريب، لكنه امتلك ما هو أهم وهو الإصرار.

قرر أن يبدأ من الصفر، مستندًا إلى دعم عائلته وإمكاناته البسيطة، كانت خطوته الأولى اصطحاب ولديه، عزام ومحمد، إلى نادي المهنا للفروسية، ومنذ تلك اللحظة بدأ مسارٌ جديد، لم يكن مجرد رياضة، بل أسلوب حياة.

استمرت رحلته مع أبنائه 13 عامًا من التدريب المتواصل، متنقلين بين أندية الفروسية حتى استقر بهم الحال في "أكاديمية فيوتشر هورس"، حيث تدربوا على أيدي محترفين محليين وأوروبيين، ومن هناك، انطلقوا إلى ساحات المنافسة، يعتلون منصات التتويج، ويثبتون أن الفروسية ليست مجرد ترفيه، بل تربية وصناعة أبطال.

واليوم، تمتلك عائلة البواب خمس خيولٍ من أصل 12 حصانًا، يشرفون عليها بعناية فائقة، معتبرين أنها جزء من الأسرة، ليس فقط كحيواناتٍ أصيلة، بل كرفاق دربٍ في مسيرةٍ لا تتوقف عند حاجز.

لا يُمكن الحديث عن التراث دون التطرق إلى الهوايات الأصيلة التي تشكل جزءًا من هوية المجتمع، ومن أبرزها ركوب الخيل، الذي كان ولا يزال رمزًا للفروسية والشجاعة. لم تكن هذه الهواية مجرد وسيلة للتنقل في الماضي، بل كانت جزءًا من نمط الحياة اليومية، ورسخت مكانتها مع مرور الزمن كرياضة تحمل في طياتها معاني العزة والارتباط بالموروث الثقافي.

وفي هذا السياق، فإن أي جهة تُعنى بدعم مثل هذه الهوايات تسهم في تعزيز قيمها ونقلها للأجيال القادمة. منهذا المنطلق، يُعد اهتمام بوابة هاوي بالمواهب والهواة، بمن فيهم عشاق ركوب الخيل، خطوة رائعة تُسهم في إبراز هذه الهواية العريقة، وتمنح ممارسيها الفرص والمساحات اللازمة لمواصلة شغفهم ضمن بيئة داعمة ومشجعة.

لم يتوقف طموح البواب عند تحقيق البطولات، بل امتدت موهبته لتشمل جانبًا إنسانيًا نبيلًا في مربط "مُهاب"، الذي أسسه، ففتح الأبواب على مصراعيها لذوي الإعاقة ليعيشوا تجربة الفروسية ويمارسوا هواياتهم، ومن بين الفصول المضيئة في حكايته، قصة فارسٍ كفيفٍ تحدّى كل الحواجز واجتاز مضمار البطولة في نادي عسير الدولي، ليؤكد أن الفروسية ليست حكرًا على المبصرين، بل هي شعورٌ وقوة داخلية قبل أن تكون رؤية.

يقول البواب عن موهبته: "الفروسية ليست مجرد ركوب خيل، بل بناء شخصية، وغرس للأخلاق الحميدة، وانتماءٌ لإرثٍ خالد". بهذه الكلمات، يضع فلسفة حياته، التي لم تكن مجرد ملاحقةٍ للأبطال، بل رحلةٌ لصناعة مجدٍ يليق به، وبكل من يؤمن بأن الأحلام تُروَّض كما تُروَّض الخيول، بالصبر والعزم والشغف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق