ولدت أجاثا ماري كلاريسا، والتي اشتهرت فيما بعد بأجاثا كريستي في 10 سبتمبر من عام 1891 وكان والدها فريدريك ميلر أمريكيا أما والدتها كلارا فكانت إنجليزية.
أجاثا كريستي
لم تتلق الطفلة أجاثا تعليما في مدرسة خلال طفولتها، لكن أمها تولت رعايتها غير أن خيال البنت الخصب كان داعما لها فكانت تختلق رفاق خياليين يشاركونها اللعب في الغابات أو على سفوح الجبال.
وفي تقرير نشره وفيق صفوت مختار بالشارقة الثقافية يقول فيه: "إن الأم عرفت موهبة ابنتها وشجعتها ودعمتها بقوة، ولهذا أرسلتها إلى باريس وهي في السادسة من عمرها لدراسة الموسيقى والغناء الأوبرالي، وفي المعهد اكتشفوا أن صوتها يمتاز بالرقة لكنه يفتقد للقوة فلا يصلح للغناء الأوبرالي، فعادت البنت إلى إنجلترا وهواياتها القديمة.
وفي شتاء عام 1908 صحبتها والدتها إلى مصر بغرض السياحة، وهنا كانت الدهشة الأولى للبنت التي رأت الأهرام والآثار الفرعونية المدهشة، واستمتعت بشمس مصر الساطعة، والسماء الصافية فعشقت مصر وكتبت بعد ذلك قصصًا كثيرة كانت مصر، بالطبع مسرح أحداثها، وكانت مصر سببا في إلهامها بالعديد من القصص.
تزوجت كريستي في عام 1914 من الكولونيل أرشيبال كريستي، وكان عمرها 24 عاما، ومنه أخذت لقبها الذي سيلازمها طوال عمرها.
وجاءت مسيرة الأحزان مع عام 1926 حين توفيت والدتها، ثم انهارت أسرتها وانفصلت عن زوجها وكان اختفاؤها بعد ذلك لمدة عشرة أيام كاملة لا يعرف فيها أحد عنها شيئا.
كانت الصدمات المتلاحقة ولكنها بعد عام واحد عاشت قصة حب حين قابلت عالم الآثار السير ماكس وكيل البعثة الاستكشافية في "أور" العراقية، وعندما رجعا إلى بريطيانيا تزوجا على الفور، ومعه بدأت رحلة جديدة من حياتها.
وانضمت “أجاثا” رسميًا إلى بعثة التنقيب البريطانية في "نينوى" شمالي العراق وفضلًا عن جهدها في مجال التنقيب عن الآثار، فقد كانت تجد الوقت الكافي للكتابة، وفي تلك الفترة قامت بتأليف رواية "لؤلؤة الشمس"، كما ألفت مجموعة من قصصها القصيرة عن الشرق منها "باركر بين يتحرى"، وكذلك رواية "جريمة في بلاد ما بين النهرين".
قطار الشرق السريع
وفي رحلة قامت بها أجاثا على متن قطار الشرق السريع في زيارة إلى حلب حيث كان زوجها يعمل في إحدى المواقع الأثرية في شمال شرق سوريا، استطاعت كتابة قصتها الشهيرة "جريمة في قطار الشرق السريع" ولقد أذهلت هذه الرحلة "أجاثا" فكتبت تقول: "هذه الرحلة هي ما كنت أتوق إليه، لأنها تقضي على كل الهموم، ما الذي يمكنه أن يطلبه المرء من الحياة بعد ذلك".
ثم زارت أجاثا مصر فقامت بتأليف مسرحية "إخناتون" عن الملك الشاب صاحب الثورة الدينية، وقد أعدت "أجاثا" لكتابة هذه المسرحية منذ زيارتها مدينة الأقصر جنوب مصر عام (۱۹۳۱)، واستعانت بخبرة علماء الأثار في رسم شخوص المسرحية ثُم كتبت الرواية المعروفة (جريمة في وادي النيل) في عام (۱۹۳۸)، وقد تم تحويلها إلى فيلم سينمائي تم تصويره في مصر عام (۱۹۷۸)، وقام بدور المحقق (هر كيول بوارو) الممثل والمخرج البريطاني (بيتر أوستينوف) (۲٠٠٤ - ۱۹۲۱)، والطريف أن عرض الفيلم في نيويورك توافق مع افتتاح معرض الملك توت عنخ آمون، وراحت مسيرتها تنمو وتكتمل حتى أصبحت أجاثا كريستي المتربعة على عرش التوزيع والبيست سيلر بما يقدر بملياري نسخة حول العالم.
0 تعليق