تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة (من معاهد مؤسسة الملك الحسين)، اليوم الإثنين، عن تأثير الطقس البارد على صحة القلب، فقد يشكل الطقس البارد تحدياً صحياً كبيراً، خاصة للذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة، أو معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب. 

وتضع نشرة المعهد تفصيلا لتأثير البرودة على الجسم والدورة الدموية، وأسباب زيادة مخاطر أمراض القلب في الشتاء، والفئات الأكثر عرضة لمثل هذه الأمراض، وعلامات وأعراض النوبة القلبية، إضافة إلى نصائح للحفاظ على صحة القلب في الطقس البارد.

يُعد البرد القارس عامل خطر خفي يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على صحة القلب والأوعية الدموية. في هذا المقال، سنتناول تأثير الطقس البارد على صحة القلب وكيفية الوقاية من المشكلات المحتملة.

تأثير البرد على الجسم والدورة الدموية:

عندما تنخفض درجات الحرارة، يعمل الجسم على الحفاظ على الحرارة الداخلية عن طريق تضييق الأوعية الدموية السطحية، وهي عملية تُعرف بـ"التقبض الوعائي".اضافة اعلان

 

هذه الاستجابة تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة العبء على القلب لضخ الدم عبر الأوعية الدموية الضيقة.

بالإضافة إلى ذلك، تؤدي البرودة إلى زيادة معدل ضربات القلب لتوفير الحرارة اللازمة، ما يزيد من إجهاد عضلة القلب، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من أمراض قلبية مثل الذبحة الصدرية أو ضعف عضلة القلب.

أسباب زيادة مخاطر أمراض القلب في الشتاء:

1. ارتفاع ضغط الدم:
الطقس البارد يسبب انقباض الأوعية الدموية مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. هذا الارتفاع المفاجئ يمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية، خاصة لدى أولئك الذين لديهم تاريخ مرضي.

2. زيادة لزوجة الدم:
في الطقس البارد، يميل الدم إلى أن يصبح أكثر لزوجة، مما يزيد من خطر تكوّن الجلطات الدموية. هذه الجلطات قد تسبب انسدادًا في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى أزمات قلبية أو انسداد في الشرايين.

3. الإجهاد البدني:
الأنشطة اليومية البسيطة مثل تنظيف الثلج أو المشي في درجات الحرارة المنخفضة قد تتحول إلى مهام شاقة تزيد من الإجهاد على القلب، مما يزيد من احتمالية الإصابة بمشكلات صحية خطيرة.

4. قلة النشاط البدني وزيادة الوزن:
خلال فصل الشتاء، يميل العديد من الأشخاص إلى تقليل النشاط البدني بسبب برودة الطقس، مما يؤدي إلى زيادة الوزن وتفاقم عوامل الخطر لأمراض القلب مثل السكري وارتفاع الكوليسترول.

5. تغيرات في نمط الحياة:
غالبًا ما يأتي الشتاء بتغيرات في النظام الغذائي وزيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، مما قد يزيد من نسبة الدهون والكوليسترول في الدم، وبالتالي يزيد العبء على القلب.

الفئات الأكثر عرضة للخطر:

- كبار السن: مع تقدم العمر، تقل كفاءة الجسم في تنظيم درجة حرارته، مما يجعل كبار السن أكثر عرضة لتأثيرات البرد.

-  مرضى القلب والأوعية الدموية: الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية مسبقة هم الأكثر تأثراً بتغيرات الطقس.

- الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول: هؤلاء الأفراد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة عند التعرض للبرد.

نصائح للحفاظ على صحة القلب في الطقس البارد:

1. ارتداء الملابس المناسبة:
الحفاظ على دفء الجسم ضروري لتجنب الضغط الزائد على القلب. ارتدِ ملابس دافئة متعددة الطبقات وغطِّ الرأس واليدين لتقليل فقدان الحرارة.

2. ممارسة الرياضة بحذر:
إذا كنت ترغب في ممارسة الرياضة أو القيام بأنشطة بدنية في الطقس البارد، فابدأ ببطء واحرص على الإحماء قبل البدء. تجنب الأنشطة الشاقة في الهواء الطلق خلال درجات الحرارة المنخفضة جدًا.

3. اتباع نظام غذائي صحي:
احرص على تناول أطعمة غنية بالألياف والخضروات والفاكهة، وقلل من تناول الدهون المشبعة والأطعمة الغنية بالكوليسترول.

4. شرب كمية كافية من السوائل:
على الرغم من أن العطش قد يقل في الشتاء، إلا أن الترطيب الكافي يظل ضرورياً لتجنب زيادة لزوجة الدم.

5. الإقلاع عن التدخين:
التدخين يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بمشكلات قلبية، خاصة في الطقس البارد.

6. استشارة الطبيب بانتظام:
إذا كنت تعاني من أمراض قلبية أو عوامل خطر أخرى، احرص على متابعة حالتك مع الطبيب بانتظام واتباع توصياته.

متى تطلب المساعدة؟

إذا شعرت بأعراض مثل ألم في الصدر، أو ضيق في التنفس، أو خفقان غير طبيعي، أو إعياء مفاجئ أثناء الطقس البارد، عليك طلب المساعدة الطبية فوراً. هذه الأعراض قد تكون علامات لنوبة قلبية أو أزمة صحية خطيرة تتطلب تدخلاً فورياً.

علامات وأعراض التحذير من النوبات القلبية:

ألم الصدر الحاد (الشديد) هو أكثر علامات التحذير شيوعاً للنوبات القلبية.
تشمل الأعراض الأخرى للنوبة القلبية ما يلي:

الغثيان أو التقيؤ.
- الدوخة.
- ضيق التنفس.
- ألم أو خدران أو وخز في الفك أو الظهر أو الرقبة أو الكتفين.
- تعرّق بارد.
- الشعور بحرقة المعدة.
- التعب المفاجئ.
- المحافظة على صحة قلبك طوال العام يمكن أن تساعدك على البقاء في أفضل حالة ممكنة عند حلول فصل الشتاء.

 

 

اقرأ أيضاً:

ما العلاقة بين أمراض القلب والبرد؟