رحلتي مع القطار

عاجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

20 ديسمبر 2024, 11:00 صباحاً

أتضايق ممن يوجه الجوال ليصورني، وأعطي أولئك المعجبين نظرةً قاسيةً مفادها ( مالك داعي )، ولا تسألوني عن أسباب عدم حبي للتصوير، لكنها في كل الحالات لا تخرج عن الخشية من العين لأن العين حق، والسبب الأهم هو ألا أفتنهم بوسامتي !!

 هذا الأسبوع استثنائي من الفكرة، كأول رحلة داوم بالمترو، تمنيت أن شخصا من أولئك (الملاقيف) يلتقط لي صورةً بشرط أن تلك الصورة تعكس ما بداخل من السعادة والفرح، ونظرة العز بهذا المشروع العملاق  ..

علي المستوى الشخصي، انتصرت على متاعب القيادة، وركبت القطار ولقيت شيئًا مختلفًا ، وصلت إلى العمل ولو طلب مني شخص ما كل ما معي لوهبته من شدة الفرح، راجعت بعض الملفات التي أحضّر لها، وأنا في مقعدي الآمن المريح ، دخلت مقر العمل صافي المزاج ،لا أفكر إلا أن أنجز ما أوكل لي وما سأستقبله من مستجدات يومي، وصلت والناس الذين كنت أفكر فيهم بشكل يومي : هل الخطأ منهم أم مني في القيادة والأقرب أنه مني لأن قيادتي( لكم عليها) لاوجود لهم في هذه الرحلة ..

والله (ومية) أهلين وسهلين على الفكرة، دوام مريح ويوميات عمل جميلة، وأصدقاء من كل أطياف المجتمع  نتبادل الحديث، استمتعت برؤية الأحياء الجميلة في مدينة الرياض المحروسة، وأنا جالس في (الأطر ) كما يسميه أحبابنا المصرين، تحية لمصر وأهل مصر وللهجتهم (القميلة).

شيء رائع استفدته من الرحلة، ( وهنا أقف قليلا ) وأعاتب معلمي (الإنقلش): خفّوا علينا (شوي )من (القرمر، الضمائر) التي أفنيت عمري فيها وما فيه أمل، المترو في خمسة أيام عرفت خمس جمل حياتيةٍ مهمةٍ استطعت أن أستوعبها ..

(شوري)عليكم والرأي، لكم أعطوا الطلاب قوالب جاهزة من الجمل، واتركوا للطالب فرصة أن يحلل المضمون في ما بعد ويصل إلى المفردة .

المحطة الأخيرة من الرحلة استعرضت في مخيلتي أحوال الذين لا ينعمون  بأمن في أوطانهم وليس لهم قيادة تفكر في أحوالهم، ولا يتلقون تعليما ولا يلقون رعايةً صحيةً، ثم نظرت إلي بلدي لأضع على صفحاته تلك العناوين،  فوجدت شيئا يحلق بالإنسان السعودي فوق الكوكب، وجدت إنسان هذا البلد بالفعل مميز في وطنه، و" فوق هام السحب يا أغلى وطن "ليست خيالاً، و"أنت ما مثلك بهالدنيا بلد" يقين لا يدخله الشكوك، وعاش الملك للعلم والوطن حقيقة يصدقها الواقع ..دمت يا وطني بقيادتك وشعبك من خير الأوطان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق