هل أدت التقييمات الشهرية إلى تحسن مستوى الطلاب 2025؟.. خبراء وأولياء أمور يوضحون

كشكول 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعد التقييمات الشهرية أحد الأدوات الأساسية التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم في مصر لتحفيز الطلاب على المذاكرة المستمرة وتحسين مستويات تحصيلهم الدراسي، وتأتي هذه التقييمات  في إطار رؤية تربوية حديثة تهدف إلى تحسين العملية التعليمية ورفع مستوى الطلاب من خلال متابعة أدائهم بانتظام. 

وعلى الرغم من الفوائد التي تقدمها التقييمات، فإن هناك جدلًا حول تأثيرها على الجانب النفسي والاجتماعي للطلاب، خاصة إذا تم تطبيقها بشكل مفرط.

في هذا التقرير، يتناول “كشكول” تأثير التقييمات الشهرية على مستوى الطلاب، حيث أشار عدد من الخبراء التربويين مثل الدكتورة بثينة كشك، والدكتور عاصم حجازي، والدكتور حسن شحاتة، إلى الإيجابيات والسلبيات التي قد ترافق تطبيق هذه التقييمات بشكل دوري، وكيف يمكن تحسين هذه الآليات لتحقيق أقصى استفادة منها.

 الآثار الإيجابية للتقييمات على التحصيل الدراسي للطلاب

أكدت الدكتورة بثينة كشك، الخبير التربوي ومستشار تعديل السلوك ووكيل وزارة التربية والتعليم سابقًا، أن التقييمات الشهرية أسهمت بشكل كبير في تحسين مستوى الطلاب، حيث دفعتهم للاستمرار في المذاكرة والمراجعة بانتظام.

وفي تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، أوضحت الدكتورة بثينة أن كلمة “امتحان” أو “اختبار” لها تأثير قوي على الطلاب، قائلة: “ولادنا ما بيذاكروش إلا لو كان في امتحان، كلمة امتحان أو اختبار بتخليهم يذاكروا. علشان كده، كَثْر التقييمات أجبرهم على الاستمرار في المراجعة والمذاكرة.”

وأشارت الدكتورة بثينة إلى أن معرفة ولي الأمر بمستوى ابنه من خلال التقييمات تلعب دورًا محوريًا في تعزيز مستوى الطالب، وأضافت: “معرفة ولي الأمر بمستوى ابنه تجعله يعمل على تحسين مستواه.”

ومع ذلك، حذرت الخبيرة التربوية من المبالغة في عدد التقييمات الشهرية، مشيرة إلى أن زيادتها عن الحد المطلوب قد تؤدي إلى فقدانها لقيمتها وتأثيرها الإيجابي.

وأوضحت: “الشئ اللي يزيد عن حده ينقلب ضده، وممكن كثرة عدد التقييمات تفقدها قيمتها، فلازم تكون محدودة ومقننة.”

وفي ختام تصريحاتها، شددت الدكتورة بثينة كشك على ضرورة وجود نظام تقييم معتدل يضمن تحقيق الأهداف التعليمية دون إرهاق الطلاب أو تقليل أهمية التقييمات، ودعت إلى تصميم آليات تقييم تراعي مصلحة الطالب وتوازن بين متطلباته الدراسية وظروفه النفسية والاجتماعية.

17.jpg
د. بثينة

وعلى هذا الصعيد، قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية في جامعة القاهرة، إن التقييمات الأسبوعية والشهرية واليومية أيضا هي نوع من أنواع التقييم الذي يصاحب عملية التعلم من البداية للنهاية وله فوائد عديدة حيث يعطي المعلم صورة عن أداء كل طالب وإذا وجد الطالب غير متمكن من فهم جزء معين يمكنه إعادة شرحه قبل الانتقال إلى الجزء التالي.

وأضاف في تصريحاته لموقع "كشكول"، إذا وجد لدى الطالب مشكلة يبادر بحلها قبل أن تتفاقم كما أن هذا النوع من التقييمات يجعل الطالب في حالة نشاط دائم ويراجع ما درسه باستمرار ونتيجة لتصحيح أخطائه أولا بأول فإن مستواه يتحسن إلى حد كبير وقد اتضح ذلك من خلال التزام الطلاب بالحضور وتحسن مستواهم بشكل عام.

وأكد حجازي، على أن التقييمات بصفة عامة أسهمت في رفع مستوى الطلاب معرفيا لكنها ولأنها كانت كثيرة جدا وتتركز جميعها في شكل أسئلة وإجابات فإنها أثرت على الجانب الوجداني ولم تترك مجالا للطالب لممارسة أنشطة أخرى مهمة لنمو شخصيتهم بشكل متكامل لذلك فإن هذه التقييمات  مهمة ويجب الإبقاء عليها ولكن مع استخدام أنواع أخرى من التقييم بخلاف الامتحانات التقليدية لكي يستطيع الطالب أن يمارس أنشطته المعتادة بشكل طبيعي ولا تمثل التقييمات ضغوطا بالنسبة له.

677.jpg
عاصم حجازي

بينما علق الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج التربوية وعضو المجالس القومية المتخصصة، أن التوجه الحالي لوزارة التربية والتعليم يعكس رؤية تربوية حديثة تهدف إلى تطوير التعليم من خلال اعتماد التقييم كمدخل أساسي لهذا التطوير.

وأوضح الدكتور شحاتة في تصريحات خاصة لموقع “كشكول” أن هذه الرؤية ترتكز على إجراء تقييمات دورية تكشف مستويات التحصيل الدراسي لدى الطلاب، مما يساهم في دعم الطلاب الضعفاء ورفع مستوى التحصيل لديهم، وأضاف: “تم الانتقال من نظام النقل الآلي للتلاميذ في المرحلة الابتدائية، الذي أدى إلى الأمية الأبجدية، إلى عقد امتحانات دورية كاشفة لمستويات التحصيل.”

وأشار الدكتور حسن شحاتة، إلى أن هذا النهج يسعى إلى إعادة بناء ثقة أولياء الأمور في المدرسة والمدرس، من خلال تقديم تعليم جيد وكشف المستويات الحقيقية للطلاب، وقال: “تلك هي رسالة المدرسة، إعادة ثقة الآباء في قدرة المدرس على تقديم تعليم جيد، وإعلامهم بالمستويات التعليمية الحقيقية لأبنائهم.”

وأكد أن هذا التوجه يعزز التعاون المشترك بين الأسرة والمدرسة لتحقيق مصلحة الطلاب، وأوضح أن إشراك أولياء الأمور في معرفة مستويات أبنائهم يسهم في دعم العملية التعليمية بشكل فعال.

اختتم الدكتور شحاتة تصريحاته، بالتأكيد على أن الهدف النهائي من هذه التقييمات هو الانتقال بالطلاب إلى مستويات تحصيل أفضل، مما يعكس دور المدرسة في تقديم تعليم يعزز قدرات الطلاب ويهيئهم لمستقبل تعليمي متميز.

‫فيديو.. أستاذ مناهج: نظام التعليم الجديد يقضي على مثلث التخلف - بوابة الشروق - نسخة الموبايل‬‎
د. حسن شحاتة

أراء بعض أولياء الأمور حول التقييمات 

وتتعدد آراء أولياء الأمور حول التقييمات الشهرية في المدارس، حيث يشير البعض إلى أنها تلعب دورًا مهمًا في متابعة مستوى أبنائهم، بينما يعبر آخرون عن قلقهم بشأن الضغوط النفسية التي قد تترتب على تكرار التقييمات.

قال أحد أولياء الأمور، محمد السيد، في تصريحاته لموقع “كشكول”، إن التقييمات الشهرية ساعدتنا في معرفة مستوى ابني بشكل أكثر دقة، وكنا ننتظر نتائج الامتحانات النهائية فقط، لكن التقييمات الشهرية تمنحنا فرصة للتدخل المبكر وتحسين مستوى ابني قبل فوات الأوان.”

وأشار آخر، ولي أمر، ناصر شعبان، في تصريحاته، إلى أنه يشعر بالراحة لأن التقييمات الشهرية تمنحهم وقتًا كافيًا لتحسين أداء الطفل إذا كان هناك ضعف في مادة معينة.

وقالت إحدى الأمهات ليلى عبدالرازق،: “ابني يشعر بالضغط المستمر من كثرة التقييمات، وفي بعض الأحيان، يظن أن هذه التقييمات تحدد قدراته بالكامل، وهو ما يسبب له القلق الشديد.”

وأضافت ولية أمر، "هالة عمر": في تصريحاتها لموقع “كشكول”، “أعتقد أن التقييمات المستمرة تجعل الأطفال يركزون فقط على حفظ المعلومات دون أن يتعلموا المهارات الحقيقية أو يستمتعوا بالتعلم.”

«التعليم»: التقييمات الشهرية أدت لتحسن مستوى الطلاب في القراءة والكتابة

يذكر أن كشف شادي زلطة، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، أن لقاء وزير التربية والتعليم مع رؤساء لجان امتحانات الشهادة الإعدادية يأتي استكمالًا لنهج الوزير التشاوري الذي اتبعه على مدار الـ 6 أشهر الماضية.

وتابع خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية فاتن عبدالمعبود، مقدمة برنامج صالة التحرير، المذاع على قناة صدى البلد، أن الوزير استمع لشكاوى رؤساء اللجان التي واجهوها خلال السنوات الماضية الخاصة بمراحل النقل والشهادة الإعدادية.

وأكد شادي زلطة، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، أنه تم الحديث عن توفير كل سبل الدعم لرؤساء اللجان بحيث أي معوقات تواجهه أثناء سير العملية التعليمية توفر له الوزارة كل الدعم.

ولفت إلى أنه تم الحديث عن تأمين لجان الامتحانات من الخارج وفتح ورق الأسئلة في اللجان الفرعية وطرق تفتيش الطلاب خلال دخول الامتحان.

واستطرد أن الآليات التي تم وضعها لسنوات النقل فيما يتعلق بالتقييم الشهري كان رد الفعل عليها إيجابيًّا وفقًا لقدرة الطلاب على التحصيل بما يتماشى مع الخريطة الزمنية.

وأشار شادي زلطة، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، إلى أن هناك تحسنًا ملموسًا وملحوظًا لدى الطلاب في القراءة والكتابة نتيجة التقييمات الشهرية.

وأوضح أن الامتحانات ستكون من خلال التابلت في المدارس المتوفر فيها بنية تكنولوجية تتيح استخدامه، إلى جانب إقامة الامتحان ورقي في المدارس الأخرى التي لا يتوفر فيها بنية تكنولوجية مناسبة لاستخدام التابلت.

وفيما يتعلق بالطلاب الذين فقدوا التابلت، قال شادي زلطة، المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، إن أمام هؤلاء الطلاب فرصة أخرى لأداء الامتحان ورقيًا.

قد يهمك أيضا:

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق