شهدت "قاعة فكر وإبداع"؛ في "بلازا 1 "؛ مساء اليوم؛ مناقشة كتابي "ما وراء القمر"؛ و"الرجل الذي عادت إليه ذاكرته"؛ للكاتب محمد سلماوي، ضمن محور "ملتقى الإبداع" (الأعمال القصصية)؛ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56؛ وأدار الندوة؛ الدكتور محمد سليم شوشة، وناقشه الدكتور يوسف نوفل؛ والدكتورة سحر شريف.
في البداية، أثنى الدكتور محمد سليم شوشة؛ على جودة الأعمال القصصية؛ للكاتب محمد سلماوي، واصفًا إياها بأنها سيرة مختلفة؛ وكتابة ثرية من أجمل القصص العربية، ومسيرة إبداعية تُكمل مسيرة "يوسف إدريس"، مشيرًا إلى أبرز الجماليات والقيم في القصص؛ وقدَّم الدكتور محمد سليم شوشة؛ تعريفًا؛ بالأديب محمد سلماوي، موضحًا أنه صدر له أكثر من ثلاثين كتابًا تشمل المسرحيات والمجموعات القصصية والروايات والسيرة الذاتية، بالإضافة إلى مؤلفات في السياسة والصحافة؛ وكذلك المحطات الحياتية البارزة في حياة سلماوي.
وخلال حديثه عن "ما وراء القمر"؛ و"الرجل الذي عادت إليه ذاكرته"، أشار الدكتور يوسف نوفل؛ إلى أن الإصدار الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب؛ يُظهر التفاعل بين الزمان والمكان في قصص سلماوي؛ وأن الكاتب وظّف ألوان العصر الأدبية مع الحضور الذاتي في يومياته؛ وأوضح أن القارئ يستطيع من خلال المجموعتين؛ متابعة القضايا والموضوعات التي شغلت الكاتب، والتي ميّزت أعماله، كما يمكنه أيضًا تتبع التطور، وأحيانًا التباين بين القصص، لكن الأسلوب السردي ظل حاضرًا، مما يجعلها لا تقل إحداها إمتاعًا عن الأخرى.
أدب السهل الممتنع
كما أكدت الدكتورة سحر شريف؛ أن الكاتب محمد سلماوي؛ يُجسّد أدب السهل الممتنع؛ وخلال حديثها عن تحليل شخصيات قصصه، أشارت إلى أن الموت؛ وفلسفته؛ يهيمنان على أبطال القصص، لا سيما في الأعمال التي تتناول الهجرة، حيث يظهر الموت كحقيقة ثابتة في كتاباته؛ وأن هناك اهتمام متزايد بأدب السهل الممتنع، وأوضحت أنها أعدّت ورقة بحثية بعنوان "تيمة الموت في مجموعتي 'ما وراء القمر' و'الرجل الذي عادت إليه ذاكرته' لمحمد سلماوي – مقارنة موضوعاتية".
أما الأديب محمد سلماوي، فقد علّق على أعماله قائلاً: "هذه المجموعة ليست مجرد قصص متناثرة جُمعت في كتاب، بل هناك وحدة موضوعية تربطها؛ فموضوعها هو العلاقة بيننا وبين من رحلوا، أولئك الذين يعيشون الآن فيما وراء القمر، كما كان يؤمن المصريون القدماء؛ إنهم يعودون إلينا كلما أرادوا التواصل أو إيصال رسالة"؛ وأضاف أن الفترة الزمنية بين كتابة المجموعتين بلغت 30 عامًا، وقد نُشرتا ضمن سلسلة الأعمال السردية الكاملة للهيئة العامة للكتاب؛ وأكد سلماوي؛ أن الموت ليس حاجزًا بيننا وبين من رحلوا، وأن القصص مستوحاة من الواقع، مشيرًا إلى قصة "جسد الأديب نجيب محفوظ والمتفجرات"، والتي تستند إلى وقائع حقيقية، حيث تتناول نقد العقلية الأمنية.
0 تعليق