أكد فضيلة الشيخ أحمد بن سعود السيابي ، خلال كلمته في مؤتمر الحوار الإسلامي-الإسلامي "أمة واحدة.. مصير مشترك"، أن الحوار بين المذاهب الإسلامية هو الوسيلة الأكثر فعالية لتحقيق التقارب والتفاهم، وتعزيز ثقافة التعايش المشترك.
وأوضح أن الحوار لا يقتصر على كونه تبادلًا للأفكار، بل هو أداة أساسية لإزالة المفاهيم المغلوطة وتقليل النزاعات التي قد تعصف بوحدة الأمة الإسلامية.
وأشار فضيلته إلى أن التاريخ الإسلامي شهد فترات ازدهار عندما كان العلماء والمفكرون قادرين على إدارة خلافاتهم بالحوار والنقاش العلمي، بينما أدت التفسيرات المتشددة والتدخلات السياسية إلى إذكاء الانقسامات. وأضاف أن الحوار، عندما يُبنى على أسس الاحترام المتبادل والإنصاف والرغبة الصادقة في التفاهم، يؤدي إلى تحقيق التقارب بين المسلمين بدلاً من تعميق الخلافات.
واستعرض الشيخ السيابي التحديات التي تعترض جهود الحوار الإسلامي، ومن أبرزها سوء الفهم المتبادل، والتفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية، واستخدام الخلافات المذهبية لأغراض سياسية. وأوضح أن هذه العوامل ساهمت في تأجيج النزاعات، ما يستوجب تكثيف الجهود لتصحيح هذه المفاهيم وتعزيز ثقافة الحوار كقيمة إسلامية أصيلة.
وشدد على أن نجاح الحوار يتطلب توافر مجموعة من الشروط الأساسية، أهمها الصدق والإخلاص في النوايا، والتعامل بمرونة مع القضايا الخلافية، بالإضافة إلى احترام الطرف الآخر وعدم محاولة فرض الآراء عليه. وأكد أن الاختلاف في وجهات النظر يجب أن يكون عاملًا للإثراء الفكري وليس سببًا للفرقة والعداء.
وأكد الشيخ السيابي أن الحوار الإسلامي ليس ترفًا فكريًا، بل هو ضرورة عملية لضمان وحدة المسلمين واستقرار مجتمعاتهم. وأشار إلى أن التجارب السابقة أثبتت أن الحوار، عندما يكون مبنيًا على أسس سليمة، فإنه يسهم في تقوية النسيج الاجتماعي والتقارب بين المذاهب المختلفة.
ودعا فضيلته إلى تكثيف واستدامة المبادرات الحوارية بين العلماء والمفكرين، وإشراك المؤسسات التعليمية والإعلامية في تعزيز ثقافة الحوار والتسامح.
وشدد فضيلة الشيخ أحمد بن سعود السيابي على أن مستقبل الأمة الإسلامية مرهون بقدرتها على إدارة اختلافاتها بالحوار الهادف، بدلًا من اللجوء إلى النزاعات والصراعات. وأكد أن الحوار الإسلامي، عندما يكون قائمًا على مبادئ العدل والاحترام، يمكن أن يكون مفتاحًا لإحياء روح التعاون بين المسلمين وتعزيز وحدتهم في مواجهة التحديات المشتركة.
0 تعليق