روبرت دي نيرو يهاجم ترمب في Zero Day

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في سن الحادية والثمانين ونصف، يخوض النجم الأسطوري روبرت دي نيرو أول بطولة تلفزيونية له عبر مسلسل Zero Day، الذي بدأ عرضه حديثًا على منصة نتفليكس.اضافة اعلان


دي نيرو، الحائز على جائزتي أوسكار وصاحب مسيرة حافلة بعشرات الأدوار الخالدة، لطالما اعتبر التلفزيون وسيطًا أقل شأنًا مقارنة بالسينما.

 

وعلى الرغم من ظهوره كضيف شرف في بعض المسلسلات، فإنه لم يخض تجربة البطولة التلفزيونية حتى الآن.

 

 

إلا أنه، على غرار العديد من نجوم عصره، غيّر موقفه أخيرًا، ليس فقط بالموافقة على لعب دور البطولة، بل بالمشاركة في إنتاج العمل ودعمه منذ أن كان مجرد فكرة على الورق.

 

دراما سياسية مشحونة بالنقد اللاذع


Zero Day ليس مجرد مسلسل تشويق سياسي، بل يحمل بين طياته رسائل سياسية قوية، خصوصًا لمن يعرف مواقف دي نيرو المناهضة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والمؤيدة للحزب الديمقراطي.


المسلسل يستعرض سيناريو هجوم سيبراني ضخم يشل الولايات المتحدة لمدة دقيقة واحدة، متسببًا في خسائر بشرية واقتصادية فادحة.

 

وفي خضم هذه الأزمة، تتولى رئيسة البلاد (تؤدي دورها أنجيلا باسيت) التحقيق في الأمر، لكنها تستعين بالرئيس الأميركي السابق جورج مولين (روبرت دي نيرو) لقيادة لجنة تحقيق خاصة بفضل شعبيته وخبرته كمدعٍ عام سابق.


لكن الأمور تأخذ منحى أكثر تعقيدًا، حيث تتشابك التحقيقات مع صراعات السلطة، والفساد السياسي، والمخاوف من استغلال الأزمة لصناعة ديكتاتورية جديدة، وهو محور رئيسي في المسلسل.

دي نيرو.. في مواجهة ترامب مرة أخرى


المسلسل، الذي انتهى العمل عليه قبل الانتخابات الأميركية الأخيرة، يعكس أجواء سياسية متوترة.

 

وتُظهر شخصية جورج مولين تشابهات مع رؤساء أميركيين سابقين، بل تحمل بعض ملامحه إشارات إلى جو بايدن، خاصة مع تناوله لمواضيع مثل الشيخوخة، فقدان الذاكرة، والتعامل مع الخسائر العائلية.


المثير في الأمر أن دي نيرو لم يتردد في وصف ترامب بـ"المهرج" الذي يسعى لتدمير الديمقراطية، وهو موقف عبر عنه مرارًا في الواقع. وفي Zero Day، يستعرض المسلسل كيف يمكن استغلال الأزمات الكبرى لترسيخ السلطة وإلغاء الديمقراطية، في إسقاط واضح على الأحداث السياسية الراهنة.

مزيج من التشويق والواقع السياسي


على مدار ست حلقات، يتنقل Zero Day بين التحقيقات المعقدة، والمؤامرات السياسية، والصراعات العائلية، حيث يواجه مولين ماضيه الشخصي، بما في ذلك علاقته المتوترة بابنته ألكسندرا (ليزي كابلان)، التي تعمل في الحزب المنافس وتقود لجنة لمراقبة تحقيقاته.

 

كما تنكشف أسرار حول حياته الشخصية، بما في ذلك علاقة غير شرعية سابقة، وصراعات داخلية تؤثر على قراراته.


المسلسل، رغم تعقيد خطوطه الدرامية، يتميز بحبكة مشوقة وإخراج متقن، يجعل المشاهد في حالة ترقب مستمر حتى لحظاته الأخيرة.

Zero Day لا يقتصر على سرد قصة بوليسية أو إثارة سياسية، بل يقدم رؤية نقدية حادة حول مفاهيم الحرية والسلطة.

 

ففي أحد المشاهد المهمة، يجري مولين نقاشًا مع مليارديرة متنفذة، حيث تصف الحرية بأنها freedom، لكنه يصحح لها أن المفهوم الدقيق هو liberty، مشيرًا إلى أن الحرية ليست مجرد فعل ما يحلو للنخبة، بل تتعلق بقدرة الشعوب على تقرير مصيرها دون استغلال أو قمع.

هل هو مجرد خيال؟ أم انعكاس للواقع؟


عند انتهاء المسلسل، قد يجد المشاهد نفسه متسائلًا:
-"هل يمكن أن يحدث هذا فعلًا؟"
-بل قد يصل إلى استنتاج أكثر إثارة للقلق:
-"ربما هم بالفعل يفعلون ما هو أسوأ من ذلك..."

 

بذكاء وواقعية شديدة، ينجح Zero Day في تقديم بانوراما لواقع السياسة الأميركية والعالمية اليوم، حيث تتلاشى الحدود بين الحقيقة والخيال، ويصبح السؤال الأهم: إلى أي مدى يمكن أن يتحول الواقع إلى كابوس سياسي؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق