كيتلين جونستون* – (كونسورتيوم نيوز) 10/2/2025
لطالما كان طرد الفلسطينيين من غزة إلى الدول العربية المجاورة هو الخطة. إنه ليس شيئًا ظهر من العدم عندما أصبح ترامب رئيسًا فقط.اضافة اعلان
* * *
ما أزال غير قادرة على استيعاب مدى السخافة التي ينطوي عليها تصرف الجميع كما لو أن خطة التطهير العرقي لغزة هي فكرة جديدة توصل إليها دونالد ترامب للتو. "انتظر، أنت تقول إذن أننا يمكن أن نجعل الفلسطينيين يختفون ونستبدلهم باليهود؟ يا له من تفكير جريء، ومبتكر! بحق الله، هذا الشيء جنوني لدرجة أنه قد ينجح"!
هذه الفكرة التي تتصور أن إخراج جميع الفلسطينيين من غزة هي فكرة جديدة ابتكرها ترامب هي واحدة من أكثر الروايات سخافة التي نرى الطبقة السياسية/ الإعلامية السائدة تدفع بها اليوم. كانت مراكز الأبحاث وأجهزة المخابرات الإسرائيلية تدفع بخطة نقل سكان غزة إلى مصر بعد أيام قليلة من هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) وكل الوقت منذ ذلك الحين. وقد حاولت إدارة بايدن– من دون جدوى- إقناع القاهرة بتسهيل تنفيذ هذه الأجندة.
لطالما كان طرد الفلسطينيين من غزة إلى الدول العربية المجاورة هو الخطة. إنه ليس شيئًا ظهر من العدم فقط عندما أصبح ترامب رئيسًا. ومع ذلك، سوف ترى الجميع على جانبي القسمة الحزبية السائدة في الولايات المتحدة وهم يدفعون بشراسة هذه الرواية التي تزعم أن هذه كلها فكرة ترامب، سواء كان المروّجون يؤيدون أو يعارضون أجندة التطهير العرقي.
إذا كانوا يدعمونها، فإنهم يتحدثون عنها باعتبارها ابتكارًا عبقريًا وفكرة من خارج الصندوق لم يفكر فيها أحد من قبل. وإذا كانوا يعارضونها، فإنهم يمحون تمامًا من التاريخ حقيقة أنه كان يتم تطويرها في ظل إدارة بايدن منذ الأيام الأولى للهجوم الإسرائيلي.
لقد رأيت للتو آلان ديرشوفيتز وهو يثرثر حول كيف يجب علينا جميعًا "أن نشكر دونالد ترامب على الخروج بأول فكرة جديدة منذ سنوات عديدة حول كيفية حل هذه المشكلة". لكنها ليست فكرة جديدة، ولم يكن ترامب هو الذي أتى بها.
كان هذا هو جوهر المسألة كل الوقت. ليس هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر). ليس الرهائن. ليس محاربة الإرهاب. وليس الدفاع عن النفس. كان الأمر يتعلق دائمًا بطرد الفلسطينيين من وطنهم، حتى يتم في النهاية ضم أراضيهم بالكامل وبشكل رسمي إلى إسرائيل.
في الأثناء، قالت مصادر إسرائيلية لصحيفة "هآرتس" إن بنيامين نتنياهو يخطط لإفساد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة للحيلولة دون مضيه قدمًا إلى مرحلته الثانية بعد انتهاء الاثنين وأربعين يومًا التي تحدد مرحلته الأولى. ومن المحتمل تمامًا أن نرى الأمور تنزلق وتعود مباشرة إلى نفس الكابوس الذي كنا نعيشه خلال إدارة بايدن في غضون أسابيع قليلة.
جرائم ترامب كغطاء لجرائم بايدن
يبدو الديمقراطيون في الوقت الحالي سعداء مثل خنزير يتقلب في الوحل. فجأة أصبح بوسعهم التظاهر بأن كل الشرور التي لا يمكن تصورها التي ألحقها رئيسهم بعالمنا لم تحدث أبدًا، فقط لمجرد أن هناك رئيسًا مختلفًا يقوم الآن بأشياء مريعة أخرى تثير في الناس مشاعر قوية.
لقد أرادوا أن يخسروا. وهم الآن أكثر من مبتهجين لأنهم لم يعودوا مضطرين لأن يكونوا وجه فساد الإمبراطورية الأميركية بعد الآن، ولأنه لم يعد يترتب عليهم بعد الآن اختلاق الأعذار لهذا الفساد.
إنهم يحصلون على كل ما يريدون من الترتيب الحالي، لأن الليبراليين لا يهتمون في الواقع بإصلاح المشكلات وجعل العالم مكانًا أفضل. إنهم يهتمون فقط بشعور الرضا عن الذات.
إن سياساتهم لا تتعلق بأي شيء آخر على الإطلاق غير مشاعرهم، وكان بايدن يجعلهم يشعرون بالسوء. لكن ترامب يجعلهم يشعرون بالرضا عن النفس؛ بأنهم مبررون ومبرأون؛ وبأنهم على صواب. إنه يجعلهم يشعرون بأنهم غاضبون وساخطون، وهم يستمتعون بهذا أيضًا.
لكن هذا كله هراء. بغض النظر عما يقوله ترامب أو يفعله أو كيف يجعل هو وحاشيته من الحمقى مشاعر الناس تبدو، سوف تظل حقيقة تاريخية أن بايدن ومديريه أمضوا خمسة عشر شهرًا في تسهيل حملة الإبادة والهدم في غزة، والتي لم يكن من الممكن أن تحدث من دون الدعم الأميركي.
سوف تظل حقيقة تاريخية أن بايدن ومسؤوليه دفعوا أوكرانيا إلى حرب لا يمكن الفوز بها، والتي أثارتها الولايات المتحدة وحلفاؤها عن قصد من أجل تعزيز أجندات رقعة الشطرنج الجيو- إستراتيجية الكبرى، وتخريب مفاوضات السلام المحتملة، وتهديد العالم بالإبادة النووية على الطريق.
سوف تظل حقيقة تاريخية أن بايدن أبقى على العديد من السياسات القبيحة التي تم وضعها خلال إدارة ترامب الأولى ووسعها وأضاف إليها بنشاط.
ومن المهم الإشارة إلى أن ذلك يحدث لأن الديمقراطيين يتظاهرون بأنهم معارضون للاستبداد والمظالم والانتهاكات في الوقت الحالي، وهم ليسوا كذلك. إنهم حلفاء الطغيان والانتهاكات، الذين يتظاهرون بأنهم مدافعون صالحون عن الحقيقة والعدالة كلما صادف أن كان الطرف الاستبدادي والمسيء الآخر في السلطة. ويوضح سلوكهم خلال فترة إدارة ترامب كيف يرغبون في أن يُنظر إليهم، لكن سلوكهم خلال إدارة بايدن أظهر للعالم أجمع مَن يكونون حقًا.
جنون "البيجرات"
قبل أيام، قام عضو في مجموعة "بيتار" القومية الصهيونية المتطرفة بتصوير نفسه وهو يسلم الأكاديمي المؤيد للفلسطينيين، البروفيسور نورمان فينكلشتاين، جهاز نداء (بيجر)، في إشارة تهديدية إلى الهجوم الإرهابي الذي شنته إسرائيل في لبنان، والذي تم فيه تفجير أجهزة الاستدعاء المحمّلة بالمتفجرات في وقت واحد في جميع أنحاء البلاد.
لا يستطيع مؤيدو إسرائيل أن يشبعوا من تكرار هذه المزحة المبتذلة. إنهم يعتقدون أنها أذكى شيء في العالم. والفكرة في النكتة هي أن جهاز "البيجر" هذا ربما يكون مفخخًا وأنك قد تُقتل لمجرد معارضتك لمعتقداتهم السياسية. شيء محيّر وفي غاية الغرابة، يجعلك تفكر حقًا.
*كيتلين جونستون Caitlin Johnstone: صحفية أسترالية مستقلة ومدونة ومعلقة سياسية معروفة بتحليلها النقدي لوسائل الإعلام الرئيسة والسياسة الخارجية الأميركية. تكتب على موقعها الإلكتروني الخاص وتُنشر كتاباتها في وسائل الإعلام المختلفة، وتتشارك في كتابة أعمالها مع زوجها الأميركي، تيم فولي.
* نشر هذا المقال تحت عنوان: Plan To Ethnically Cleanse Gaza Didn’t Start With Trump
لطالما كان طرد الفلسطينيين من غزة إلى الدول العربية المجاورة هو الخطة. إنه ليس شيئًا ظهر من العدم عندما أصبح ترامب رئيسًا فقط.اضافة اعلان
* * *
ما أزال غير قادرة على استيعاب مدى السخافة التي ينطوي عليها تصرف الجميع كما لو أن خطة التطهير العرقي لغزة هي فكرة جديدة توصل إليها دونالد ترامب للتو. "انتظر، أنت تقول إذن أننا يمكن أن نجعل الفلسطينيين يختفون ونستبدلهم باليهود؟ يا له من تفكير جريء، ومبتكر! بحق الله، هذا الشيء جنوني لدرجة أنه قد ينجح"!
هذه الفكرة التي تتصور أن إخراج جميع الفلسطينيين من غزة هي فكرة جديدة ابتكرها ترامب هي واحدة من أكثر الروايات سخافة التي نرى الطبقة السياسية/ الإعلامية السائدة تدفع بها اليوم. كانت مراكز الأبحاث وأجهزة المخابرات الإسرائيلية تدفع بخطة نقل سكان غزة إلى مصر بعد أيام قليلة من هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) وكل الوقت منذ ذلك الحين. وقد حاولت إدارة بايدن– من دون جدوى- إقناع القاهرة بتسهيل تنفيذ هذه الأجندة.
لطالما كان طرد الفلسطينيين من غزة إلى الدول العربية المجاورة هو الخطة. إنه ليس شيئًا ظهر من العدم فقط عندما أصبح ترامب رئيسًا. ومع ذلك، سوف ترى الجميع على جانبي القسمة الحزبية السائدة في الولايات المتحدة وهم يدفعون بشراسة هذه الرواية التي تزعم أن هذه كلها فكرة ترامب، سواء كان المروّجون يؤيدون أو يعارضون أجندة التطهير العرقي.
إذا كانوا يدعمونها، فإنهم يتحدثون عنها باعتبارها ابتكارًا عبقريًا وفكرة من خارج الصندوق لم يفكر فيها أحد من قبل. وإذا كانوا يعارضونها، فإنهم يمحون تمامًا من التاريخ حقيقة أنه كان يتم تطويرها في ظل إدارة بايدن منذ الأيام الأولى للهجوم الإسرائيلي.
لقد رأيت للتو آلان ديرشوفيتز وهو يثرثر حول كيف يجب علينا جميعًا "أن نشكر دونالد ترامب على الخروج بأول فكرة جديدة منذ سنوات عديدة حول كيفية حل هذه المشكلة". لكنها ليست فكرة جديدة، ولم يكن ترامب هو الذي أتى بها.
كان هذا هو جوهر المسألة كل الوقت. ليس هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر). ليس الرهائن. ليس محاربة الإرهاب. وليس الدفاع عن النفس. كان الأمر يتعلق دائمًا بطرد الفلسطينيين من وطنهم، حتى يتم في النهاية ضم أراضيهم بالكامل وبشكل رسمي إلى إسرائيل.
في الأثناء، قالت مصادر إسرائيلية لصحيفة "هآرتس" إن بنيامين نتنياهو يخطط لإفساد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة للحيلولة دون مضيه قدمًا إلى مرحلته الثانية بعد انتهاء الاثنين وأربعين يومًا التي تحدد مرحلته الأولى. ومن المحتمل تمامًا أن نرى الأمور تنزلق وتعود مباشرة إلى نفس الكابوس الذي كنا نعيشه خلال إدارة بايدن في غضون أسابيع قليلة.
جرائم ترامب كغطاء لجرائم بايدن
يبدو الديمقراطيون في الوقت الحالي سعداء مثل خنزير يتقلب في الوحل. فجأة أصبح بوسعهم التظاهر بأن كل الشرور التي لا يمكن تصورها التي ألحقها رئيسهم بعالمنا لم تحدث أبدًا، فقط لمجرد أن هناك رئيسًا مختلفًا يقوم الآن بأشياء مريعة أخرى تثير في الناس مشاعر قوية.
لقد أرادوا أن يخسروا. وهم الآن أكثر من مبتهجين لأنهم لم يعودوا مضطرين لأن يكونوا وجه فساد الإمبراطورية الأميركية بعد الآن، ولأنه لم يعد يترتب عليهم بعد الآن اختلاق الأعذار لهذا الفساد.
إنهم يحصلون على كل ما يريدون من الترتيب الحالي، لأن الليبراليين لا يهتمون في الواقع بإصلاح المشكلات وجعل العالم مكانًا أفضل. إنهم يهتمون فقط بشعور الرضا عن الذات.
إن سياساتهم لا تتعلق بأي شيء آخر على الإطلاق غير مشاعرهم، وكان بايدن يجعلهم يشعرون بالسوء. لكن ترامب يجعلهم يشعرون بالرضا عن النفس؛ بأنهم مبررون ومبرأون؛ وبأنهم على صواب. إنه يجعلهم يشعرون بأنهم غاضبون وساخطون، وهم يستمتعون بهذا أيضًا.
لكن هذا كله هراء. بغض النظر عما يقوله ترامب أو يفعله أو كيف يجعل هو وحاشيته من الحمقى مشاعر الناس تبدو، سوف تظل حقيقة تاريخية أن بايدن ومديريه أمضوا خمسة عشر شهرًا في تسهيل حملة الإبادة والهدم في غزة، والتي لم يكن من الممكن أن تحدث من دون الدعم الأميركي.
سوف تظل حقيقة تاريخية أن بايدن ومسؤوليه دفعوا أوكرانيا إلى حرب لا يمكن الفوز بها، والتي أثارتها الولايات المتحدة وحلفاؤها عن قصد من أجل تعزيز أجندات رقعة الشطرنج الجيو- إستراتيجية الكبرى، وتخريب مفاوضات السلام المحتملة، وتهديد العالم بالإبادة النووية على الطريق.
سوف تظل حقيقة تاريخية أن بايدن أبقى على العديد من السياسات القبيحة التي تم وضعها خلال إدارة ترامب الأولى ووسعها وأضاف إليها بنشاط.
ومن المهم الإشارة إلى أن ذلك يحدث لأن الديمقراطيين يتظاهرون بأنهم معارضون للاستبداد والمظالم والانتهاكات في الوقت الحالي، وهم ليسوا كذلك. إنهم حلفاء الطغيان والانتهاكات، الذين يتظاهرون بأنهم مدافعون صالحون عن الحقيقة والعدالة كلما صادف أن كان الطرف الاستبدادي والمسيء الآخر في السلطة. ويوضح سلوكهم خلال فترة إدارة ترامب كيف يرغبون في أن يُنظر إليهم، لكن سلوكهم خلال إدارة بايدن أظهر للعالم أجمع مَن يكونون حقًا.
جنون "البيجرات"
قبل أيام، قام عضو في مجموعة "بيتار" القومية الصهيونية المتطرفة بتصوير نفسه وهو يسلم الأكاديمي المؤيد للفلسطينيين، البروفيسور نورمان فينكلشتاين، جهاز نداء (بيجر)، في إشارة تهديدية إلى الهجوم الإرهابي الذي شنته إسرائيل في لبنان، والذي تم فيه تفجير أجهزة الاستدعاء المحمّلة بالمتفجرات في وقت واحد في جميع أنحاء البلاد.
لا يستطيع مؤيدو إسرائيل أن يشبعوا من تكرار هذه المزحة المبتذلة. إنهم يعتقدون أنها أذكى شيء في العالم. والفكرة في النكتة هي أن جهاز "البيجر" هذا ربما يكون مفخخًا وأنك قد تُقتل لمجرد معارضتك لمعتقداتهم السياسية. شيء محيّر وفي غاية الغرابة، يجعلك تفكر حقًا.
*كيتلين جونستون Caitlin Johnstone: صحفية أسترالية مستقلة ومدونة ومعلقة سياسية معروفة بتحليلها النقدي لوسائل الإعلام الرئيسة والسياسة الخارجية الأميركية. تكتب على موقعها الإلكتروني الخاص وتُنشر كتاباتها في وسائل الإعلام المختلفة، وتتشارك في كتابة أعمالها مع زوجها الأميركي، تيم فولي.
* نشر هذا المقال تحت عنوان: Plan To Ethnically Cleanse Gaza Didn’t Start With Trump
0 تعليق