الغيبوبة حالة طبية خطيرة تتسم بفقدان الوعي التام وعدم قدرة المريض على الاستجابة للمؤثرات الخارجية، مثل الصوت أو اللمس، وتحدث هذه الحالة نتيجة توقف أو تضرر مؤقت في وظائف الدماغ، وقد تستمر من ساعات إلى سنوات، حسب السبب المؤدي لها، وهناك أنواع متعددة من الغيبوبة، ويختلف كل نوع من حيث السبب وشدة الحالة وأعراضها، والفهم الصحيح لهذه الأنواع يساعد في التعامل مع الحالة بشكل أفضل، وتحديد العلاج المناسب.

الغيبوبة السكرية

الغيبوبة السكرية من أكثر أنواع الغيبوبة شيوعًا بين مرضى السكري، وتحدث عند حدوث خلل كبير في مستوى السكر بالدم، وعندما يرتفع مستوى السكر بشكل حاد دون علاج، تتراكم الكيتونات في الدم، مما يؤدي إلى الحماض الكيتوني السكري، وهو أحد الأسباب الرئيسية لفقدان الوعي، وعلى الجانب الآخر يمكن لانخفاض السكر الشديد أن يؤدي إلى فقدان وعي مفاجئ، حيث يعتمد الدماغ بشكل أساسي على السكر كمصدر للطاقة، وإذا لم يتم التدخل الطبي في الوقت المناسب، قد تتفاقم الحالة وتصبح مهددة للحياة.

الغيبوبة الكبدية

الغيبوبة الكبدية تحدث نتيجة فشل الكبد في إزالة السموم من الجسم، مما يؤدي إلى تراكم هذه السموم في الدم ووصولها إلى الدماغ، وغالبًا ما ترتبط هذه الحالة بأمراض الكبد المزمنة، مثل التهاب الكبد الفيروسي أو تليف الكبد، وتبدأ أعراض الغيبوبة الكبدية بظهور ارتباك ذهني، اضطرابات في التركيز، ورعشة في اليدين، ومع تطور الحالة يفقد المريض وعيه تدريجيًا. هذه الحالة تتطلب علاجًا فوريًا لتجنب حدوث تلف دائم في الدماغ.

الغيبوبة الناتجة عن إصابة الدماغ

الإصابات المباشرة في الرأس من الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى الغيبوبة، وقد تحدث هذه الإصابات نتيجة حوادث السير، السقوط، أو التعرض لضربة قوية على الرأس، وعندما يتعرض الدماغ لنزيف داخلي أو تورم شديد، يتأثر نشاط مراكز الوعي، مما يؤدي إلى فقدان الوعي، وتختلف مدة الغيبوبة الناتجة عن إصابة الدماغ حسب شدة الإصابة، وفي بعض الحالات قد يستعيد المريض وعيه بعد ساعات، بينما تستمر الغيبوبة في حالات أخرى لفترات طويلة.

الغيبوبة الناتجة عن السكتة الدماغية

السكتة الدماغية من الأسباب الخطيرة للغيبوبة، وتحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يؤدي إلى تلف خلاياه، وإذا كانت السكتة شديدة، يدخل المريض في غيبوبة طويلة قد تستمر لأيام أو أسابيع، وقبل الدخول في الغيبوبة، يعاني المريض من أعراض مثل الصداع الشديد، ضعف في جانب واحد من الجسم، وصعوبة في الكلام أو الرؤية، وسرعة التدخل الطبي في هذه الحالات مهمة جدًا لمنع حدوث مضاعفات خطيرة.

الغيبوبة الناتجة عن التسمم أو الأدوية

بعض حالات الغيبوبة تكون ناتجة عن تعاطي جرعات زائدة من الأدوية أو التسمم بالمواد الكيميائية، وتشمل هذه المواد المهدئات، المخدرات، أو حتى بعض الأدوية المستخدمة بشكل خاطئ، وتؤثر هذه المواد على نشاط الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى فقدان تدريجي للوعي.