على مدار سنوات طويلة من مسيرتي المهنية في الإعلام، كنت دائماً أؤمن بأن الصحافة هي جسر تواصل حقيقي بين المواطن والمسؤول، ومصدر أساسي لتقديم صورة واقعية عن مختلف القضايا التي تهم المجتمع، وليست مجرد وسيلة لنقل الأخبار أو تسليط الضوء على القضايا المختلفة، وخلال مسيرتي ككاتبة رأي؛ وجدت أن هناك جهات رسمية في مملكة البحرين تدرك جيداً هذا الدور، وتسعى إلى تعزيز التواصل مع الصحفيين والكتاب، بما يحقق المصلحة العامة، ويسهم في تحسين الخدمات وتطوير الأداء الحكومي.
خلال الأيام الماضية، تلقيت عدة اتصالات من مسؤولين في جهات رسمية مختلفة، تعليقاً على ما تناولته في مقالاتي حول بعض القضايا ذات الاهتمام العام، حيث بادر أحد المسؤولين، على سبيل المثال، بالاتصال بي ليقدم توضيحاً وافياً حول مسألة كنت قد تطرقت إليها، مؤكداً أن الجهة المعنية تعمل على معالجتها وفق خطة واضحة، حيث كان الاتصال يمثل نقاشاً شفافاً يعكس إدراكاً عميقاً لدور الإعلام وأهميته في نقل الصورة الحقيقية للمجتمع، وليس مجرد رد حول ما كتبت.
في موقف آخر، تفاجأت من سرعة تفاعل إحدى الوزارات مع موضوع كتبته في هذه الزاوية، حيث أوضحت وجهة نظرها وأبرزت الخطوات التي تم اتخاذها لمعالجة الموضوع المطروح، فمثل هذه الاستجابة لا تعكس فقط حرص الجهات الرسمية على تحسين خدماتها، بل تؤكد أن هناك نهجاً واضحاً في البحرين بأن يكون المسؤول قريباً من الناس، ومتفاعلاً مع ما يكتب ويقال في الصحافة والإعلام.
إن التفاعل الحقيقي بين الصحافة والجهات الرسمية يمثل مؤشراً واضحاً على وجود إرادة حقيقية للإصلاح والتطوير، وليس فقط مجرد تواصل بروتوكولي، فعندما يكتب الصحفي عن قضية ما فهو لا يهدف إلى النقد لمجرد النقد، بل يسعى لتسليط الضوء على الجوانب التي تحتاج إلى تحسين، وعندما تتجاوب الجهات الرسمية مع هذه الطروحات، فإنها تثبت أنها جزء من منظومة وطنية هدفها الأول والأخير خدمة المجتمع.
ختاماً، لا يسعني إلا أن أؤكد أن الصحافة ستظل المرآة الأمينة التي تنقل الصورة الحقيقية، وأن التواصل المستمر بين الصحفيين والمسؤولين هو المفتاح لضمان تحسين الخدمات وتعزيز الثقة بين المواطن والحكومة، وما دامت هناك جهات رسمية تدرك أهمية هذا الدور، فإننا سنشهد دائماً مزيداً من التطوير والإنجازات التي تصب في صالح الجميع.
إضاءة
جزيل الشكر والتقدير لكافة الجهات الرسمية التي تثبت يوماً بعد يوم أن أبوابها مفتوحة دائماً للحوار والنقاش، تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اللذان يؤكدان باستمرار أهمية الانفتاح على الإعلام وتعزيز التواصل مع المواطنين عبر مختلف القنوات، وأخص بالذكر وزارات؛ الداخلية والمواصلات والخارجية والسياحة والإعلام والتحقيقات الخاصة، وغيرهم والتي أظهرت جميعها مستوى راقياً من الاهتمام بالتفاعل مع الصحافة، مما يعكس رؤية الدولة في تبني نهج الشفافية وتعزيز التعاون بين مختلف القطاعات.
0 تعليق