غزة.. والخلاف الأمريكي الإسرائيلي

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في عز الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة، وما يتعلق بالخلافات بين الدول العربية من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، بشأن غزة ومساعي تهجير أهلها القسري منها، يلوح في الأفق خلافاً ربما بدأ في البروز أكثر هذه الأيام، بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بسبب غزة أيضاً.

الطرفان المتحالفان الأمريكي والإسرائيلي يلتقيان في نقطة واحدة بشأن غزة، وهي تهجير أهلها القسري منها، ولكنهما في ذات الوقت يختلفان على نقطة هامة وهي ما بعد هذا التهجير، فإسرائيل ترغب في إفراغ غزة من ساكنيها لبناء مستوطنات وضمها لأرض ميعادها، وبدء حلمها الأكبر في إنشاء دولتها من الفرات إلى النيل، ولكن الولايات المتحدة ونظرة رئيسها لغزة قد تختلف، حيث تعتبرها فرصة نادرة للاستثمار وتحويلها كما زعم من قبل لـ«ريفيرا الشرق»، أي أن الأصل في هذه الفرصة هي البقاء والاستثمار وجني الأموال للخزانة الأمريكية، وهنا فقط تتعارض المصالح، وتتصادم بقوة بين إسرائيل وأمريكا.

إن الحلم الإسرائيلي معرض الآن للتهديد من قبل أمريكا نفسها التي هي أكبر داعميها، حيث يرغب رئيسها بوضع يد الاستحواذ والسيطرة على غزة، عبر الاستثمار فيها، والتعامل معها بعقلية التاجر العقاري، والمستثمر التي أسال «ركام غزة» لعابه، وحلم في جني المليارات من إعادة إعمارها، بمعنى آخر، غزة تحولت عند أمريكا ورئيسها إلى حلم استثماري وعقاري، وليست وسيلة دعم تقدمه لإسرائيل على طبق من ذهب، وهذا ما لا ترغب به إسرائيل بالتأكيد.

وعلى ما يبدو أن ترامب نسي بالفعل نفسه، وغلب عليه طابع العقلية التجارية، وتطبعه في المجال العقاري الذي يعتبر أحد أبرز رائديه في الولايات المتحدة والعالم ربما، لذلك ظن أن غزة صفقة مغرية في عُرفه التجاري، فابتعد تماماً عن وضعها الإنساني أو السياسي، ونسي ربما حتى إسرائيل، متطلعاً إلى وضع يده على غزة، وحلم تحويلها إلى ريفرا الشرق، لذلك فإن الإعلام الأمريكي يعتقد أن تعامل ترامب مع غزة كفرصة استثمارية كبيرة، لذلك أشرك في أمرها كل من زوج ابنته المستثمر الكبير جاك كوشنر، ومبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، وهو على فكرة من أكبر رجال الأعمال في مجال العقارات في الولايات المتحدة.

بمعنى آخر، أن ترامب يريد السيطرة على عقود إعادة إعمار غزة بمليارات الدولارات، بغض النظر عن تهجير أهلها منها أو لا، فهذا في ظن ترامب أمر ثانوي، خاصة في ظل مواجهة عربية قوية لهذه الفكرة، وهنا ترامب لا يريد خسارة تلك الفرص الاستثمارية الكبيرة في غزة، والمليارات التي يحلم بجنيها بسبب فكرة تهجير أهلها، لذلك قد يتخلى عن هذه الفكرة التي تدعمها إسرائيل كثيراً، عندما يتعلق الأمر بإنهاء صفقة غزة على الوجه الذي يدر عليه تلك المليارات، وعند هذه النقطة تحديداً قد يظهر الخلاف الأمريكي الإسرائيلي، وهنا فقط لا بد للعرب من كلمة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق