حرائق الغابات في أمريكا ... هل نحن أمام أزمة صحية عالمية جديدة؟

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في الوقت الذي بات يصعب فيه السيطرة على الحرائق في أمريكا تشير الدراسات الحديثة إلى أن دخان حرائق الغابات، الذي يحمل خليطًا سامًا من الملوثات، أصبح يشكل تهديدًا صحيًا خطيرًا ومتزايدًا على سكان العالم. ومع تزايد حرائق الغابات بسبب تغير المناخ، تظهر أبحاث أن هذا الدخان بات يعكس التقدم الذي أُحرز في الحد من تلوث الهواء الناجم عن السيارات والمصانع، ما يثير القلق لدى خبراء الصحة والبيئة.

تلوث قاتل وغير مرئي

في حين أن تلوث الهواء الناتج عن السيارات والمداخن معروف، فإن دخان حرائق الغابات أصبح مصدرًا جديدًا للتلوث، متسببًا في وفاة ما يصل إلى 675,000 شخص سنويًا عالميًا، وفقًا لبعض التقديرات. يشمل هذا الدخان مواد خطرة مثل الجسيمات الدقيقة، الأوزون، ثاني أكسيد النيتروجين، وحتى الرصاص.

تأثير متزايد مع تغير المناخ

يتزايد تواتر وشدة حرائق الغابات في ظل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف المرتبطين بتغير المناخ. وأصبحت الحرائق أكثر قوة، ما أدى إلى تدهور جودة الهواء وتزايد المخاطر الصحية في مناطق غير معتادة على هذا النوع من الكوارث.

في لوس أنجلوس مؤخرًا، تسببت الحرائق في ارتفاع مؤشر جودة الهواء إلى مستويات خطيرة، ما أدى إلى زيادة الوفيات اليومية بنسبة 5% إلى 15% وفقًا للدكتور كارلوس جولد من جامعة كاليفورنيا. ويواجه كبار السن، الأطفال، والمرضى الذين يعانون من مشاكل تنفسية مثل الربو خطرًا مضاعفًا.

التهديد المستمر للدخان المتبقي

حتى المنازل التي نجت من الحرائق لم تسلم من التلوث؛ إذ يمكن أن تلتصق المواد الكيميائية الناتجة عن الحرائق بالجدران والسجاد، ما يسبب مخاطر صحية طويلة الأجل. وتوضح الدكتورة ليزا باتيل، طبيبة الأطفال في سان فرانسيسكو، أن "المزيج السام" من الملوثات التي يسببها الدخان يعرض الصحة للخطر على مدار شهور بعد انتهاء الحرائق.

انعكاس التقدم في مكافحة التلوث

تشير دراسة نشرتها مجلة Nature إلى أن دخان حرائق الغابات تسبّب في تآكل نحو 25% من التحسن الذي أُحرز في تقليل تركيزات جسيمات PM2.5 منذ عام 2016، ما يظهر مدى تأثير هذا النوع من التلوث على البيئة والصحة العامة.

نصائح للحد من المخاطر الصحية

ينصح الخبراء باتباع إرشادات جودة الهواء والبقاء في الداخل عند انتشار الدخان، مع استخدام أجهزة تنقية الهواء. كما يُوصى بارتداء أقنعة N95 عند الخروج وتجنب التمارين الشاقة في الهواء الملوث.

حلول طويلة الأجل

لمواجهة هذه الأزمة، يشدد الخبراء على ضرورة معالجة تغير المناخ والحد من جميع أشكال التلوث. يقول الدكتور عفيف الحسن من جمعية الرئة الأمريكية: "يجب أن نتخذ خطوات جادة لتنظيف الانبعاثات وتقليل مسببات الاحتباس الحراري. إذا لم نفعل ذلك، فإن الأعباء الصحية والبيئية ستستمر في التزايد".

ومع استمرار الحرائق وزيادة التلوث، تبقى المجتمعات الأكثر تأثرًا بحاجة إلى تدخلات فورية وطويلة الأمد للتخفيف من حدة الأزمة. الدخان ليس مجرد أثر جانبي للحرائق، بل هو أزمة صحية عالمية تحتاج إلى انتباه العالم أجمع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق