أكد الدكتور أحمد راضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن عملية استطلاع هلال شهر رمضان تتم وفق إجراءات علمية دقيقة، موضحًا أن دار الإفتاء لا تقتصر على استطلاع هلال رمضان فقط، بل تستطلع بداية كل الشهور الهجرية، إلا أن لشهر رمضان خصوصية كبيرة عند المسلمين، وخاصة المصريين.
وأشار خلال تغطية خاصة لقناة الناس بمناسبة استطلاع هلال شهر رمضان، اليوم الجمعة، إلى أن دار الإفتاء المصرية تمتلك إدارة متخصصة تُعرف بإدارة المواقيت والأهلة، وهي المسؤولة عن تحديد مواعيد استطلاع الهلال، وتضم باحثين متخصصين في هذا المجال، كما يتم التنسيق مع جهات علمية مثل جامعة بني سويف (كلية علوم الفضاء والملاحة)، وهيئة المساحة المصرية، والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، لتحديد أفضل الأماكن لرصد الهلال.
وأوضح أن استطلاع الهلال يتم عبر ثماني لجان موزعة في مختلف المحافظات المصرية، في أماكن مختارة بعناية بعيدًا عن مصادر الإضاءة الصناعية والتلوث البيئي لضمان رؤية واضحة، ومن بين هذه المواقع مرصد القطامية، أسوان، سوهاج، مطروح، بني سويف، الفيوم، وشرق القاهرة.
وأكد أن اللجان تبدأ عملها قبل غروب الشمس، حيث تتحرك إلى أماكن الرصد ومعها معدات دقيقة مثل التلسكوبات والنظارات الليلية، كما توجد غرفة عمليات في دار الإفتاء تتابع التقارير الواردة من كل لجنة لحظة بلحظة.
وبيّن أن الرؤية الشرعية للهلال لا تتم إلا بعد غروب الشمس، وعند انتهاء مدة المَكث (وهي الفترة التي يبقى فيها الهلال فوق الأفق بعد الغروب، وتختلف من شهر لآخر، حيث تتراوح في رمضان بين 34 و37 دقيقة)، يتم إرسال تقارير اللجان إلى غرفة العمليات بدار الإفتاء، والتي تقوم بدورها بإبلاغ فضيلة مفتي الجمهورية لإعلان النتيجة الرسمية في احتفال رسمي يبث على الهواء مباشرة.
وأشار إلى أنه في بعض الحالات قد يتعذر رصد الهلال بسبب عوامل جوية مثل السحب والغبار أو الإضاءة القوية التي قد تعيق الرؤية، مؤكدًا أن اللجان تبذل كل الجهود اللازمة لاتخاذ القرار الصحيح وفقًا للضوابط الشرعية والعلمية.
وختم حديثه قائلًا: "نحرص على اتباع كل الأسس العلمية والشرعية لضمان رؤية صحيحة ودقيقة، حتى يكون إعلان دخول شهر رمضان مبنيًا على معايير واضحة ومؤكدة".
0 تعليق