عقدت أوقاف الفيوم ندوة علمية كبرى،بمسجد العتيق بالعامرية بعنوان "مَن غشَّنا فليس منا منا..حرمة الغش بكل صوره" وذلك في إطار دور وزارة الأوقاف العلمي والدعوي، وضمن جهودها لتحقيق مقاصد الشريعة وتقديم خطاب ديني وسطي رشيد، عقدت مديرية أوقاف الفيوم ندوة علمية كبرى، بمسجد العتيق بالعامرية، التابع لإدارة مركز شمال بالفيوم اليوم بعنوان: ” مَن غشَّنا فليس منا.. حرمة الغش بكل صوره”.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات وزير الأوقاف أسامة الأزهري، وبحضور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم محاضرًا وفتحي عبد الفتاح، مسؤول الإرشاد بالمديرية، محاضرًا ومحمد رجب خورشيد، مدير الإدارة، محاضرًا وجمع غفير من رواد المسجد.
وخلال اللقاء، أكد العلماء أن الغِشَّ آفَةٌ ذَمِيمَةٌ، وَجَرِيمَةٌ مُنْكَرَةٌ، تَعْصِفُ بِالمُجْتَمَعِ وَتُعَطِّلُ طَاقَاتِهِ وَتَنْهَشُ ثَرَوَاتِهِ، فَكَمْ مِنْ مَوَاهِبَ دُمِّرَتْ، وَكَمْ مِنْ حُقُوقٍ ضُيِّعَتْ، وَكَمْ مِنْ أَرْوَاحٍ أُزْهِقَتْ بِسَبَبِ ذَلِكَ الغِشِّ المَقِيت،فالغش يُدَمِّرُ مُسْتَقْبَلَ النَّشْءِ، وَيَقْتَلِعُ عَمَلِيَّةَ التَّعْلِيمِ مِنْ جُذُورِهَا.
وأشار العلماء،أَنَّ الغِشَّ وَالتَّدْلِيسَ سَرَطَانٌ اقْتِصَادِيٌّ مَقِيتٌ، مَا بَيْنَ عَلَامَاتٍ تِجَارِيَّةٍ زَائِفَةٍ،وَتَعَدٍّ عَلَى حُقُوقِ المِلْكِيَّةِ الفِكْرِيَّةِ وَنَصْبٍ إِلِكْتِرُونِيٍّ فَاضِحٍ، وَنَقْصٍ فِي الأَوْزَانِ وَالمَكَايِيلِ،قال تعالى:{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}، وقال جل شأنه: {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}.
وأوضح العلماء،أَنَّ الغِشَّ قد يكون فِي النَّصِيحَةِ،وتزْيِيفَ، وَتَضْلِيلَ الأَفْكَارِ التي تورِثُ عُقُولًا مُتَطَرِّفَةً تُمَثِّلُ عُدْوَانًا صَارِخًا عَلَى الدِّينِ وَالإِنْسَانِ وَالحَضَارَة والوطن،وَتعَدُّ خِيَانَةً لِلْمَقْصِدِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ مِنْ قَوْلِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:«الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، أَلَيْسَ التَّلَاعُبُ فِي الأَسْهُمِ وَالسَّنَدَاتِ وَالبُورْصَةِ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ قَوْلُ الجَنَابِ الأَنوَرِ -صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا»؟ إِنَّها صَيْحَةُ تَحْذِيرٍ غَايَتُهَا الْحِفَاظُ عَلَى عُقُولِ وَمُقَدَّرَاتِ هَذَا الوَطَنِ مِنَ الغِشِّ الَّذِي يَنْهَشُ فِي ثَرَوَاتِ الوَطَنِ المَادِّيَّةِ وَالعَقْلِيَّةِ نَهْشًا، فَهَلْ مِنْ مُعْتَبِر!حفظ الله مصرنا من كل سوء ومكروه.
0 تعليق