ما دلالات زيارة الشرع إلى عمّان تزامنا مع تهديدات الاحتلال لسوريا

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبيل – زار الرئيس السوري أحمد الشرع العاصمة الأردنية عمّان الأربعاء، وحظي باستقبال رسمي، حيث كان في مقدمة مستقبليه الملك عبد الله الثاني وولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله.

الزيارة القصيرة للشرع بحث خلالها مع الملك عبد الله بحضور كبار المسؤولين قضايا عديدة مشتركة بين البلدين، إضافة إلى مسألة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

وتأتي الزيارة في ظل تهديدات إسرائيلية متزايدة لسوريا، وتصريحات رسمية من كبار قادة الاحتلال بوجود نوايا للبقاء في المناطق المحتلة جنوب سوريا.

وقال الملك عبد الله للشرع إنه يدين الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مؤكدا دعم المملكة لسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها.

بدوره، أعرب الرئيس السوري عن تقديره لموقف الأردن، بقيادة الملك، الداعم لجهود إعادة بناء سوريا والحفاظ على وحدتها وأمنها واستقرارها.

جبهة موحدة
إلى ذلك، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأردنية الألمانية بدر ماضي إن زيارة الشرع التي تأتي بعد يوم واحد من زيارة ولي العهد إلى تركيا ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان، تحمل دلالات هامة حول وجود بوادر لتشكيل جبهة موحدة في مواجهة الاحتلال.

وقال ماضي في تصريحات إن “إسرائيل لا يمكن لها أن تعيش إلا على الفوضى، ولا تريد سوريا موحدة ولا تريد استقرارا في الأردن وفي مصر، وهي تحاول أن تكون دول الطوق مشتتة الذهن في كثير من المشاكل الداخلية من أجل عدم القدرة على تشكيل حالة جماعية ضد مع دولة الكيان”.

وتابع ماضي أن “الأردن أدرك تماما أن الفراغ الذي حدث في غياب المشروع الإيراني وتأثر حزب الله وسقوط نظام الأسد، أحدث فراغا إقليميا لا بد من تعبئته سريعا من أجل إعادة التوازن الخلاق وليس توازن الفوضى”.

وقال ماضي إن “إسرائيل لا تريد أن تتعايش مع دول المنطقة وشعوبها” مضيفا أن تحقيق السلام الكامل مع دولة الاحتلال يعني إعطاء الفلسطينيين دولة مستقلة، وهو ما لا يريده الاحتلال.

مع تركيا والسعودية
وقال ماضي إن هناك إشارات ممتازة وإيجابية من القيادة السورية الجديدة، طمأنت الأردن والسعودية وتركيا.

وذكر ماضي أن “الأردن لا يريد أن يدخل في لعبة محاور، لكن هناك بوادر تحالفات سياسية مهمة قد تتمدد إلى أن تكون تحالفات اقتصادية واجتماعية قوية بين الأردن والسعودية وتركيا”.

ونوه أن “هذا لا يعني أن الأردن قد يضحي بعلاقاته مع الدول الأخرى”.

وشدد ماضي على أن زيارة ولي العهد إلى تركيا تحمل دلالات أيضا عن وجود دعم أردني لتقوية الموقف التركي ضد الصلف الإسرائيلي، بهدف العودة إلى التوازن الذي يمكن أن يحدث في منطقتنا.

وتابع أن “زيارة ولي العهد لتركيا وزيارة الشرع للأردن هي خطوات استباقية لفهم المشكلة، والأردن حجر التوازن في المنطقة والفاعل الأساسي دائما”.

لماذا اختار الأردن؟
وحول سبب اختيار الشرع الأردن كمحطة ثانية عربية له وثالثة بشكل عام بعد السعودية وتركيا لزيارتها، قال ماضي إن الرئيس السوري أراد من خلال مجيئه إلى عمّان، إكمال حلقة الشرعية السياسية.

وأضاف أن “الأردن يعلم تماما أن استقرار سوريا مصلحة استراتيتيجة وداخلية، هي ليس فقط دولة جارة، هي مصلحة داخلية أردنية داخلية”.

وقال إن زيارة الشرع للأردن تخص أيضا مناقشة مسألة الحدود الطويلة وعدد اللاجئين الكبير، مشيرا إلى أن هذه الحدود استخدمت لفترة طويلة ضد أمن الأردن من خلال المخدرات.

أخبار ذات صلة

0 تعليق