عواصم - في تطور لافت يعكس تصاعد التوتر داخل المؤسسة العسكرية في كيان الاحتلال الإسرائيلي، أعلن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، استقالته والتي ستدخل حيز التنفيذ في 6 آذار (مارس) المقبل، لتصبح الحدث الأبرز بعد أيام قليلة من وقف الحرب في غزة.اضافة اعلان
استقالة هاليفي ليست الوحيدة، بل تأتي ضمن سلسلة من الاستقالات المتتالية داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية، إذ تبعتها بساعات قليلة استقالة قائد القيادة الجنوبية في الجيش، يارون فنكلمان، كما تم الإعلان بعدها عن توقع تقديم كل من قائد سلاح الجو الجنرال تومر بار، وقائد سلاح البحرية الجنرال ديفيد ساعر استقالتيهما، وقبل ذلك كانت استقالة أمير برعام نائب رئيس هيئة الأركان.
وتأتي هذه الاستقالات في ظل تحديات كبرى تواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، واللافت أن ما كان يعتبر في الماضي مسألة داخلية ضمن صراعات محدودة، أصبح اليوم يطرح بشكل واضح ومكشوف، هذا المشهد المتأزم يطرح تساؤلات حول قدرة جيش الاحتلال على استعادة توازنه بعد موجة إخفاقات عصفت به.
وفي اعتراف صريح يعكس عمق التصدع داخل جيش الإحتلال أقرّ هاليفي وفنكلمان بفشل الجيش في التصدي لعملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
هذا الاعتراف، أعاد تسليط الضوء على أكبر الإخفاقات الأمنية التي واجهتها المؤسسة العسكرية في الكيان المحتل، حيث أكد هاليفي تحمّله المسؤولية الكاملة عن ما وصفها بـ"الانتكاسة"، مشيرًا إلى أن قراره بالاستقالة جاء بعد تقييم شامل للوقائع وتداعياتها.
وقبيل استقالة هاليفي، كانت رسالة الاستقالة التي بعث بها نائبه، أمير برعام، الأسبوع الماضي، قد أثارت موجة من التساؤلات داخل إسرائيل، وأشار خلالها إلى قضايا إستراتيجية وأمنية حساسة تتعلق بمستقبل الجيش.
شكّلت هذه الخطوة تمهيدًا واضحًا لتفاقم الأزمة، وقد أشار برعام في رسالته إلى ضرورة إجراء تغييرات جذرية في السياسات العسكرية من أجل مواكبة التحديات المستقبلية، وهو ما فسره البعض كتعبير عن عدم توافقه مع القيادة العسكرية المستقيلة.
ويُعتبر ما حدث من استقالات، بمنزلة إشارة قوية لما يجري داخل صفوف القيادة العليا للجيش، وفقًا لما أكده.
ووفقا لمراقبين فإن الأزمة ليست جديدة، ومن المؤشرات الدالة عليها التوتر الواضح في العلاقة بين برعام وهاليفي بسبب خلافات حول مسار الحرب على غزة، والذي ظهر بوضوح في التسريبات الصحفية السابقة.
فقد أشار برعام في رسالة استقالته، إلى أن قدرته على تقديم المساعدة كقائد نائب قد أصبحت محدودة، مما دفعه إلى اتخاذ قراره في الوقت المناسب، حيث كانت شدة الحرب قد تراجعت ولم يكن هناك قتال نشط في لبنان أو سورية.
ويتفق على أن استقالة هاليفي ونائبه، وكل ما قد يليها من استقالات، تشير إلى بداية تغييرات جذرية في هيكلية جيش الإحتلال وقيادته العليا. هذه التغييرات قد تشمل اختيار قيادة جديدة برؤية مغايرة، مما قد يؤدي إلى تعديل السياسات الأمنية والعسكرية.
وترى صحيفة معاريف في تقرير لها أن من أهم المكتسبات التي حققها وزير الدفاع يسرائيل كاتس من استقالة هاليفي، هو التمهيد لتجنيد المتشددين الحريديم في الجيش ، إذ مثل هاليفي العقبة الأصعب أمام وزير الدفاع للقيام بهذه المهمة بعد يوآف غالانت، الذي سبق وقدم استقالته.
ومع ذلك، قد تكون هذه التغييرات مجرد محاولة لتحسين صورة جيش الاحتلال داخليًا، دون معالجة جذرية للفشل العسكري والسياسي في مواجهة التحديات في غزة، مما يعكس فشلًا مستمرًا في إدارة الصراع بشكل فعال.
وتدور التقديرات حول أن رئيس الأركان المقبل سيكون واحدا من 4 مرشحين، اثنان سبق وخدما في منصب نائب رئيس الأركان وهما الجنرالان إيال زامير وأمير برعام وقائدا الجبهة الشمالية أوري جوردين والجبهة الداخلية رافي ميلو.
ومع ذلك، تشير التحقيقات إلى إدانتهم جميعًا في الإخفاق في وقف هجمات حماس، باستثناء قائد المنطقة الشمالية اللواء أوري جوردين. وبناءً على ذلك، يبقى اللواء جوردين المرشح الأقوى لاستلام المنصب، بحسب تقديرات محللين.
وعلى ضوء هذه التطورات، فإنه من المحتمل أن يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاستفادة من الاستقالات داخل المؤسسة العسكرية عبر استخدامها كأداة لإلقاء اللوم على القيادة العسكرية، في محاولة للتهرب من الاتهامات بالتقصير التي تلاحقه منذ طوفان الأقصى.
وأشار الكاتب يوسي فيرتر في صحيفة هآرتس إلى ذلك، حين قال إنه باستقالة هاليفي، فإن الحكومة لم تنجُ من الفشل فحسب، بل نجحت أيضا في تعزيز أهدافها، وعلى رأسها تطهير القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي، وتعزيز الرواية التي بموجبها يتحمل الجيش وحده المسؤولية عن الإخفاقات.
ومع ذلك، تتجه آراء الخبراء إلى أن استقالة الجنرالات، بما في ذلك استقالة رئيس الأركان، تشير إلى أن الوضع في كيان الاحتلال على موعد مع مزيد من الانقسامات، وقد نشاهد سيناريو متعلقا بحل الكنيست والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، مع احتمال عدم إعادة انتخاب نتنياهو، وصولًا إلى محاكمات متعددة قد تقوده إلى السجن، وربما تشمل أيضًا جنرالات عسكريين كبارا.
كان من المعتاد أن تُدار مثل هذه الخلافات بعيدًا عن الأضواء، إلا أن الإعلام الإسرائيلي بدأ مؤخرًا في تسليط الضوء عليها وجعلها جزءًا من النقاش العام. هذا التحول يعكس تغيرًا في مواقف الرأي العام في الكيان، وزيادة في الحساسية تجاه القضايا الداخلية التي كانت تُعتبر في السابق من المواضيع المحظورة والممنوعة من النقاش.
وكانت صحيفة "معاريف" قد وصفت استقالة نائب رئيس الأركان الإسرائيلي بأنها "زلزال"، وهو وصف يعكس حجم الصدمة التي أحدثتها في صفوف الجيش.
فهذه الاستقالات لم تكن مجرد انتقال لشخص من منصب إلى آخر، بل هي مؤشر على مشكلة داخلية دفعت الإعلام العبري إلى تجاوز الصمت والتكتم.
كما أن هذه التحولات تكشف ضعفا كبيرا في إدارة الصراع، إذ كشفت الحرب على غزة صغر الإدارة في الكيان المحتل وعجزها عن تحقيق أهدافها الأمنية والسياسية، كما لعب الإعلام العبري دورًا بارزًا في فضح هذه الإخفاقات، حيث لم يعد قادرًا على إخفاء التصدعات الداخلية والضغوط التي يتعرض لها الكيان على الصعيدين العسكري والسياسي.-(وكالات)
استقالة هاليفي ليست الوحيدة، بل تأتي ضمن سلسلة من الاستقالات المتتالية داخل القيادة العسكرية الإسرائيلية، إذ تبعتها بساعات قليلة استقالة قائد القيادة الجنوبية في الجيش، يارون فنكلمان، كما تم الإعلان بعدها عن توقع تقديم كل من قائد سلاح الجو الجنرال تومر بار، وقائد سلاح البحرية الجنرال ديفيد ساعر استقالتيهما، وقبل ذلك كانت استقالة أمير برعام نائب رئيس هيئة الأركان.
وتأتي هذه الاستقالات في ظل تحديات كبرى تواجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، واللافت أن ما كان يعتبر في الماضي مسألة داخلية ضمن صراعات محدودة، أصبح اليوم يطرح بشكل واضح ومكشوف، هذا المشهد المتأزم يطرح تساؤلات حول قدرة جيش الاحتلال على استعادة توازنه بعد موجة إخفاقات عصفت به.
وفي اعتراف صريح يعكس عمق التصدع داخل جيش الإحتلال أقرّ هاليفي وفنكلمان بفشل الجيش في التصدي لعملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
هذا الاعتراف، أعاد تسليط الضوء على أكبر الإخفاقات الأمنية التي واجهتها المؤسسة العسكرية في الكيان المحتل، حيث أكد هاليفي تحمّله المسؤولية الكاملة عن ما وصفها بـ"الانتكاسة"، مشيرًا إلى أن قراره بالاستقالة جاء بعد تقييم شامل للوقائع وتداعياتها.
وقبيل استقالة هاليفي، كانت رسالة الاستقالة التي بعث بها نائبه، أمير برعام، الأسبوع الماضي، قد أثارت موجة من التساؤلات داخل إسرائيل، وأشار خلالها إلى قضايا إستراتيجية وأمنية حساسة تتعلق بمستقبل الجيش.
شكّلت هذه الخطوة تمهيدًا واضحًا لتفاقم الأزمة، وقد أشار برعام في رسالته إلى ضرورة إجراء تغييرات جذرية في السياسات العسكرية من أجل مواكبة التحديات المستقبلية، وهو ما فسره البعض كتعبير عن عدم توافقه مع القيادة العسكرية المستقيلة.
ويُعتبر ما حدث من استقالات، بمنزلة إشارة قوية لما يجري داخل صفوف القيادة العليا للجيش، وفقًا لما أكده.
ووفقا لمراقبين فإن الأزمة ليست جديدة، ومن المؤشرات الدالة عليها التوتر الواضح في العلاقة بين برعام وهاليفي بسبب خلافات حول مسار الحرب على غزة، والذي ظهر بوضوح في التسريبات الصحفية السابقة.
فقد أشار برعام في رسالة استقالته، إلى أن قدرته على تقديم المساعدة كقائد نائب قد أصبحت محدودة، مما دفعه إلى اتخاذ قراره في الوقت المناسب، حيث كانت شدة الحرب قد تراجعت ولم يكن هناك قتال نشط في لبنان أو سورية.
ويتفق على أن استقالة هاليفي ونائبه، وكل ما قد يليها من استقالات، تشير إلى بداية تغييرات جذرية في هيكلية جيش الإحتلال وقيادته العليا. هذه التغييرات قد تشمل اختيار قيادة جديدة برؤية مغايرة، مما قد يؤدي إلى تعديل السياسات الأمنية والعسكرية.
وترى صحيفة معاريف في تقرير لها أن من أهم المكتسبات التي حققها وزير الدفاع يسرائيل كاتس من استقالة هاليفي، هو التمهيد لتجنيد المتشددين الحريديم في الجيش ، إذ مثل هاليفي العقبة الأصعب أمام وزير الدفاع للقيام بهذه المهمة بعد يوآف غالانت، الذي سبق وقدم استقالته.
ومع ذلك، قد تكون هذه التغييرات مجرد محاولة لتحسين صورة جيش الاحتلال داخليًا، دون معالجة جذرية للفشل العسكري والسياسي في مواجهة التحديات في غزة، مما يعكس فشلًا مستمرًا في إدارة الصراع بشكل فعال.
وتدور التقديرات حول أن رئيس الأركان المقبل سيكون واحدا من 4 مرشحين، اثنان سبق وخدما في منصب نائب رئيس الأركان وهما الجنرالان إيال زامير وأمير برعام وقائدا الجبهة الشمالية أوري جوردين والجبهة الداخلية رافي ميلو.
ومع ذلك، تشير التحقيقات إلى إدانتهم جميعًا في الإخفاق في وقف هجمات حماس، باستثناء قائد المنطقة الشمالية اللواء أوري جوردين. وبناءً على ذلك، يبقى اللواء جوردين المرشح الأقوى لاستلام المنصب، بحسب تقديرات محللين.
وعلى ضوء هذه التطورات، فإنه من المحتمل أن يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاستفادة من الاستقالات داخل المؤسسة العسكرية عبر استخدامها كأداة لإلقاء اللوم على القيادة العسكرية، في محاولة للتهرب من الاتهامات بالتقصير التي تلاحقه منذ طوفان الأقصى.
وأشار الكاتب يوسي فيرتر في صحيفة هآرتس إلى ذلك، حين قال إنه باستقالة هاليفي، فإن الحكومة لم تنجُ من الفشل فحسب، بل نجحت أيضا في تعزيز أهدافها، وعلى رأسها تطهير القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي، وتعزيز الرواية التي بموجبها يتحمل الجيش وحده المسؤولية عن الإخفاقات.
ومع ذلك، تتجه آراء الخبراء إلى أن استقالة الجنرالات، بما في ذلك استقالة رئيس الأركان، تشير إلى أن الوضع في كيان الاحتلال على موعد مع مزيد من الانقسامات، وقد نشاهد سيناريو متعلقا بحل الكنيست والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، مع احتمال عدم إعادة انتخاب نتنياهو، وصولًا إلى محاكمات متعددة قد تقوده إلى السجن، وربما تشمل أيضًا جنرالات عسكريين كبارا.
كان من المعتاد أن تُدار مثل هذه الخلافات بعيدًا عن الأضواء، إلا أن الإعلام الإسرائيلي بدأ مؤخرًا في تسليط الضوء عليها وجعلها جزءًا من النقاش العام. هذا التحول يعكس تغيرًا في مواقف الرأي العام في الكيان، وزيادة في الحساسية تجاه القضايا الداخلية التي كانت تُعتبر في السابق من المواضيع المحظورة والممنوعة من النقاش.
وكانت صحيفة "معاريف" قد وصفت استقالة نائب رئيس الأركان الإسرائيلي بأنها "زلزال"، وهو وصف يعكس حجم الصدمة التي أحدثتها في صفوف الجيش.
فهذه الاستقالات لم تكن مجرد انتقال لشخص من منصب إلى آخر، بل هي مؤشر على مشكلة داخلية دفعت الإعلام العبري إلى تجاوز الصمت والتكتم.
كما أن هذه التحولات تكشف ضعفا كبيرا في إدارة الصراع، إذ كشفت الحرب على غزة صغر الإدارة في الكيان المحتل وعجزها عن تحقيق أهدافها الأمنية والسياسية، كما لعب الإعلام العبري دورًا بارزًا في فضح هذه الإخفاقات، حيث لم يعد قادرًا على إخفاء التصدعات الداخلية والضغوط التي يتعرض لها الكيان على الصعيدين العسكري والسياسي.-(وكالات)
0 تعليق