السعودية بوصلة العالم

عاجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تم النشر في: 

14 مايو 2025, 10:33 صباحاً

في مشهد يعيد تشكيل خريطة التحالفات الإقليمية والدولية، حلّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضيفًا على المملكة العربية السعودية كأول محطة في زيارته الخارجية الأولى للمرة الثانية على التوالي منذ فوزه بالانتخابات الأمريكية، في زيارة حظيت باهتمام عالمي بالغ، لما تحمله من دلالات سياسية واستراتيجية، تزامنًا مع حراك دبلوماسي لافت تقوده الرياض نحو إعادة التوازن للمنطقة، وتحقيق استقرار طال انتظاره.

الزيارة التي جاءت في ظل تغيّرات دولية متسارعة، أكدت المؤكد حول الدور المحوري الذي تلعبه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في رسم مستقبل المنطقة، وتثبيت معادلة الأمن والتنمية على حد سواء.

فلم تكن الاستضافة مجرد بروتوكول سياسي، بل محطة تؤكد أن الرياض باتت مركز ثقل عالمي في إدارة الملفات الكبرى، وقادرة على جمع الفرقاء حول طاولة الحوار، في زمن التوترات المتشابكة.

وأثبتت الزيارة أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لا يدير فقط شؤون المملكة بعين إصلاحية ورؤية اقتصادية ثاقبة، بل يقود مشروعًا شاملاً لإعادة بناء الشرق الأوسط على أسس من الاستقرار والانفتاح والتكامل الإقليمي.

ومن أبرز تجليات هذه الرؤية، ما شهده الملف السوري مؤخرًا، إذ لعب ولي العهد دورًا محوريًا في الدفع نحو رفع العقوبات عن سوريا، سعيًا لإعادتها إلى الحضن العربي، وإطلاق عملية إعادة إعمار تنهي معاناة شعب أنهكته الحرب، وتعيد التوازن للمنطقة.

ولم تكن تلك الخطوة مجرد مبادرة سياسية، بل موقفًا إنسانيًا وأخلاقيًا في المقام الأول، يعكس فلسفة القيادة السعودية في أن السلام لا يتحقق إلا عبر دمج الدول لا عزلها، وبناء الأوطان لا كسرها.

وبينما كان العالم يتخبط في مقاربات مترددة تجاه المشهد السوري، تقدّمت المملكة بثقة لتقول كلمتها: كفى حربًا، وحان وقت البناء.

ان ما تشهده المملكة من تحولات داخلية غير مسبوقة، كان له أثره الإقليمي والدولي. فمنذ إطلاق “رؤية السعودية 2030”، تحوّلت المملكة إلى ورشة تنموية كبرى، تعيد صياغة الاقتصاد، وتستثمر في الإنسان، وتفتح الأبواب أمام تمكين الشباب والمرأة، وترسي أسسًا لمجتمع نابض بالحياة.

هذا النموذج الملهم، جعل من الرياض قبلة للاستثمار العالمي، ومركزًا للحوار بين الثقافات، ومنبرًا للسلام في عالم يعاني من الاستقطاب، ولهذا جاءت زيارة ترامب الأخيرة، بما تحمله من رسائل مباشرة وغير مباشرة، لتبرهن أن السعودية اليوم لم تعد مجرد لاعب إقليمي، بل باتت “بوصلة العالم”، توجه المسار، وتطرح الحلول، وتعيد تعريف السيادة كقيمة ترتكز على التنمية، والسلام، والشراكة الفاعلة.

وفي ظل قيادة طموحة، وإرادة سياسية صلبة، تتقدم المملكة بخطى واثقة نحو المستقبل، لا بصفتها قوة اقتصادية فحسب، بل كقوة سلام تجمع ما تفرّق، وتبني ما تهدّم، وتلهم العالم بأسره بنموذجها الفريد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق