هل سمعت عن «مؤمنو الهبّة»؟ بصراحة، لم أسمع به من قبل، ولكنني سمعت عن «كوفي الهبّة»، «أكلة الهبّة»، «مطعم الهبّة»، و«ملابس الهبّة»، وحتى مشاريع الهبّة، وكل هذه الأشياء أصبحت جزءاً من ثقافة رمضان الحديثة. ورغم جهلي بالمفهوم، قررت أن أبحث عن المقصود.
«مؤمنو الهبّة» هم الأشخاص الذين يحاولون إظهار الجانب الديني في شهر رمضان، ولكن بطريقة قد تبدو للبعض سطحية أو تقليدية.
تجدهم بملابس محتشمة، ومشية متزنة، تصرفاتهم هادئة وكلامهم دافئ. سبحة في يدهم، ويعكفون في المساجد. كأنهم يسعون للابتعاد عن ملذات الدنيا.
ولكن هل يعني هذا أنهم غير صادقين في إيمانهم؟
علينا أن نكون أكثر تسامحاً في هذا الشهر الفضيل، وألا نسيء الظن بالآخرين سواء الآن أو أي وقت لاحقٍ نعيش فيه وألا نكون قساة في حكمنا، كاسري مشاعر الطيبة غير آبهين وكأنه على رأسنا ريشة ونحن عن بقية القوم عالون، ومن نحن كي نكون لتصرفات الناس من المقيمين؟!!
فحتى وإن بدا البعض منهم مؤمنين بالظاهر فقط، هم في الحقيقة يسعون قدر استطاعتهم للتقرب إلى الله. ربما يبدؤون بالمظاهر، لكن التغيير الداخلي لا يحدث بين ليلة وضحاها.
لذا، لنكن داعمين لهم بدلاً من انتقادهم. فكل شخص منّا في رحلة مختلفة في هذه الحياة الدنيا، والنوايا مكنونة والأفعال تكاد تكون للبعض غير مقروءة.
وما قد يبدأ بمظاهر بسيطة ممكن أن تتحول مع الوقت إلى شيء أعمق وأكثر صدقاً، فلنحسن الظن.. ومع دخول الشهر الفضيل، نبارك لكم أيامه ولياليه.
0 تعليق