اكتشاف نادر بموقع بومبي الأثري يُصوّر جموح نساء روما القديمة - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --  اكتشاف جديد آخر بين أنقاض بومبي يُلقي الضوء على الجانب الأكثر جرأة من حياة الرومان القدماء.

إذ عُثر على إفريز نادر للغاية يُعرف باسم "megalography"، أي لوحة تصوّر شخصيات بالحجم الطبيعي، في منطقة أسفرت الحفريات الجارية فيها عن بعض من أهم الاكتشافات بالموقع الأثري القديم.

كُشف عن الإفريز في ما كان سابقًا قاعة ولائم فسيحة تشرف على حديقة، ويعود تاريخه إلى القرن الأول قبل الميلاد، ما يعني أنه كان يبلغ من العمر نحو 100 عام عندما ثار جبل فيزوف في العام 79 ميلادي، ما أدى إلى دفن بومبي تحت الحمم البركانية، ومقتل أكثر من 2000 من سكانها.

بومبي
تمثل بعض الشخصيات الكهنة والكاهنات، وكذلك العازفين والصيادينCredit: Silvia Vacca/Pompeii Sites

أما الاكتشاف الأحدث في المنطقة التاسعة بالجزء المركزي من المدينة، فيصوّر موكب ديونيسوس، إله الخمر عند الإغريق القدماء، على الجدران والأعمدة المطليّة باللون الأحمر البومبي.

وتُظهر اللوحات الكهنة والكاهنات، المعروفين باسم "الباخيات"، وهم يُصوَّرون كراقصين، إلى جانب عازفي الناي، والصيادين، والصيادات، الذين يحملون الحيوانات المذبوحة على أكتافهم.

وفي إحدى الصور، يلوِّح صياد بسيف تتدلى منه أحشاء حيوان. وفي صورة أخرى، يقوم شخص بأداء عرض بهلواني أثناء تقديم الخمر كقربان، حيث يتدفّق النبيذ خلفه من قرن الشُرب.

وفي وسط الإفريز، بجوار سيلينوس، رفيق ديونيسوس، تقف امرأة، على وشك أن تتعرّف على أسرار ديونيسوس، وهو طقس قديم يستخدم المُسكِرات لإزالة الكبت. وبعد ذلك، يصبح المكرّسون أعضاءً في "جماعة سرية"، ولم يكن مسموحًا لهم بالكشف عن طقوسهم لمن هم خارج الجماعة، ما جعلها مصدرًا لإثارة الفضول الكبير لدى عامة الناس.

وفي العام 186 قبل الميلاد، حظر مجلس الشيوخ الروماني هذه الطقوس، المعروفة باسم عيد باخوس، لأسباب أخلاقية، إلا في ظروف خاصة. إلا أنها استمرّت خصوصًا في جنوب إيطاليا.

وتُعرض جميع اللوحات في الإفريز على ركائز يعلوها صفٌّ ثانٍ من الرسوم لحيوانات، حية ونافقة، بالإضافة إلى مخلوقات بحرية ومأكولات بحرية موضوعة في سلال.

بومبي
سيتم السماح لـ 15 زائرًا فقط بالدخول إلى الغرفة في المرة الواحدةCredit: Silvia Vacca/Pompeii Sites

من جانبه، أوضح غابرييل زوشتريغل، مدير منتزه بومبي الأثري، أن اللوحات الجدارية كانت تهدف إلى إضفاء البهجة على الضيوف خلال الولائم.

وأضاف في بيان صحفي نُشر الأربعاء: "يشبه الأمر إلى حد ما عندما نجد نسخة من لوحة خلق آدم لمايكل أنجلو على جدار مطعم إيطالي في نيويورك لإضفاء بعض الأجواء الخاصة".

وتابع زوشتريفل: "بالنسبة للعصور القديمة، كانت الباخيات تُجسّد الجانب الجامح وغير القابل للترويض من المرأة، المرأة التي تهجر أطفالها، وبيتها، ومدينتها، وتتحرّر من النظام الذكوري لترقص بحرّية، وتخرج للصيد، وتأكل اللحم النيء في الجبال والغابات".

وأضاف: "بعبارة أخرى، إنها النقيض المباشر للمرأة ’اللائقة‘ التي تحاكي فينوس، إلهة الحب والزواج، المرأة التي تنظر إلى نفسها في المرآة وتُزيّن نفسها".

الغرفة، أطلق عليها اسم "بيت ثياسوس"، في إشارة إلى الكلمة اليونانية التي تعني موكب أتباع ديونيسوس، وفقًا لما ذكره المنتزه الأثري في بيانه. وسيتم فتحها للجمهور على الفور، مع السماح بدخول 15 شخصًا في كل مرة.

وصرّح وزير الثقافة الإيطالي، أليساندرو جولي، في البيان: "تقدم هذه الجداريات الضخمة لمحة أخرى عن طقوس أسرار ديونيسوس. إنها وثيقة تاريخية استثنائية، وتشكل، إلى جانب اللوحة الجدارية في فيلا الأسرار، عملاً فريدًا من نوعه، ما يجعل بومبي شهادة غير عادية على أحد جوانب الحياة في البحر الأبيض المتوسط الكلاسيكي، والذي لا يزال غير معروف إلى حد كبير".

وأضاف: "نحن نعيش لحظة مهمة في علم الآثار الإيطالي والعالمي، الذي شهد أيضًا زيادة كبيرة في عدد الزوار".

وفي العام 2024، قام بزيارة الموقع أكثر من أربعة ملايين شخص. وفي العام 2025، سيضع المنتزه حدًا أقصى لعدد الزوار اليومي يبلغ 20 ألف زائر يوميًا.

ويأتي هذا الاكتشاف بعد أكثر من 100 عام من العثور على إفريز مماثل يصوّر أسرار ديونيسوس في ما يُعرف باسم "فيلا الأسرار"، بالقرب من المدخل الرئيسي للمنتزه الأثري.

وقد كشفت الحفريات الأخيرة في المنطقة التاسعة، التي تمتد على مساحة تقارب 3,200 متر مربع، عن منتجع صحي فاخر، وجداريات غريبة، داخل فيلا كانت تخضع للتجديد عند ثوران بركان فيزوف، بالإضافة إلى مخبز.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق