في هذه المناسبة الوطنية العزيزة، أرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى مقام مولاي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لتعريب قيادة الجيش العربي.اضافة اعلان
يستذكر الأردنيون بكل فخر واعتزاز القرار التاريخي الذي اتخذه جلالة الملك الباني الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، في الأول من آذار عام 1956، والذي شكل نقطة تحول محورية في تاريخ الأردن الحديث، حيث استكملت به معاني الحرية والسيادة الوطنية. كان هذا القرار الشجاع رسالة واضحة إلى العالم أجمع بأن الأردن قادر على إدارة شؤونه الداخلية والخارجية باستقلالية تامة، وبأن الجيش العربي الأردني سيظل دائمًا جيشًا للوطن والأمة، يذود عن حياضها ويدافع عن كرامتها.
لم يكن قرار التعريب مجرد خطوة عسكرية، بل كان تأسيسًا لمرحلة جديدة من بناء الدولة الأردنية الحديثة، فقد جاء هذا القرار ليؤكد على سيادة الأردن واستقلاله، وليعزز مكانة القوات المسلحة الأردنية كصمام أمان للوطن، ومدرسة وطنية تنشر مبادئ الانتماء والولاء والتضحية والفداء، وقد كان لهذا القرار أثره الكبير في ترسيخ الروح الوطنية وتعزيز الهوية الأردنية، حيث بات الجيش العربي مؤسسة وطنية بامتياز، تستمد عقيدتها من تاريخ الأمة العربية ومن رسالة الثورة العربية الكبرى التي أطلقها الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه.
شكل قرار التعريب منطلقًا لبناء جيش قوي قادر على التصدي للتحديات والمخاطر، حيث تم تطوير القدرات العسكرية، وتعزيز الكفاءات القتالية، والارتقاء بمستوى التدريب والتسليح، وقد أصبحت القوات المسلحة الأردنية اليوم نموذجًا يحتذى به في الاحترافية والانضباط، واستطاعت أن تلعب دورًا مهمًا على المستويين الإقليمي والدولي من خلال مشاركتها الفاعلة في مهام حفظ السلام الدولية، وتقديم العون الإنساني والإغاثي في مناطق النزاع والكوارث.
ومنذ توليه سلطاته الدستورية، حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على تطوير القوات المسلحة الأردنية، وجعلها قوة حديثة ومتطورة قادرة على مجابهة التحديات المتجددة، فقد شهد الجيش العربي في عهده نقلة نوعية في مختلف المجالات، بدءًا من تحديث الأسلحة والمعدات، ومرورًا بتطوير البنية التحتية للمنشآت العسكرية، وانتهاءً بتعزيز التعاون العسكري مع الدول الشقيقة والصديقة، وقد أولى جلالته اهتمامًا خاصًا برفع مستوى معيشة منتسبي القوات المسلحة، وتوفير أفضل الظروف لهم ولأسرهم، تقديرًا لتضحياتهم في سبيل الوطن.
إن ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي ليست مجرد محطة تاريخية نحتفي بها، بل هي مناسبة لتجديد العهد والوفاء لدماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الوطن، وهي فرصة لتعزيز روح العطاء والتضحية، ولمواصلة مسيرة البناء والتقدم، إن مسؤولية الأجيال الحالية والقادمة تتمثل في الحفاظ على هذه الإنجازات، وتعزيز قيم الولاء والانتماء، والعمل من أجل رفعة الوطن وحمايته من كل الأخطار.
وقد عبّر جلالة الملك عبدالله الثاني عن ثقته واعتزازه بالقوات المسلحة الأردنية، مؤكدًا في أكثر من مناسبة أنهم "الأصدق قولًا والأخلص عملًا". فهؤلاء الرجال الأوفياء هم درع الوطن وسياجه وسوطه وصوته وقرة عين مليكه، وهم الذين يقفون على أهبة الاستعداد دائمًا لحماية أمن الأردن واستقراره، وبهذه المناسبة الغالية، أسأل الله العلي القدير أن يحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني، وأن يديم على الأردن نعمة الأمن والاستقرار، وأن يبقى الجيش العربي الأردني حصن الوطن المنيع، وسيفه الذي لا ينثني في وجه كل من يحاول المساس بأمنه وسيادته، إنه نعم المولى ونعم النصير.
0 تعليق