اختتمت أعمال "يوم المهنة الطبية" الذي نظمه برنامج تطوير المهارات القيادية والاحترافية بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الخليج العربي بشكل سنوي، بهدف توعية طلبة الطب بالفرص التدريبية المتاحة في مختلف أقطار العالم في مرحلة ما بعد التخرج، وإعطائهم نبذة حول سبل الالتحاق ببرنامج الإقامة الطبية واختيار التخصص المستقبلي المناسب. وذلك من خلال اطلاعهم على خبرات أقرانهم ممن سبقوهم إلى هذه المرحلة، إلى جانب نقل تجارب كبار الأطباء والاستشاريين من مختلف التخصصات الطبية.
وخلال الافتتاح الذي أقيم في مركز الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية، أوضح عميد كلية الطب والعلوم الصحية، الأستاذ الدكتور عبد الحليم ضيف الله، أهمية هذا اليوم كفرصة للتفكير في الماضي والتطلع نحو المستقبل، مؤكدًا أن "يوم المهنة" هو وقت للتأمل في التحديات التي تم التغلب عليها، والفرص التي تنتظر الأطباء المستقبليين في مختلف التخصصات الطبية. كما أشار إلى التطورات السريعة والمتلاحقة في مجال الطب والتكنولوجيا.
وقال: "الأطباء في المستقبل سيعملون في مجالات قد لا تكون معروفة اليوم، في ظل التقنيات الحديثة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، والذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، والروبوتات الطبية، والتطورات في علاج الأمراض باستخدام تقنيات مثل تحرير الجينات والخلايا الجذعية"، لافتًا إلى أن هذه الابتكارات ستغير من أساليب التفكير والتعامل مع الرعاية الصحية، وأن هذه الاكتشافات من شأنها أن تدفع طلبة اليوم إلى تغيير قراراتهم المهنية في المستقبل. وأضاف قائلاً: "الطب ليس مجرد مهارات تقنية ومعرفة طبية فحسب، بل هو أيضًا مجال يتطلب التعاطف والرحمة والتواصل الفعّال مع المرضى الذين يحتاجون إلى شخص يستمع إليهم ويفهمهم ويهتم بهم."
وفي السياق ذاته، شجع العميد الطلاب على الاستفادة من "يوم المهنة" للتواصل مع الخبراء والمتخصصين الحاضرين وتعلم المزيد من تجاربهم، معربًا عن شكره للمتحدثين المتميزين الذين ساهموا في إثراء فعاليات "يوم المهنة". وأعرب عن أمله في أن يكون مستقبل الطب مشرقًا يقوده الأطباء المستقبليون من المبدعين والقادة الذين سيحققون إنجازات كبيرة في مجال الطب، بعدها حدّث الطلبة كل من الدكتور ياسين تيم والدكتورة ديبا شميم جيراجبوري عن أهمية إلمام طلبة الطب بالتخصصات الطبية المتنوعة من أجل بناء قاعدة معرفية قوية تمكنهم من التخصص في المجال الذي يتناسب مع اهتماماتهم وكفاءاتهم، مؤكدين أن هذا الإلمام يعزز من قدرة طلبة الطب على الفهم الأفضل لاحتياجات المرضى المختلفة ويمنح اطباء الغد القدرة على اتخاذ قرارات طبية دقيقة ومتوازنة خلال مسيرتهم المهنية.
إضافة إلى ذلك، يعتبر التنوع في دراسة التخصصات الطبية حجر الزاوية في تطوير التفكير النقدي وحل المشكلات لدى الطلبة، وهو أمر حيوي في المجال الطبي. من خلال معرفة كيفية عمل التخصصات المختلفة والتفاعل فيما بينها، يتمكن الطلبة من العمل بشكل جماعي في فرق طبية متعددة التخصصات، مما يعزز من جودة الرعاية المقدمة للمرضى.
وقد استعرض "يوم المهنة الطبية" عددًا من التجارب التي أجابت على سؤال كيفية اختيار التخصص الطبي وما يميز كل تخصص، لتتوسع في عرض تجارب التدريب والتخصص في الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، والمملكة المتحدة، وأيرلندا، بالإضافة إلى دول الخليج. كما ناقش المتحدثون فرص إكمال الدراسات الطبية العليا ونقلوا خبراتهم المختلفة والمتنوعة. حيث أوضح الدكتور سعد العتيبي كيفية كتابة السيرة الذاتية والنجاح في المقابلات الوظيفية، مستعرضًا تجربته في طب الطوارئ. فيما استعرض الطبيب جاسم الجاسم، خريج الجامعة، ملامح من تجربته خلال فترة التدريب في مجمع السلمانية الطبي.
ومن جانبه، تحدث الطبيب عبدالرحمن دعيج عن تجربة التدريب في قوة دفاع البحرين، وتحدثت الطبيبة مزون العلوي عن التخصص في طب الأنف والأذن والحنجرة. كما تحدث الطبيب نزار بوكمال عن تجربته كطبيب مقيم في البحرين، فيما ناقش الطبيب عدنان الموسوي طبيعة التخصص في أمراض الجلدية. بعد ذلك، تحدث الطبيب خالد شحت عن التخصص في طب الأطفال خلال الإقامة في المملكة العربية السعودية.
إلى ذلك، رحب الطبيب عبدالله إسماعيل بالمشاركين في فعاليات "يوم المهنة الطبية" باسم رابطة خريجي جامعة الخليج العربي، متناولاً المسارات الأكاديمية والبحثية، فيما تحدثت الدكتورة زمزم الغيثي عن التخصص في الطب الباطني. كما تحدثت الدكتورة نورة الجار عن التخصص في طب العائلة، وتناولت الدكتورة آلاء المازني الحديث عن التخصص في علم الأعصاب. بعدها، تحدثت الطبية نوف بهزاد عن التخصص في أمراض النساء والتوليد، وتناول الطبيب فارس الصبياني الحديث عن التخصص في الجراحة العامة. ليكون الختام مع الطبيب محمد الجيلاني الذي استعرض تجربة الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي تحدث فيه الطبيب ناصر النصيف عن تجربة الإقامة في كندا.
وتأتي هذه الفعالية كجزء من برنامج متكامل يهدف إلى تطوير المهارات القيادية والاحترافية لطلبة الطب ابتداءً من السنة الأولى وحتى السنة السادسة، بهدف تنمية مهارات التواصل والعمل ضمن فريق والتعامل مع الضغوطات، بالإضافة إلى التعليم المهني المتداخل مع التخصصات الطبية ذات الصلة. كما يهدف البرنامج إلى توسيع شبكة موارد الطلاب مع الأكاديميين والمتخصصين، بهدف تعزيز وعي الطلبة والطالبات الدارسين بكلية الطب والعلوم الصحية.
0 تعليق