لم يكن لدى الكيان أي أوهام بشأن القادمين الجدد على دمشق؛ لقد اتخذ قراره ونفذه بسرعة خاطفة في حين أن الجميع في الإقليم يترقب ويتحسس وينتظر.

صحيح أن الجميع تفاجأ بانهيار نظام الأسد، لكن الكيان يدرك ما يريد في سوريا؛ أن لا تشكل أي مصدر خطر عليه.

هذا يأتي في سياق استراتيجية قديمة وراسخة للكيان مفادها أنه لا يجوز أن يتفوق عليه أحد سواء في الإقليم أو حتى خارجه في الدائرة العربية والإسلامية.

لكنه اليوم يأتي كذلك في سياق أحلام الإرهابي نتنياهو بشرق أوسط جديد تهيمن عليه تل أبيب.

لقد أفصح الإرهابي نتنياهو عن مخططاته وأحلامه بشكل لا لبس فيه في خطابه في الأمم المتحدة، وهو الآن يسعى لتكريس مخططاته مستغلا ما جرى في سوريا.

عمد الكيان إلى تدمير جميع مقدرات الجيش السوري، واحتل المنطقة العازلة في الجولان المحتل، وبات يسيطر على كامل جبل الشيخ، وبالرغم من أنه يعلن أن ذلك مؤقتا، إلا أنه لا يوجد أي ضمانات لذلك.

في ظل ترقب العرب ضرب الكيان ضربته في سوريا، لأن العرب حتى هذه اللحظة ليس لديهم أي مخطط أو مقاربة مقنعة في سوريا، بل ينتظرون أن يقدم الوافدون الجدد إلى دمشق خريطة طريق لهم حتى يدرسوها وعلى ضوءها يقررون!!

الوافدون الجدد عليهم مسؤوليات كبيرة، ويواجهون تحديات ضخمة، وهم يحتاجون من أشقائهم العرب الوقوف معهم ومساندتهم، كما يحتاجون لهم لمحاولة لجم العدوان الصهيوني والضغط لانسحاب القوات الصهيونية إلى ما قبل 8 كانون الأول الجاري.