عمان- يقول المؤلف الصحفي رشاد أبو داود في كتابه "عمان وأخواتها الجميلات": "إن شقيقات عمان اللواتي يمثلن المحافظات الآتية: "السلط، إربد، عجلون، مادبا، الكرك، الرمثا، والعقبة"، وغيرها من المدن التي تميزت بجمالها الطبيعي والثقافي. هن النجمات وعمان هي القمر".اضافة اعلان
ويضيف المؤلف في كلمة على غلاف كتابه الصادر عن "خطوط وظلال للنشر والتوزيع"، بدعم من وزارة الثقافة، أن هذا الكتاب هو بمثابة تسجيل حي وتصوير بالكلمات للوطن الذي تغربت عنه لمدة ربع قرن من أجل الدراسة والعمل.
ويضيف قائلا: "حين عدت، وجدت نفسي أرغب في احتضان تراب كل مدينة وقرية ومخيم. وعمان هي التي غادرتها قد كبرت، وأصبحت أجمل. أما الزرقاء، التي عشت فيها طفولتي وصباي، فقد كبرت أيضاً، لكنها بقيت في روحي تلك الصبية الرشيقة ذات الخصر الرفيع والشعر المسترسل من (الحاووز إلى جناعة وواد الحجر، ومن المعسكر إلى السيل الأخضر)".
وفي مقدمته للكتاب، يقول المؤلف: "أن تكون سائحا في بلدك أمر قد يبدو معيبا، ولكنه واقعي، خاصة إذا كان بلدك بحجم القلب. ويضيف أن المعيب أكثر من ذلك هو أن تدعي معرفة منطقة معينة فقط من خلال مرورك بالشارع العام أو من خلف زجاج سيارتك، أو أثناء رحلة مدرسية قمت بها وأنت في الصف الثالث الابتدائي، أو من خلال ما قرأت عنه أو شاهدته على التلفزيون خلال زيارة مسؤول تم الإعداد لها بعناية مبالغ فيها!."
ويرى أبو داود أن معرفة بلدك ليست واجبا وطنيا فحسب، بل هي حق لك على نفسك، حق أن تتمتع بجمال يحيط بك، وهو بين يديك وعلى مرمى شجرة منك. ويشدد على أنه يجب أن تتخلى عن تكشيرتك وتظاهرك بأنك جاد لدرجة أن مثل هذه الأمور لا تهمك، وأن تنزع عنك لقبك أو مسماك الوظيفي، لتخرج من قيود الإطار المألوف وتعيش تجربة الصور الجميلة التي رسمها الخالق في الأرض. ففي بلدك لوحات فنية رائعة.
ثم يتحدث المؤلف عن فصول السنة في عمان فيقول: "لكل فصل لونه، ونكهته، وطعمه. ربيع، صيف، خريف، وشتاء، ألوان لا تبهت مهما نزل عليها المطر، وإن جفت تصبح أجمل. أوراق خضراء تتحول إلى صفراء كالذهب في أيلول، وهذه هي الأشجار. تبدل ثيابها لتأتيك في الربيع المقبل جديدة، جميلة، كلها في بلدك، لك. ولك أيضا ما حبلت به الأرض لتأكل، وما حملت به الأشجار لتتذوق حلاوة الفاكهة التي فيها لذة وشفاء.
ويضيف، أنه منذ بضع سنوات قرر أن يخرج في يوم إجازته من قفص عمان الذهبي إلى فضاءات بلده، ليتمتع هو وعائلته بالحجارة التي تحكي، وبالأشجار التي تمشي، وبالسهول التي تنام في الشتاء في حضن التراب الأحمر، وفي الربيع تصحو سنابل تعانقها الرياح فتخضر وتكبر، تكبر. إنها أم الرغيف الذي يلهث الناس لقطفه من يد الزمن، شهي يخرج من الفرن برائحة ساخنة، ساخنة كرائحة وطن. لوحات على مد البصر، لنباتات من كل لون وشكل، هبة الله للبشر الذين لم يعودوا يرون سوى الحجارة البيضاء والشوارع السوداء، وامتلأت عيونهم إما بالأرقام الصماء أو بغبار ضنك العيش، في غابة البشر. في بلدنا كنوز وفيها مر أو عاش الرسل والأنبياء، إنها سرة الأرض وبطن البشرية.
من جانبه، كتب الشاعر والناقد الدكتور راشد عيسى، عن كتاب "عمان وأخواتها الجميلات"، قائلاً: "إن هذه نصوص لطيفة ورشيقة تظهر عمق الولاء للوطن، وتقدم في الوقت ذاته مادة معرفية جغرافية واجتماعية وتاريخية لطبيعة الحياة وأشكالها، ولا سيما في منطقة الزرقاء التي أولى لها المؤلف عناية خاصة، لأنها كانت مهد طفولته وحلمه".
وأضاف عيسى أن أبو داود يقدم في هذا الكتاب لونا جميلا من ألوان الأدب، وهو "أدب المكان". مبينا أن الكتاب، يعد منظومة من النصوص الإعلامية المشبعة بالبلاغة ورشاقة التعبير. يتناول فيه أبو داود مشاهد من زياراته أو إقامته في أماكن أردنية متعددة، مثل عمان، إربد، الكرك، عجلون، السلط، الزرقاء وما حولها، الرمثا، والعقبة.
ويرى أنه إذا كان عرار، شاعر الأردن، قد تغنى بالأمكنة الأردنية كصيغة من صيغ الانتماء ومحبة الوطن، فإن المؤلف هنا يتغنى بجماليات الربوع الأردنية بالنثر الفني السهل الممتنع. فيزاوج بين الإخبارية بصفته إعلاميا واللغة الأدبية بصفته أديبا. غير أن ما يعنينا هنا هو صدق الروح والشعور والنبض تجاه هذا التراب الغالي، فجاءت النصوص وصفا أو تداعيات تنثال بشكل مذكرات عن أزمنة الطفولة والشباب، وصولا إلى زمن الكهولة.
وختم عيسى بالقول: "إن أهمية هذه النصوص تكمن في كونها إضافة لامعة إلى كتب السير والمذكرات المتعلقة بالمكان الأردني، على غرار سيرة مدينة لعبد الرحمن منيف والعديد من الروايات الأردنية عبر السنين".
كما كتب المؤلف أبو داود تحت عنوان "عمان: سبعة جبال سقطت من السماء"، "عمان فيها سبعة جبال سقطت من جبل جمال، نبتت عليها نجمات، يلمسها الغيم في الشتاء، وفي الصيف يسهر معها القمر. ووديانها شرايين مطر، نبضها موسيقا، وأجمل ما فيها أنها عمان"، مبينا أن خارج عمان ليس كداخلها. جميل مثلها لكنه مختلف، لكل فصل لونه، ولكل لون طعمه في العين التي كلما أبعدت اتسعت، وتذوقت، وانتشت. ومهما استوعبت، لا تستطيع أن تحضن الجبال كلها، ولا أن تمسد شعرها الممتد بين هضبة وواد وسهل. كلما اتجهت شمالا، يخيل إليك أنك في حلم غيبي، وما عليك إلا أن تمد يديك حتى تكاد تلمس الغيم.
ويضيف أبو داود: في عمان ترى الناس طازجين كـرائحة خبز الطابون الذي خرج لتوه من الفرن، أنقياء كجبن الفلاحين الذين يبيعونه على أكتاف الشوارع اللولبية كعناقيد تكاد تسقط عن الجبل. مواسم مزروعاتهم لا تخطئ مواعيدها: عنب، رمان، تين وكعسل. أرواحهم الملائكية. تسألهم، أنت القادم من عمان، عن عنوان مكان، فيصبحون هم المكان، كرما في الدلالة وكرما في الضيافة. هناك، أنت لا تضيع حتى لو تهت. ولا تشبع مما رأيت، تحب لو تبقى هناك يومين في الأسبوع، والخمسة الباقية للحبيبة عمان.
وتحت عنوان "بيت العرب"، يقول أبو داود: "إن عمان ليست مجرد جبال سبعة، ولا حبة قمح وسنبلة، ولا قهوة بالهيل توقظ الصباحات على صوت الحياة في أغنيات العصافير وهديل الحمام، هي عمان. كل ذلك يغني، فيتردد صداها من الرمثا إلى العقبة، عمان شقيقة، إربد، ومعان، والزرقاء، والكرك، والطفيلة، وعجلون، وجرش. شقيقة كبرى لا يمر مساء من دون أن نطمئن عليهن، ولا صبح دون أن نقول لهن صباح الخير، وتفتح ذراعيها للقادمين إلى حضنها.
عمان، أخت دمشق وبيروت وبغداد والرياض ومدن العرب التي يسري فيها الدم والتاريخ واللغة. أما القدس، فقصتها حكاية أخرى، حكاية التوأمين اللذين رغم الاحتلال والاختلال في ضمير العالم لم ينفصلا. عمان لم تترك الأقصى، بل وضعته على سلم أولوياتها، ولا كنيسة المهد والأماكن المقدسة، وتولت الوصاية عليها حتى يرحل العابرون ويصحو العالم على الكذبة الكبرى التي اسمها "إسرائيل". فهذه الأرض عربية حتى نخاع كل طفل يولد، وفي فمه صرخة "الله أكبر"، وكل طفل بماء الأردن يعمد.
ويتابع قائلا، "وحين يسألونها عن الهوية، تقول: "أنا عربية، أنا ملاذ الأشقاء، مأوى اللاجئين من غرب هذا الوطن العربي ومن شرقه وشماله. أنا الحضن الدافئ، لأشقائي أقتسم معهم رغيف الخبز وشربة الماء. أنا اليد التي تمسح الدمعة عن عيونهم، أبتسم وأنا أتألم فوجعهم. وجعي، وقدري أنا أن أتحمل". عمان ليست مدينة عادية، أمها الجبل وأبوها السيل. هكذا بدأت من السيل، حفرت الجبل، بنت بيوتا من حجر، زرعت الورد في شقوق الصخر، وفي واحات التراب الذي بين جبل وجبل زرعت القمح، فأكلت خبزا ساخنا، أرغفه كالقمر. ومما تبقى من تراب، زرعت البندورة والخيار والبامية والكوسا. لم تكن الوجبات سريعة، لا دهون ولا كولسترول، ولا راتب شهر ينتهي في منتصف الشهر، هل في البيت خير وبندورة وبصل وزيت؟ إذا نحن في ألف خير".
ويضيف المؤلف في كلمة على غلاف كتابه الصادر عن "خطوط وظلال للنشر والتوزيع"، بدعم من وزارة الثقافة، أن هذا الكتاب هو بمثابة تسجيل حي وتصوير بالكلمات للوطن الذي تغربت عنه لمدة ربع قرن من أجل الدراسة والعمل.
ويضيف قائلا: "حين عدت، وجدت نفسي أرغب في احتضان تراب كل مدينة وقرية ومخيم. وعمان هي التي غادرتها قد كبرت، وأصبحت أجمل. أما الزرقاء، التي عشت فيها طفولتي وصباي، فقد كبرت أيضاً، لكنها بقيت في روحي تلك الصبية الرشيقة ذات الخصر الرفيع والشعر المسترسل من (الحاووز إلى جناعة وواد الحجر، ومن المعسكر إلى السيل الأخضر)".
وفي مقدمته للكتاب، يقول المؤلف: "أن تكون سائحا في بلدك أمر قد يبدو معيبا، ولكنه واقعي، خاصة إذا كان بلدك بحجم القلب. ويضيف أن المعيب أكثر من ذلك هو أن تدعي معرفة منطقة معينة فقط من خلال مرورك بالشارع العام أو من خلف زجاج سيارتك، أو أثناء رحلة مدرسية قمت بها وأنت في الصف الثالث الابتدائي، أو من خلال ما قرأت عنه أو شاهدته على التلفزيون خلال زيارة مسؤول تم الإعداد لها بعناية مبالغ فيها!."
ويرى أبو داود أن معرفة بلدك ليست واجبا وطنيا فحسب، بل هي حق لك على نفسك، حق أن تتمتع بجمال يحيط بك، وهو بين يديك وعلى مرمى شجرة منك. ويشدد على أنه يجب أن تتخلى عن تكشيرتك وتظاهرك بأنك جاد لدرجة أن مثل هذه الأمور لا تهمك، وأن تنزع عنك لقبك أو مسماك الوظيفي، لتخرج من قيود الإطار المألوف وتعيش تجربة الصور الجميلة التي رسمها الخالق في الأرض. ففي بلدك لوحات فنية رائعة.
ثم يتحدث المؤلف عن فصول السنة في عمان فيقول: "لكل فصل لونه، ونكهته، وطعمه. ربيع، صيف، خريف، وشتاء، ألوان لا تبهت مهما نزل عليها المطر، وإن جفت تصبح أجمل. أوراق خضراء تتحول إلى صفراء كالذهب في أيلول، وهذه هي الأشجار. تبدل ثيابها لتأتيك في الربيع المقبل جديدة، جميلة، كلها في بلدك، لك. ولك أيضا ما حبلت به الأرض لتأكل، وما حملت به الأشجار لتتذوق حلاوة الفاكهة التي فيها لذة وشفاء.
ويضيف، أنه منذ بضع سنوات قرر أن يخرج في يوم إجازته من قفص عمان الذهبي إلى فضاءات بلده، ليتمتع هو وعائلته بالحجارة التي تحكي، وبالأشجار التي تمشي، وبالسهول التي تنام في الشتاء في حضن التراب الأحمر، وفي الربيع تصحو سنابل تعانقها الرياح فتخضر وتكبر، تكبر. إنها أم الرغيف الذي يلهث الناس لقطفه من يد الزمن، شهي يخرج من الفرن برائحة ساخنة، ساخنة كرائحة وطن. لوحات على مد البصر، لنباتات من كل لون وشكل، هبة الله للبشر الذين لم يعودوا يرون سوى الحجارة البيضاء والشوارع السوداء، وامتلأت عيونهم إما بالأرقام الصماء أو بغبار ضنك العيش، في غابة البشر. في بلدنا كنوز وفيها مر أو عاش الرسل والأنبياء، إنها سرة الأرض وبطن البشرية.
من جانبه، كتب الشاعر والناقد الدكتور راشد عيسى، عن كتاب "عمان وأخواتها الجميلات"، قائلاً: "إن هذه نصوص لطيفة ورشيقة تظهر عمق الولاء للوطن، وتقدم في الوقت ذاته مادة معرفية جغرافية واجتماعية وتاريخية لطبيعة الحياة وأشكالها، ولا سيما في منطقة الزرقاء التي أولى لها المؤلف عناية خاصة، لأنها كانت مهد طفولته وحلمه".
وأضاف عيسى أن أبو داود يقدم في هذا الكتاب لونا جميلا من ألوان الأدب، وهو "أدب المكان". مبينا أن الكتاب، يعد منظومة من النصوص الإعلامية المشبعة بالبلاغة ورشاقة التعبير. يتناول فيه أبو داود مشاهد من زياراته أو إقامته في أماكن أردنية متعددة، مثل عمان، إربد، الكرك، عجلون، السلط، الزرقاء وما حولها، الرمثا، والعقبة.
ويرى أنه إذا كان عرار، شاعر الأردن، قد تغنى بالأمكنة الأردنية كصيغة من صيغ الانتماء ومحبة الوطن، فإن المؤلف هنا يتغنى بجماليات الربوع الأردنية بالنثر الفني السهل الممتنع. فيزاوج بين الإخبارية بصفته إعلاميا واللغة الأدبية بصفته أديبا. غير أن ما يعنينا هنا هو صدق الروح والشعور والنبض تجاه هذا التراب الغالي، فجاءت النصوص وصفا أو تداعيات تنثال بشكل مذكرات عن أزمنة الطفولة والشباب، وصولا إلى زمن الكهولة.
وختم عيسى بالقول: "إن أهمية هذه النصوص تكمن في كونها إضافة لامعة إلى كتب السير والمذكرات المتعلقة بالمكان الأردني، على غرار سيرة مدينة لعبد الرحمن منيف والعديد من الروايات الأردنية عبر السنين".
كما كتب المؤلف أبو داود تحت عنوان "عمان: سبعة جبال سقطت من السماء"، "عمان فيها سبعة جبال سقطت من جبل جمال، نبتت عليها نجمات، يلمسها الغيم في الشتاء، وفي الصيف يسهر معها القمر. ووديانها شرايين مطر، نبضها موسيقا، وأجمل ما فيها أنها عمان"، مبينا أن خارج عمان ليس كداخلها. جميل مثلها لكنه مختلف، لكل فصل لونه، ولكل لون طعمه في العين التي كلما أبعدت اتسعت، وتذوقت، وانتشت. ومهما استوعبت، لا تستطيع أن تحضن الجبال كلها، ولا أن تمسد شعرها الممتد بين هضبة وواد وسهل. كلما اتجهت شمالا، يخيل إليك أنك في حلم غيبي، وما عليك إلا أن تمد يديك حتى تكاد تلمس الغيم.
ويضيف أبو داود: في عمان ترى الناس طازجين كـرائحة خبز الطابون الذي خرج لتوه من الفرن، أنقياء كجبن الفلاحين الذين يبيعونه على أكتاف الشوارع اللولبية كعناقيد تكاد تسقط عن الجبل. مواسم مزروعاتهم لا تخطئ مواعيدها: عنب، رمان، تين وكعسل. أرواحهم الملائكية. تسألهم، أنت القادم من عمان، عن عنوان مكان، فيصبحون هم المكان، كرما في الدلالة وكرما في الضيافة. هناك، أنت لا تضيع حتى لو تهت. ولا تشبع مما رأيت، تحب لو تبقى هناك يومين في الأسبوع، والخمسة الباقية للحبيبة عمان.
وتحت عنوان "بيت العرب"، يقول أبو داود: "إن عمان ليست مجرد جبال سبعة، ولا حبة قمح وسنبلة، ولا قهوة بالهيل توقظ الصباحات على صوت الحياة في أغنيات العصافير وهديل الحمام، هي عمان. كل ذلك يغني، فيتردد صداها من الرمثا إلى العقبة، عمان شقيقة، إربد، ومعان، والزرقاء، والكرك، والطفيلة، وعجلون، وجرش. شقيقة كبرى لا يمر مساء من دون أن نطمئن عليهن، ولا صبح دون أن نقول لهن صباح الخير، وتفتح ذراعيها للقادمين إلى حضنها.
عمان، أخت دمشق وبيروت وبغداد والرياض ومدن العرب التي يسري فيها الدم والتاريخ واللغة. أما القدس، فقصتها حكاية أخرى، حكاية التوأمين اللذين رغم الاحتلال والاختلال في ضمير العالم لم ينفصلا. عمان لم تترك الأقصى، بل وضعته على سلم أولوياتها، ولا كنيسة المهد والأماكن المقدسة، وتولت الوصاية عليها حتى يرحل العابرون ويصحو العالم على الكذبة الكبرى التي اسمها "إسرائيل". فهذه الأرض عربية حتى نخاع كل طفل يولد، وفي فمه صرخة "الله أكبر"، وكل طفل بماء الأردن يعمد.
ويتابع قائلا، "وحين يسألونها عن الهوية، تقول: "أنا عربية، أنا ملاذ الأشقاء، مأوى اللاجئين من غرب هذا الوطن العربي ومن شرقه وشماله. أنا الحضن الدافئ، لأشقائي أقتسم معهم رغيف الخبز وشربة الماء. أنا اليد التي تمسح الدمعة عن عيونهم، أبتسم وأنا أتألم فوجعهم. وجعي، وقدري أنا أن أتحمل". عمان ليست مدينة عادية، أمها الجبل وأبوها السيل. هكذا بدأت من السيل، حفرت الجبل، بنت بيوتا من حجر، زرعت الورد في شقوق الصخر، وفي واحات التراب الذي بين جبل وجبل زرعت القمح، فأكلت خبزا ساخنا، أرغفه كالقمر. ومما تبقى من تراب، زرعت البندورة والخيار والبامية والكوسا. لم تكن الوجبات سريعة، لا دهون ولا كولسترول، ولا راتب شهر ينتهي في منتصف الشهر، هل في البيت خير وبندورة وبصل وزيت؟ إذا نحن في ألف خير".
0 تعليق