الأكثر تكلفة في تاريخ الكوارث الطبيعية.. لوس أنجلوس على صفيح ساخن.. الحرائق تكبد أمريكا خسائر تقدر بنحو 57 مليار دولار.. خبير: جرس إنذار من أجل تحرك عالمي للحد من الآثار المدمرة للتغيرات المناخية

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حرائق لوس أنجلوس.. على صفيح ساخن تعيش ولاية لوس أنجلوس أيامًا مريرة في أعقاب اندلاع حرائق مدمرة في شتى أرجاء الولاية، حيث التهمت النيران المناطق المحيطة بكل من سانتا مونيكا وماليبوا، التي تُعد من أغلى المناطق العقارية في الولايات المتحدة، الأمر الذي كبد والولايات المتحدة خسائر اقتصادية قدرتها بعض المراكز المتخصصة بنحو 57 مليار دولار، مما جعل حرائق هذا العام ضمن الكوارث الطبيعية الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة. 

وبحسب تقديرات شركة "أكيوويذر" الأمريكية المتخصصة في تقديم خدمات الطقس والمعلومات المناخية، فإن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن حرائق لوس أنجلوس وفقًا لتقديرات أولية تعد من بين الأكثر تكلفة في تاريخ الكوارث الطبيعية في الولايات المتحدة، ومن المحتمل أن تصبح أغلى حريق غابات في تاريخ البلاد، مشيرة إلى أن الحرائق المندلعة في لوس أنجلوس تتسبب في أضرار اقتصادية تقدر ما بين 52 إلى 57 مليار دولار.

وتشير تقديرات الشركة المتخصصة في خدمات الطقس والمعلومات المناخية إلى أن ارتفاع الخسائر الاقتصادية يأتي نتيجة للخسائر في المنازل الراقية، حيث تتجاوز قيمة المنزل المتوسط 2 مليون دولار.

دمار كبير.. حرائق لوس أنجلوس تلتهم كل شئ

وما زاد من خسائر الحرائق هي هبوب  الرياح العاتية التي تشهدها الولايات المتحدة، حيث تتزامن الحرائق مع هبوب رياح شديدة قد تصل إلى قوة الأعاصير، تساعد في انتشار النيران بشكل أوسع، ما يهدد المزيد من المنازل والممتلكات في هذه المناطق ؛ وهذه الظروف قد تؤدي إلى تدمير أعداد أكبر من المباني السكنية والتجارية، مما يزيد من الأضرار الاقتصادية.

ووفقًا للبيانات التي جمعتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي؛ فإن كارثة إعصار كاترينا في عام 2005 تُعتبر أكثر الكوارث الطبيعية تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث تسببت في أضرار تقدر بحوالي 200 مليار دولار.

وكانت ولاية كاليفورنيا قد شهدت سلسلة من الحرائق الكبيرة في عام 2018، بما في ذلك حريق "كامب فاير"، والذي تسبب في أضرار تقدر بحوالي 30 مليار دولار، لكن حرائق لوس أنجلوس قد تكون أكثر تأثيرًا من ناحية الأضرار الاقتصادية، حيث تمتد تأثيرات هذه الحرائق إلى العديد من القطاعات الاقتصادية.

حرائق لوس أنجلوس.. خسائر صحية طويلة الأمد

وتؤكد "أكيوويذر" أن الأضرار الصحية البالغة تعد هي الأكبر ضمن آثار حرائق لوس أنجلوس، فمن المرجح أن تكون هناك آثار صحية طويلة المدى نتيجة لتراكم الدخان السام في الجو، مما قد يؤثر على صحة السكان والمقيمين في المنطقة، مضيفة أن هذه الحرائق قد تؤدي أيضًا إلى تراجع في قطاع السياحة في لوس أنجلوس، وهو أحد أبرز مصادر الدخل في المنطقة.

وفيات في حرائق لوس انجلوس

وحتى كتابة هذه السطور، أعلنت إدارة شرطة مقاطعة لوس أنجلوس ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن حرائق الغابات في لوس أنجلوس الأمريكية إلى 5 أشخاص، مشيرة إلى استمرار الحرائق الأربعة الكبرى في الاشتعال في كاليفورنيا الأمر الذي يرجح زيادة الخسائر.

وقالت شرطة لوس أنجلوس إن أشد هذه الحرائق تدميرا هو حريق باليساديس، الذي دمر نحو ألف مبنى وامتد على مساحة أكثر من 2000 هكتار. ولم يتسن حتى الآن السيطرة على الحريق.

ووسعت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية حظر الطيران فوق مناطق الحرائق. كما يُحظر الطيران على ارتفاع أقل من 7000 قدم (حوالي 2100 متر) لضمان سلامة الطائرات المشاركة في إطفاء الحريق، و أصدرت مقاطعة لوس أنجلوس أوامر إخلاء إلزامية لعشرات الآلاف من السكان. واعترف رئيس الإطفاء بالمقاطعة بأن الموارد مهيأة للتعامل مع حريق أو حريقين كبيرين، وليس مع أربعة حرائق في وقت واحد.

ولم يقدم المسؤولون حتى الآن تقديرًا رسميًا للمباني المتضررة أو المدمرة جراء حرائق الغابات، لكنهم أكدوا أن أوامر الإخلاء قد صدرت لنحو 30 ألف ساكن، وأن أكثر من 13 ألف مبنى آخر مهدد بالحرائق.

خبير تنمية محلية: حرائق لوس أنجلوس تبعث بجرس إنذار من أجل تحرك عالمي جاد للحد من الآثار المدمرة للتغيرات المناخية

وفي هذا الشأن، قال الدكتور حمدي عرفه، استاذ الادارة المحلية، إن حرائق لوس أنجلوس تبعث بجرس إنذار من أجل تحرك عالمي جاد للحد من الآثار المدمرة للتغيرات المناخية، حيث أصبحت الحرائق المتكررة وانتشار الظواهر الجوية المتطرفة السمة الأبرز للسنوات الأخيرة الأمر الذي يتطلع مسارعة في اتخاذ إجراءات جادة للحد من الاحترار العالمي. 

وأضاف "عرفة" في تصريحاته لـ "البوابة" أن تغير المناخ يؤثر في ارتفاع درجه الحرارة بفعل الإنسان على النظم التي تحافظ على الحياة، من أعلى الجبال إلى أعماق المحيطات، مما يؤدي إلى تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر، مع آثار متتالية على النظم البيئية والأمن البشري. 

وتابع: "إن تأثير الإنسان على النظام المناخي واضح، فالانبعاثات البشرية الأخيرة لغازات الاحتباس الحراري هي الأعلى في التاريخ، وقد كان للتغيرات المناخية الأخيرة تأثيرات واسعة النطاق على النظم البشرية والطبيعية لذلك يجب أن تنخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية بنسبة 7.6 في المائة كل عام على مدى العقد المقبل ان شاء الله  إذا كان العالم سيعود إلى المسار الصحيح نحو هدف الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى ما يقارب 1.5 درجة مئوية.

وشدد خبير التنمية المحلية على أن يوجد بالفعل ما يلزم من التقنيات والمعرفة بالسياسات لخفض الانبعاثات، لكن التحولات يجب أن تبدأ الآن، حيث ظهرت تأثيرات تغير المناخ بشكلٍ أكبر من خلال الظروف الهيدرولوجية المتغيرة، بما في ذلك التغيرات في ديناميات الثلج والجليد. وبحلول عام 2050 ان شاء الله سيزداد عدد الأشخاص المعرضين لخطر الفيضانات من مستواه الحالي البالغ 1. 2 مليار إلى 1. 6 مليار.

ولفت الخبير إلى أن العالم يشهد بالفعل عواقب ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجة مئوية واحدة ، وارتفاع مستويات سطح البحر وتناقص الجليد فيبحر القطب الشمالي، وتتأثر جميع الدول بالاحتباس الحراري، والحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية ليس بالأمر المستحيل، لكنه يتطلب تحولات غير مسبوقة في جميع جوانبالمجتمع، والسنوات العشر القادمة حاسمة ان شاء الله" .

وأوضح أنه يجب أن تنخفض الانبعاثات العالمية الصافية لثاني أكسيد الكربون (CO2) التي يتسبب فيها الإنسان بنحو 45 في المائة منمستويات عام 2010 بحلول عام 2030، لتصل إلى " الصافي الصفري" حوالي عام 2050 ان شاء الله …وهذا يعني أنه يجبموازنة أي انبعاثات متبقية عن طريق إزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء.

فوائد الحد من الاحترار العالمي 

وقال خبير التنمية المحلية غن هناك فوائد واضحة للحد من الاحترار بحدود 1.5 درجة مئوية مقارنةً بـ 2 درجة مئوية: سيقل من يتعرضون لموجات الحرارة الشديدةبما يقارب 420 مليون شخص، ونجاة بعض الشعاب المرجانية الاستوائية، وفقدان عدد أقل من النباتات والحيوانات، وحماية الغاباتوالموائل الطبيعية في الأراضي الرطبة.

القرارات التي نتخذها الآن ستحدد العالم الذي نعيش فيه وللأجيال القادمة. تعتبر معالجة تغير المناخ أمراً بالغ الأهمية لضمان تمتعالناس في جميع أنحاء العالم بالصحة والازدهار والحصول على الغذاء والهواء النظيف والماء.

اليوم، يتم فقدان 95٪ من قيمة مواد التغليف البلاستيكية - ما يصل إلى 120 مليار دولار أمريكي سنوياً - بعد الاستخدام الأول. يمكن للسياسات التي تشجع على الاستخدام الدائري والفعال للمواد (وخاصةً المعادن والبتروكيماويات ومواد البناء) أن تعزز النشاطالاقتصادي العالمي، فضلاً عن الحد من النفايات والتلوث…..

ووفقا لامم المتحده فإن الحد من التغريرت المناخية المناخ  يمكن أن يؤدي إلى استحداث أكثر من 65 مليون وظيفة جديدة في قطاعات منخفضة الكربون،وزيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وزيادة في توظيف الإناث ومشاركتهن في العمل، والتقليل من حالات الوفاة المرتبطةبتلوث الهواء بما يقارب 700 ألف حالة، كما يمكن أن يوفر مبلغ2. 8 تريليون دولار من عائدات أسعار الكربون ومدخرات دعم الوقودالأحفوري يمكن إعادة استثمارها في الأولويات العامة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق