المهرجانات الشتوية في المحافظات

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يأتي شتاء هذا العام مختلفا فـي تفاصيله على ربوع سلطنة عُمان؛ حيث تشكّل المحافظات تنافسا واضحا فـي فعالياتها وأحداثها، لتجعل من لياليه وأيامه مساحة للمتعة والترفـيه للمقيم والزائر، والتعريف بالمفردات الثقافـية والسياحية التي تتميز بها كل محافظة دون غيرها.

لذلك كان الإقبال أكبر من الأعوام الأخيرة السابقة فـي تنظيم المهرجانات الشتوية فـي المحافظات، التي تفاوتت بين الفعاليات المبهرة والحركة الاقتصادية من محافظة إلى أخرى، فكان التنافس أكبر من حيث الكمّ والكيف فـي التنظيم، مما أدى إلى هذا الإقبال الكبير فـي النشاط الاقتصادي والبرامج السياحية التي تباينت فـي مستواها نتيجة لهذه المواسم السياحية.

ولا شك أن هذا التفاوت مردّه إلى حجم الإمكانيات المتاحة للمحافظات لإقامة هذا الحراك، الذي أوجد حالة استثنائية فـي فصل الشتاء وحراكا متنوعا اقتصاديا وثقافـيا ورياضيا وفنيا.

لكننا نحتاج فـي كل محافظة إلى تقييم مثل هذه الفعاليات، فمن المؤكد أن البرامج المتشابهة لا تخدم هذا المشروع، وأن المهرجان الشتوي إن لم يكن مختلفا، ومتميزا، وقادرا على تقديم الجديد والتنوع، لن يحقق الأهداف.

التقييم يكون موضوعيا، ماذا حقق المهرجان للمحافظة؟ وأين أصاب وأين تراجع؟ وكيف يمكن مع السنوات القادمة أن نجعل منه علامة فارقة؟ فالأمر لم يعد يقتصر على زوار الداخل، بل أيضا الاستقطاب من خارج الدولة، وإن لم يجد الزائر البرامج العائلية التي تجعله يعود سائحا فـي المرات القادمة، فهذا يعني أننا لم نتقدم خطوة.

التقييم الموضوعي يجدد ويضيف الفعاليات المبتكرة، التي يمكن الاستفادة فـيها من تجارب الدول التي تهتم بمثل هذه الأنشطة التي أصبحت عمود اقتصادها.

بالتأكيد أن إقامة المهرجانات الشتوية ستكون بصورة مختلفة مع قادم الأيام من حيث التطور والابتكار، وسيُضاف عليها الكثير من الأفكار التي تجعلها موسما سياحيا فـي المحافظات التي تتنافس فـيما بينها على من يكون الأكثر جاذبية.

لكن هذه المهرجانات تحتاج إلى ذراع إعلامي قادر على التعريف بها قبل أشهر من انطلاقتها، وإلى الترويج لها داخليا وخارجيا، وإلى استبيان مرتاديها حول احتياجاتهم غير المتوفرة فـيها.

كل هذه العوامل ستقرّب بين أفكار صانع الترفـيه فـيها وبين مرتاديها، وهذا هو الأمر الأهم، خاصة وأننا نحتاج إلى تشجيع المزيد من السياحة الداخلية كمرتكز أساسي لمشروع هذه المهرجانات.

ما زلنا فـي بداية هذا المجال، الذي كان لافتا هذا العام وجذب الانتباه فـي الداخل والخارج، وقصدته أعداد كبيرة جدا فـي بعض المحافظات، وتحتاج التجربة إلى وقت لتنضج، وأتوقع أن تكون المنافسة حامية بين المحافظات فـي قادم السنوات، وهذا ما سيعزز فكرة اللامركزية بينها كما أراد لها المقام السامي.

لذلك لا بد أن تُدعم هذه المهرجانات، وأن تتحول إلى نقطة جذب، وأن تكون قائمة على فكرة الدخل المالي الذي سيطورها ويفعّل أيضا الحالة الاقتصادية فـيها، وتقدّم الصور الجلية لأبناء وبنات سلطنة عمان فـي التميز، وتُتاح لهذه الفئة من رواد الأعمال المزيد من الفرص والتمكين فـي تنفـيذ المشاريع التجارية والتحضيرية.

سالم الجهوري كاتب صحفـي عماني

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق