دشّن مكتب محافظ جنوب الشرقية اليوم البرنامج التدريبي "الوستاد" بدعم من الشركة العُمانية الهندية للسماد، وبالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، ووزارة العمل، ووزارة السياحة، وأكاديمية الابتكار الصناعي، وجاء حفل التدشين بحضور أصحاب السمو والمعالي وأصحاب السعادة المحافظين والولاة في ولايات محافظة جنوب الشرقية.

ويهدف البرنامج إلى تأهيل الكوادر البشرية الشابة العُمانية على صناعة نماذج السفن العُمانية التقليدية، وتمكينهم من أصالة صناعتها والاستفادة منها في الحداثة بمخرجات إبداعية تنتقل عبر الأجيال القادمة، كما يُعدّ البرنامج نافذة لفتح مصادر رزق خاصة بهم وإيجاد فرص عمل مستدامة.

ويسعى البرنامج إلى توثيق الحِرَف التراثية للأجيال وفق المهارات والمعارف المبنية على المواصفات والمقاييس الفنية الخاصة بصناعة السفن التقليدية العُمانية، كما يتضمّن البرنامج خطة متكاملة تجمع بين التعليم النظري والتطبيق العملي على مدى تسعة أشهر، بإشراف نخبة من الخبراء في مجال صناعة السفن، وقد مرّ البرنامج بعدة مراحل تمثّلت في الإعلان عن المبادرة، والتسجيل وفقًا للشروط المحددة، ثم مرحلة الفرز الأولي، والمقابلات والتقييم، وتحديد المستوى، وإجراء اختبار نظري للمشاركين.

وبدأت فعالية التدشين بعرض مرئي حول رؤية المبادرة ورسالتها، حيث يهدف البرنامج إلى إنتاج نماذج معتمدة ومتقنة من السفن التقليدية، المصنوعة بأيدٍ مبتكرة من الشباب العُماني الباحثين عن عمل، وتحويل مهاراتهم الدقيقة إلى تحف تراثية تسهم في الدمج بين الابتكار الاقتصادي والحفاظ على الموروث الثقافي.

كما تضمّن العرض كلمة لسعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي محافظ جنوب الشرقية، ولقاءات مقتضبة مع أعضاء الفريق المختص بإعداد مواصفات ومقاييس السفن التقليدية، تخلّلها استعراض مراحل العمل بالبرنامج خلال عام 2024، بالإضافة إلى تدشين الهوية البصرية والملف التعريفي الخاص بالمبادرة.

ومن المُقرَّر أن ينطلق البرنامج في أبريل المقبل، حيث سيخضع 20 متدربًا لدروس نظرية وتطبيقات عملية مكثفة على مدار تسعة أشهر، بإشراف نخبة من الخبراء والمتخصصين في صناعة السفن التراثية، بهدف صقل مهاراتهم وتزويدهم بالمعرفة اللازمة لإتقان هذه الحِرفة العريقة، وضمان استمراريتها كمصدر اقتصادي وثقافي مستدام.