المستوطنون يخططون لاقتطاع %60 من الضفة الغربية "لبناء دولتهم" الاستيطانية

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان- يخطط المستوطنون لاستكمال بناء "دولتهم" الاستيطانية في الضفة الغربية خلال عام 2025، عبر إغراقها بالمزيد من المستوطنات واقتطاع أكثر من 60 % من مساحتها الإجمالية، مقابل حشر الفلسطينيين في المساحة المتبقية غير المتصلة منها، تمهيداً لضمها بالكامل للكيان المُحتل.اضافة اعلان
ويهدف المخطط إلى فرض سيطرة الاحتلال الكاملة على الضفة الغربية، بما يشمل الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية وتهجير أعداد كبيرة من الفلسطينيين، وبما يؤدي للشروع في إقامة زهاء 10 آلاف وحدة استيطانية جديدة خلال أقل من عام.
وبهذا المخطط؛ يسعى الاحتلال لطرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين خارج مدنهم المحتلة، بما يضيع معه فرصة إقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة المنشودة وفق حدود العام 1967، لصالح التوسع الاستيطاني الذي سجل ارتفاعاً كبيراً في وتيرته خلال العام الماضي. وتخطط حكومة الاحتلال برئاسة "بنيامين نتنياهو"، وبالشراكة مع المتطرفين "بتسلئيل سموتريتش" و"ايتمار بن غفير"، لإحاطة الفلسطينيين بالمستوطنات والبؤر الاستيطانية من كل جانب، بما يمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، طبقاً للسلطة الفلسطينية.
وبحسب المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع للسلطة، فإن تلك التحولات بدأت منذ تشكيل حكومة "نتنياهو"، وتفاقمت على امتداد العام 2024، حيث تعزز الاستيطان بشكلٍ أكبر مقارنة مع نهاية عام 2023، بعد ان اتخذت مجموعة من الإجراءات التي سرعت وتيرة الاستيطان، وأعطت الأولوية لتوسيع المستوطنات. 
وفي موازاة التوسع في إقامة البؤر الاستيطانية، التي يعتبرها الوزير في حكومة الاحتلال، المتطرف "سوتريتش" هدفاً استراتيجياً "للضم"، فإن الاحتلال يمعن في مصادرة الأراضي الفلسطينية، لتعميق وتوسيع الاستيطان.
ونبه التقرير الفلسطيني، إلى خطورة قيام الاحتلال باستحداث إدارة خاصة تحت إشراف "سموتريتش" لتسريع عملية البناء في المستوطنات وتحويل عدد منها إلى مدن استيطانية كبيرة، وحسم "معركة السيطرة الكاملة على المنطقة (ج)"، وهي منطقة إستراتيجية بالنسبة للمشروع الصهيوني. ويخطط الاحتلال في المناطق الفلسطينية "ج" للعمل على تهجير الفلسطينيين من خلال التوسع المتسارع لنشر البؤر الاستيطانية ومصادرة الأراضي الفلسطينية على أوسع نطاق في تلك، بالتوازي مع التمدد نحو المنطقة (ب).
وأفاد التقرير بأن وتيرة البناء الاستيطاني تسارعت ليصل في العامين الماضيين إلى أكثر من 30 ألف وحدة استيطانية، حسب تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل هيوم" الصادرة بالكيان المحتل، في إطار مخطط لتنفيذ مشاريع استيطانية أخرى، وتوسيع وجود المستوطنات بشكل سريع. 
وترافق ذلك مع تحسين البنية التحتية الاستيطانية، حيث عملت حكومة الاحتلال على تحسين شبكة الطرق والمواصلات داخل المستوطنات وتوسيع وتعبيد الطرق الرئيسة، بحيث تربط الضفة الغربية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وبما يسهل التنقل بين المستوطنات ويعزز مشروع ضمها بالكيان المُحتل.
وتشغل منطقة غور الأردن أهمية إستراتيجية كبيرة أيضاً بالنسبة للكيان المُحتل، بما يجعلها تحتل مكانة بارزة في مخطط تعزيز البنية التحتية الاستيطانية للتوسع الاستيطاني، وهو برنامج المتطرف "سموتريتش" لبناء ما يسمى "دولة المستوطنين" في الضفة الغربية، وفق مزاعمهم. وكان الاحتلال قد قرر مؤخراً الاستيلاء على أكثر من 262 دونماً من أراضي بلدتي جبع والرام وكفرعقب ومخماس في محافظة القدس لصالح التوسع الاستيطاني وطرد الفلسطينيين منها. 
يأتي ذلك بالتزامن مع وجود مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب "دونالد ترامب" لشؤون الشرق الأوسط، "ستيفن ويتكوف"، بالدوحة لمتابعة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، في إطار تحرك دبلوماسي جديد للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى.
وأجرى "ويتكوف" مباحثات مع المسؤولين في قطر حول المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، في ظل أنباء تتحدث عن وجود فجوات كبيرة بين الاحتلال وحركة "حماس" بشأن معظم القضايا في مفاوضات صفقة التبادل.
وفي الأثناء، استشهد المزيد من الضحايا المدنيين أمس في قصف طائرات الاحتلال العدوانية مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال قطاع غزة، ومنزلا في حي الشجاعية شرق غزة.
وتأتي تلك الجريمة الجديدة في إطار 5 مجازر وحشية ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ48 الماضية، وصل منها للمستشفيات 32 شهيداً و193 مصاباً فلسطينياً، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وأفادت "الصحة الفلسطينية"، بارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 46,537 شهيداً، و109,571 مصاباً، منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، مشيرة إلى أن آلاف الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

أخبار ذات صلة

0 تعليق