غزة والحصار.. تجويع ممنهج وغلاء فاحش بفعل الاحتلال الإسرائيلي

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

السبيل – تأثر قطاع غزة بشكل فوري وحاد جراء منع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية منذ الأحد، ضمن إجراءات تصعيدية وعقاب جماعي قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن تل أبيب تسعى من ذلك إلى “تكريس التجويع كأداة إبادة جماعية”.

وقف إدخال المساعدات أدى إلى ارتفاع كبير بأسعار البضائع وذلك بسبب لندرتها، بحيث وصلت إلى عشرات الأضعاف لبعض السلع فيما اختفى بعضها من الأسواق بعد نحو 3 أيام على إغلاق المعابر.

ويأتي ارتفاع الأسعار وسط أزمة اقتصادية يعيشها فلسطينيو القطاع وانعدام السيولة لديهم بعدما فقد معظمهم وظائفهم خلال أكثر من 15 شهرا من حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها دولة الاحتلال في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وتهدد هذه الأزمة بارتفاع مستويات الجوع في القطاع وعودة الفلسطينيين إلى مربع التجويع الذي استخدمته دولة الاحتلال الإسرائيلي سلاحا خلال أشهر الإبادة، فيما بقيت ملامحه حاضرة خلال 42 يوما من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وحولت الإبادة جميع الفلسطينيين في قطاع غزة إلى فقراء، وفق بيانات البنك الدولي، وبات غالبيتهم يعتمد على المساعدات الإنسانية والإغاثية الواصلة.

والاثنين، قال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحفي، إن إغلاق إسرائيل المعابر المؤدية إلى غزة أمام البضائع أدى إلى زيادة أسعار المواد الغذائية أكثر من 100 ضعف في أنحاء القطاع.

وأضاف: “يخبرنا شركاؤنا الإنسانيون أنه بعد إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة أمس (الأحد)، ارتفعت أسعار الدقيق والخضراوات أكثر من 100 ضعف”.

ارتفاع الأسعار

وحسب رصد مؤؤسات إعلام دولية، فإن بعض السلع اختفت من الأسواق أو أصبحت شحيحة مثل السكر والزيت والخضروات والدواجن واللحوم.

ومن أبرز السلع التي شهدت ارتفاعا في الأسعار، كانت الدواجن حيث قفز سعر الكيلو منها من 20 شيكلا (5 دولارات) إلى نحو 14 دولارا.

فيما ارتفع سعر كيلو السكر من 8 شواكل (2.2 دولار) إلى 40 شيكلا (11 دولارا)، وأما الزيت فارتفع سعر اللتر من 6 شواكل (1.6 دولار) إلى 30 شيكلا (8.3 دولارات).

كما شهدت أسعار الخضروات ارتفاعات بنسب متفاوتة يبلغ متوسطها نحو 200 بالمئة.

والاثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن وقف السماح بدخول المساعدات الإنسانية لغزة: “قررنا أمس الأول (السبت) وقف دخول البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة”.

وخاطب نتنياهو “حماس” بالقول إنها إذا لم تفرج عن الأسرى الإسرائيليين “فستكون العواقب لا يمكن تخيلها”، معلنا الاستعداد “بدعم من الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب، للمراحل التالية من المعركة”.

وعند منتصف ليل السبت/الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة رسميا والتي استغرقت 42 يوما، فيما تنصلت دولة الاحتلال من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.

ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.

فيما تؤكد “حماس” مرارا التزامها بتنفيذ الاتفاق وقف إطلاق النار، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.

أزمة حقيقية

الفلسطيني محمد أبو عماد (52 عاما) بائع خضروات في سوق الزاوية بمدينة غزة، يقول: “نعاني من أزمة حقيقية، الأسعار ارتفعت بشكل جنوني منذ إغلاق المعبر، والزبائن يشتكون طوال الوقت”.

وتابع: “نحن كتجار نعاني أيضاً، لأننا لا نستطيع توفير البضائع بسهولة، وعندما تتوفر تكون بأسعار مرتفعة جداً، مما يقلل حركة البيع ويزيد من خسائرنا.”

ويشتكي المواطن أيمن عبد الرحمن من ظروف معيشية كارثية “حيث لا عمل، ولا دخل، والمساعدات بالكاد كانت تصل”.

ويقول: “إغلاق المعبر جعل الأمور أسوأ، فلا بضائع ولا مواد غذائية كافية، والأسعار ترتفع يوميا، كيف يمكننا الاستمرار في ظل هذا الحصار والدمار والغلاء؟”.

ويضيف: “في غزة، لم تعد الحرب وحدها العدو الوحيد، بل أصبح الغلاء الفاحش ونقص المواد الأساسية معركة يومية يخوضها المواطنون”.

اعتماد على المساعدات

هبة نصر الله، وهي ربة منزل، تقول إنهم كانوا يعتمدون في حياتهم على “المساعدات لكنها توقفت اليوم”، متسائلة: “كيف سنعيش؟”.

وأضافت: “حياتنا أصبحت جحيم حيث لا طعام يكفي ولا كهرباء ولا ماء نظيف، ومنذ إغلاق المعابر والأسعار ترتفع بجنون، حتى أبسط الأشياء مثل الطحين والسكر والزيت أصبحت شبه مستحيلة المنال”.

ويقول الخبير الاقتصادي محمد أبو جياب، إن نتنياهو يضغط على الشعب الفلسطيني مستغلا ورقة المساعدات لتحقيق مكاسب سياسية وأمنية من مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف: “لن يطول رهان نتنياهو على ورقة المساعدات، الكثير من الأمور ستتغير بمجرد وصول المبعوث الأمريكي للمنطقة”.

أوضح أن قطاع غزة يخلو من مخازن لحفظ المواد الغذائية لفترات طويلة، لافتا إلى أن استمرار إغلاق المعابر يعني أن الفلسطينيين أمام “مجاعة قريبة جدا” ما من شأنه مضاعفة آثار الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون جراء الإبادة.

وأشار إلى أن حرب الإبادة أفقدت معظم الفلسطينيين مصادر رزقهم ما جعلهم يعتمدون في حياتهم على المساعدات الإنسانية، وغيابها يعني أنهم غير قادرين على العيش.

والاثنين، قال المرصد الأورومتوسطي إن القرار الإسرائيلي بقطع كامل المساعدات الإنسانية عن غزة “تصعيد خطير يفاقم الكارثة الإنسانية ويكرّس سياسة التجويع كأداة إبادة جماعية”.

وأكد أن هذا الإجراء الذي يتزامن مع تصاعد التصريحات التحريضية لمسؤولين إسرائيليين، يعكس نية متعمدة لفرض ظروف معيشية قاسية تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع. الأناضول

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق