عمان- مع بدء استقرار الدولة السورية عقب إسقاط النظام السابق، تسعى دولة الاحتلال الصهيوني إلى اغتنام الفترة الانتقالية، لتحقيق مصالح إستراتيجية عسكرية في هذا البلد، عبر السيطرة على مصادر المياه، وإنشاء منطقة عازلة في الجنوب السوري محاذية للأردن، ناهيك عن البحث عن صورة انتصار عسكري في ظل فشل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في حربه على غزة.اضافة اعلان
واستبعد محللون عسكريون المزاعم الصهيونية المتعلقة بحماية أمن دولة الاحتلال عبر قضم مزيد من الأراضي السورية واستهداف مستودعات الذخيرة في الجنوب السوري.
مآرب خبيثة
وفي السياق، يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد أن القصف الجوي الصهيوني والتصعيد العسكري البري يأتيان في ظل عدد من التطورات الإقليمية التي يبدو أنها ما تزال تؤثر في سلوكيات مطبخ القرار سياسيا وعسكريا.
وبحسب أبو زيد فإن التحركات العسكرية الصهيونية التي جاءت عشية زيارة رئيس الحكومة الانتقالية أحمد الشرع للأردن، تشير إلى قلق صهيوني من حصول توسع في التقارب الأردني السوري، ويضاف إلى ذلك شعور نتنياهو بالفشل في تحقيق إنجاز في صفقة تبادل الأسرى في غزة، سيما أنه قبل بإطلاق سراح الدفعة السابعة من السجناء الفلسطينيين رغم تصريحات سابقة له بأنه سيم تأجيل القرار، يضاف إلى ذلك تصاعد مؤشرات التورط العسكري الصهيوني في الضفة وعدم القدرة على الحسم، ما دفع إلى تصعيد عسكري في جبهة جنوب غرب سورية للتخلص من عقدة الفشل المركب في جبهات أخرى.
ولفت إلى أن الأهداف التي تم قصفها جنوب سورية تشمل الكسوة وحدود محافظتي القنيطرة ودرعا والصنمين، ما يعني استهداف الطريق السريع من الحدود الأردنية السورية ولغاية دمشق، يضاف إلى ذلك التوغل البري مسافة 15 كم داخل الأراضي السورية، ما يعني زيادة منطقة السيطرة من 9 كم إلى 15 كم، بزيادة 6 كم بمحاذاة الحدود الأردنية السورية، وصولا إلى سد الوحدة وقرى بيت آرة والكويا المقابلتين لقريتي عمراوة والشجرة الأردنيتين.
ولفت إلى أن شكل التوغل يشير إلى أن الهدف هو الموارد المائية في حوض اليرموك، حيث سيطرت القوات الصهيونية على سد سحم الجولان، وسد زيزون، وأكبر سدود حوض اليرموك وهو سد منطرة، وبحيرة الصمدانية، ما يؤكد أن إسرائيل تهدف إلى التحكم بمنابع مياه نهر اليرموك وسد الوحدة المشترك بين سورية والأردن.
وأضاف إن هذه التحركات تأتي في سياق تصريحات سابقة لوزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان الجديد إيال زامير، الذي قال إن الجيش الصهيوني سيسيطر على 15 كم من الأرض السورية، وإن عيونه تمتد إلى 60 كم، ما يعني استخباريا أن الهدف هو الوصول إلى السويداء، وهو ما يتقاطع مع تصريحات نتنياهو الذي دعا إلى خلق منطقة منزوعة السلاح جنوب سورية، واستقبال دروز السويداء للعمل في إسرائيل.
وقال: "بالعودة إلى اسم العملية العسكرية (سهم رشان) نجد أن هذا الاسم توراتي يقع ضمن أدبيات صهيونية لاسم المنطقة الممتدة من حوران إلى السويداء، ما يعزز الاعتقاد أن اليمين الصهيوني يحاول تطبيق الأدبيات التوسعية جنوب سورية بأدوات عسكرية."
وأشار إلى أن انعكاس هذه التحركات العسكرية جنوب سورية، إن استمرت، على الأردن تضعه بين فكي كماشة طرفاها التواجد العسكري الإسرائيلي جنوب سورية على الحدود مع المملكة، بالتزامن مع تحركات في الضفة الغربية للسيطرة على المنطقة (ج) الواقعة أيضا على طول الحدود الأردنية الإسرائيلية، يضاف إلى ذلك محاولة خلق حالة ضغط سياسي على الأردن من خلال السيطرة على موارد حوض اليرموك التي تغذي نهر اليرموك.
وقال إن ذلك يعني أن الأردن أمام تمدد إسرائيلي يهدف إلى خنقه مائيا وأمنيا من خلال خلق واقع أمني جديد شماله وغربه، مستغلا بذلك حالة فراغ جيوإستراتيجي يتم إشغالها إسرائيليا ضمن عقلية صهيونية لليمين مسكونة برعب الجغرافيا والديموغرافيا والطبوغرافيا.
منطقة عازلة
من جهته قال خبير الإستراتيجيات الدفاعية مأمون أبو نوار، إن نتنياهو لديه أطماع توسعية يحاول فرضها بقوة السلاح، مشيرا إلى أن هذا التوسع هو لغايات إنشاء منطقة عازلة وتقسيم سورية، ولذلك فإن الاحتلال سيطر على المرتفعات والسدود المائية حتى يشكل أوراق ضغط ليستمر بالهيمنة، وموضحا أن الأردن سيتضرر جغرافيا بعد أن تصبح حدوده الشمالية والغربية محاطة من قبل دولة الاحتلال.
وأضاف أبو نوار ان لا حلول إلا بوجود دفاع عربي مشترك يجبر الاحتلال على الانسحاب.
الأردن مستهدف
أما الخبير والمحلل الأمني العميد المتقاعد الدكتور عمر الرداد، فيرى أن الضربات الصهيونية لمناطق تتبع للجيش السوري بحجة وجود مخازن ذخيرة وأسلحة، ومنها الضربة التي استهدفت خلالها أحد تشكيلات الجيش السوري في محيط دمشق التابعة للفرقة الأولى، تأتي في إطار إستراتيجية إسرائيلية عنوانها البناء على تداعيات سقوط النظام السوري.
وأضاف الرداد: "من الواضح أن هذه الإستراتيجية تتجسد في محاور عدة، أبرزها إنشاء مناطق عازلة داخل أراضي الخصوم، وهو ما يجري في غزة ولبنان وسورية، مقابل الجولان، أما على الصعيد الإستراتيجي، فتعمل إسرائيل على تقسيم سورية إلى دويلات ضعيفة متناحرة، وهو ما أعلن عنه نتنياهو قبل أيام حول دولة درزية في الجنوب السوري تتصل جغرافيا مع دولة موعودة للأكراد في شمال شرق سورية بقيادة قوات سورية الديمقراطية.
ويقول إن نجاح إسرائيل- لا قدر الله- في الجنوب السوري، إضافة إلى كونه مرفوضا أردنيا، فإن تحقيقه سيرتب أعباء جديدة على الأمن الوطني الأردني، لا سيما وأن إسرائيل تخطط لتعميم هذا النموذج في مناطق أخرى، فالمطروح اليوم قضم مساحات من الضفة الغربية وتهجير سكانها، وتهجير سكان غزة إلى سيناء، أو على الأقل ضم مناطق من سيناء بديلة لمناطق سيتم اقتطاعها لصالح إسرائيل، وترحيل سكانها إلى أجزاء يفترض ضمها لسيناء.
واستبعد محللون عسكريون المزاعم الصهيونية المتعلقة بحماية أمن دولة الاحتلال عبر قضم مزيد من الأراضي السورية واستهداف مستودعات الذخيرة في الجنوب السوري.
مآرب خبيثة
وفي السياق، يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد أن القصف الجوي الصهيوني والتصعيد العسكري البري يأتيان في ظل عدد من التطورات الإقليمية التي يبدو أنها ما تزال تؤثر في سلوكيات مطبخ القرار سياسيا وعسكريا.
وبحسب أبو زيد فإن التحركات العسكرية الصهيونية التي جاءت عشية زيارة رئيس الحكومة الانتقالية أحمد الشرع للأردن، تشير إلى قلق صهيوني من حصول توسع في التقارب الأردني السوري، ويضاف إلى ذلك شعور نتنياهو بالفشل في تحقيق إنجاز في صفقة تبادل الأسرى في غزة، سيما أنه قبل بإطلاق سراح الدفعة السابعة من السجناء الفلسطينيين رغم تصريحات سابقة له بأنه سيم تأجيل القرار، يضاف إلى ذلك تصاعد مؤشرات التورط العسكري الصهيوني في الضفة وعدم القدرة على الحسم، ما دفع إلى تصعيد عسكري في جبهة جنوب غرب سورية للتخلص من عقدة الفشل المركب في جبهات أخرى.
ولفت إلى أن الأهداف التي تم قصفها جنوب سورية تشمل الكسوة وحدود محافظتي القنيطرة ودرعا والصنمين، ما يعني استهداف الطريق السريع من الحدود الأردنية السورية ولغاية دمشق، يضاف إلى ذلك التوغل البري مسافة 15 كم داخل الأراضي السورية، ما يعني زيادة منطقة السيطرة من 9 كم إلى 15 كم، بزيادة 6 كم بمحاذاة الحدود الأردنية السورية، وصولا إلى سد الوحدة وقرى بيت آرة والكويا المقابلتين لقريتي عمراوة والشجرة الأردنيتين.
ولفت إلى أن شكل التوغل يشير إلى أن الهدف هو الموارد المائية في حوض اليرموك، حيث سيطرت القوات الصهيونية على سد سحم الجولان، وسد زيزون، وأكبر سدود حوض اليرموك وهو سد منطرة، وبحيرة الصمدانية، ما يؤكد أن إسرائيل تهدف إلى التحكم بمنابع مياه نهر اليرموك وسد الوحدة المشترك بين سورية والأردن.
وأضاف إن هذه التحركات تأتي في سياق تصريحات سابقة لوزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان الجديد إيال زامير، الذي قال إن الجيش الصهيوني سيسيطر على 15 كم من الأرض السورية، وإن عيونه تمتد إلى 60 كم، ما يعني استخباريا أن الهدف هو الوصول إلى السويداء، وهو ما يتقاطع مع تصريحات نتنياهو الذي دعا إلى خلق منطقة منزوعة السلاح جنوب سورية، واستقبال دروز السويداء للعمل في إسرائيل.
وقال: "بالعودة إلى اسم العملية العسكرية (سهم رشان) نجد أن هذا الاسم توراتي يقع ضمن أدبيات صهيونية لاسم المنطقة الممتدة من حوران إلى السويداء، ما يعزز الاعتقاد أن اليمين الصهيوني يحاول تطبيق الأدبيات التوسعية جنوب سورية بأدوات عسكرية."
وأشار إلى أن انعكاس هذه التحركات العسكرية جنوب سورية، إن استمرت، على الأردن تضعه بين فكي كماشة طرفاها التواجد العسكري الإسرائيلي جنوب سورية على الحدود مع المملكة، بالتزامن مع تحركات في الضفة الغربية للسيطرة على المنطقة (ج) الواقعة أيضا على طول الحدود الأردنية الإسرائيلية، يضاف إلى ذلك محاولة خلق حالة ضغط سياسي على الأردن من خلال السيطرة على موارد حوض اليرموك التي تغذي نهر اليرموك.
وقال إن ذلك يعني أن الأردن أمام تمدد إسرائيلي يهدف إلى خنقه مائيا وأمنيا من خلال خلق واقع أمني جديد شماله وغربه، مستغلا بذلك حالة فراغ جيوإستراتيجي يتم إشغالها إسرائيليا ضمن عقلية صهيونية لليمين مسكونة برعب الجغرافيا والديموغرافيا والطبوغرافيا.
منطقة عازلة
من جهته قال خبير الإستراتيجيات الدفاعية مأمون أبو نوار، إن نتنياهو لديه أطماع توسعية يحاول فرضها بقوة السلاح، مشيرا إلى أن هذا التوسع هو لغايات إنشاء منطقة عازلة وتقسيم سورية، ولذلك فإن الاحتلال سيطر على المرتفعات والسدود المائية حتى يشكل أوراق ضغط ليستمر بالهيمنة، وموضحا أن الأردن سيتضرر جغرافيا بعد أن تصبح حدوده الشمالية والغربية محاطة من قبل دولة الاحتلال.
وأضاف أبو نوار ان لا حلول إلا بوجود دفاع عربي مشترك يجبر الاحتلال على الانسحاب.
الأردن مستهدف
أما الخبير والمحلل الأمني العميد المتقاعد الدكتور عمر الرداد، فيرى أن الضربات الصهيونية لمناطق تتبع للجيش السوري بحجة وجود مخازن ذخيرة وأسلحة، ومنها الضربة التي استهدفت خلالها أحد تشكيلات الجيش السوري في محيط دمشق التابعة للفرقة الأولى، تأتي في إطار إستراتيجية إسرائيلية عنوانها البناء على تداعيات سقوط النظام السوري.
وأضاف الرداد: "من الواضح أن هذه الإستراتيجية تتجسد في محاور عدة، أبرزها إنشاء مناطق عازلة داخل أراضي الخصوم، وهو ما يجري في غزة ولبنان وسورية، مقابل الجولان، أما على الصعيد الإستراتيجي، فتعمل إسرائيل على تقسيم سورية إلى دويلات ضعيفة متناحرة، وهو ما أعلن عنه نتنياهو قبل أيام حول دولة درزية في الجنوب السوري تتصل جغرافيا مع دولة موعودة للأكراد في شمال شرق سورية بقيادة قوات سورية الديمقراطية.
ويقول إن نجاح إسرائيل- لا قدر الله- في الجنوب السوري، إضافة إلى كونه مرفوضا أردنيا، فإن تحقيقه سيرتب أعباء جديدة على الأمن الوطني الأردني، لا سيما وأن إسرائيل تخطط لتعميم هذا النموذج في مناطق أخرى، فالمطروح اليوم قضم مساحات من الضفة الغربية وتهجير سكانها، وتهجير سكان غزة إلى سيناء، أو على الأقل ضم مناطق من سيناء بديلة لمناطق سيتم اقتطاعها لصالح إسرائيل، وترحيل سكانها إلى أجزاء يفترض ضمها لسيناء.
0 تعليق