السبت 28/ديسمبر/2024 - 12:10 م 12/28/2024 12:10:28 PM
كأي مشروع عظيم بدأ بمجرد فكره كرس صاحبها كل حياته وجهده وماله من اجل تنفيذها حتي نجح بامتياز في ذلك..
اتحدث عن مشروع حفر قناة السويس من البحر المتوسط شمالا الي البحر الاحمر جنوبا.
سعي الفرنسي فرديناند ديليسيبس جاهدا وتحدي كل النظريات السابقه منذ فشل الفراعنه في حفر قناه سيزوستريس حتي النظريات المعاصره الخاطئه التي كانت تدعي ان منسوب البحر المتوسط اعلي من منسوب البحر الاحمر وان اي محاوله لانشاء قناه بينهما ستؤدي لغرق مصر.
نجح بعد جهود مضنيه مع الخديوي سعيد ان يقنعه بالبدء في حفر القناه وانشاء شركه عالميه لتنفيذ الفكره وادارتها.. ونظرا للضائقه الماليه وقتها اقترح الخديوي سعيد ان تكون حصه مصر في هذه الشركه هي توريد نسبه من العماله المصريه لتنفيذ الحفر مقابل نفس اجر العماله اليونانيه والايطاليه ( الحفر كان بمعدات يدويه وقتها ). وبالفعل تم الاتفاق علي ان يشارك ٢٠ الف عامل مصري في الحفر.. انتشر بين العمال مرض الطاعون لكثره الفئران في مناطق الحفر مما ادي الي وفاه حوالي ٢٠٠٠ عامل مصري وفق تقرير منظمه الصحه الفرنسيه وقتها.
بدأ الحفر من منطقه الفرما شمالا الي السويس جنوبا وبالتزامن مع الحفر تم انشاء ٤ مدن ملاصقه للقناه حملت كلها اسماء عائله محمد علي.. مثل بورسعيد وبورفؤاد والاسماعيليه وبورتوفيق.
ظل تمثال ديليسيبس شامخا فوق قاعدته بعد ثوره يوليو ٥٢ ويحرص الزعيم جمال عبد الناصر علي زيارته كلما زار المدينه المحببه الي قلبه الي ان حدث العدوان الثلاثي علي بورسعيد من انجلترا وفرنسا واسرائيل فتذكرت المخابرات العسكريه المصريه ان هناك تمثالا لرجل فرنسي فقامت بإسقاطه وكأنه هو من قام بالعدوان الثلاثي..وهتفت المقاومه ضده وظهرت اتهامات عجيبه تصفه باللص والخائن والسكير وبأنه قتل ١٢٠ الف مصري (اثناء عمل ٢٠ الف مصري بحفر القناه ) وانه استخدم السخره في تشغيلهم ( كذب وافتراء ) ونسي هؤلاء ان الرجل اسدي اجل الخدمات للشعب المصري كله بتنفيذ حفر القناه التي تدر مليارات الدولارات شهريا في خزينه البنك المركزي كمصدر رئيسي للدخل القومي.
اختصرت كثيرا من القصه لكنني اردت سرد بعض الحقائق حتي لايتهم جيلنا والاجيال القادمه بنكران الجميل.
واحيي اللواء محب حبشي علي قراره الجرئ والمسئول بإعاده تمثال ديليسيبس الي قاعدته في بورسعيد وصم آذانه عن الاصوات الحنجوريه ذات الشعارات الكاذبه والمضلله خاصه وان اجندتهم مفضوحه وشعب بورسعيد المثقف الواعي ينبذهم والاغلبيه العظمي تتمني رجوع التمثال ليزين الممشي والقاعده المحفور عليهم اسمه.
التاريخ لايكذب ولا يتجمل ولايصح الا الصحيح.
0 تعليق