تُعد منطقة الباحة، بطبيعتها الخصبة وتضاريسها المتنوعة، نموذجًا رائدًا في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة في المملكة، حيث تحتضن 19 مدينة زراعية تُسهم في تعزيز الأمن الغذائي، ودعم الاقتصاد المحلي، والحفاظ على الموارد الطبيعية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وأوضح مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة الباحة المهندس فهد بن مفتاح الزهراني، أن المنطقة سجلت خلال العام الميلادي الماضي متوسط هطول مطري بلغ 389 ملم، ما مكّن من تخزين المياه في 58 سدًا بسعات مختلفة، منها سدود زراعية تصل سعتها إلى مليوني متر مكعب.
وأضاف أن منطقة الباحة تضم 19 مدينة زراعية، تغطي مساحة إجمالية تُقدر بـ36,699,393 مترًا مربعًا، تشمل مدينة الرمان بسعة 120 ألف شجرة، ومدينة العنب بـ70 ألف شجرة، ومدينتَيْ لوز بـ150 ألف شجرة، وسبع مدن للبن بسعة 1,517,000 شجرة، ومدينة المانجو بـ3 ملايين شجرة، ومدينة الزيتون بـ200 ألف شجرة، إضافة إلى مدينة الموز بـ50 ألف شجرة، ومدينة الحمضيات بـ40 ألف شجرة، وثلاث مدن زراعية متنوعة بسعة 1,100,000 شجرة، إلى جانب مدينة نحلية تعاونية تحتوي على 35 ألف شجرة يتغذى عليها النحل لإنتاج العسل.
ونوّه المهندس الزهراني إلى أن هذه المدن تُعد إضافة نوعية للمنطقة، إذ تسهم بشكل فاعل في دعم التنمية المستدامة من خلال توفير فرص عمل واعدة للشباب والفتيات، وتمكينهم من الإسهام في بناء مستقبل اقتصادي مزدهر، وتتيح هذه المشاريع للزوار فرصة استكشاف الطبيعة الخلابة التي تتميز بها الباحة، بما في ذلك مناظرها الجبلية، وغاباتها الكثيفة، ووديانها الخصبة.
وتسعى منطقة الباحة من خلال هذه المشاريع إلى ترسيخ مكانتها كسلة غذائية للمملكة، إلى جانب تعزيز هويتها السياحية والاقتصادية، وتُبرز هذه الجهود التزامًا واضحًا بتحقيق التنمية المستدامة، من خلال الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتقليل الاعتماد على الواردات الغذائية، وتوفير منتجات زراعية عالية الجودة للأسواق المحلية.
0 تعليق