ما الذي تطلبينه أكثر أيتها الحكومة المدمنة؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
يديعوت أحرنوت
بقلم: بن - درور يميني
12/1/2025

ومرة أخرى القلب المكسور ينكسر. ما الذي ستطلبينه أكثر منا أيها المدمنة (حكومة نتنياهو)؟ كم من الدم سيسفك؟ الإشاعات تبدأ قبل ساعات من "سمح بالنشر". ليته كان بوسعنا أن تواسينا حقيقة أنهم بموتهم أوصونا بالحياة، أو بالنصر المطلق. لكن الشك يأكل. على ماذا قتلوا؟ لمن هذا خير؟ كل قتيل كهذا يجعل الكثير جدا من العائلات بائسة. انطلقنا الى الدرب عندما كانت هذه حربا واجبة. الحرب الأكثر عدلا. كانت حاجة وطنية عليا للقضاء على الإرهاب. لكن الآن؟ على ماذا بالضبط نقاتل؟ على ماذا نضحي بأفضل أبنائنا؟ كم مرة سنعود الى جباليا وكم الى الشجاعية؟ فدوما، لكن دوما، سيبقى هناك مزيد من (المقاومين) ومزيد من منصات إطلاق الصواريخ.اضافة اعلان
عدد سكان قطاع غزة يبلغ أكثر من مليوني نسمة. منهم، قرابة 500 ألف رجل هم في أعمار القتال. ويكفي أن ينضم كل أسبوع الى القتال واحد فقط من 100، من أبناء الجيل المناسب كل نهاية أسبوع سيكون هناك (مقاومون) جدد وأكثر من أولئك الذين كانوا قبل أسبوع. في الوضع السائد في قطاع غزة، وعلى خلفية اليأس والضائقة، فإنه حتى من يمقت حماس سيفكر بالانضمام إليها. إذن ما الذي نفعله بالضبط؟ الى أين نسير؟
القتال في قطاع غزة يمس بإسرائيل. ضباط كبار يقولون هذا في محادثات خلفية. هم جنود. هم طائعون. لكن الجيش الإسرائيلي مبني على الاحتياط. ونسب الامتثال تتضاءل. ما الذي بالضبط ينتظره نتنياهو؟ فنحن في تآكل. وصلنا الى مرحلة كل يوم من القتال فيها يلحق ضررا أكبر مما يؤتي من منفعة. إذن على ماذا ولماذا ضحايا الدم أولئك؟ وكيف يمكن ألا ندعم منظمة "أمهات في الجبهة"، التي تكافح من أجل المساواة في العبء؟ فعندما يتحمل جزء من الشعب العبء ينشغل وزير الدفاع الحالي بالدفع قدما بقانون التملص من الخدمة. هذا هو السبب الوحيد الذي لأجله عين في المنصب. كيف بالضبط سترفع إجراءات الائتلاف الحالي الدوافع؟ أبناؤنا سيقاتلون، والكثيرون جدا سيقتلون. بينما الائتلاف يمنح المزيد، المزيد جدا بالذات للمتملصين. في الخلفية بُشرنا بكتاب استقالة نائب رئيس الأركان، أمير برعام. هناك أيضا كان تلميح، فقط تلميح، بالوضع الذي علقنا فيه. "شدة الحرب انخفضت جدا"، كتب برعام، كأحد الأسباب لبيان الاستقالة. حرب أقل، لكن ليس قتلى أقل. وكذا تلميح بالنزاع يوجد في الخلفية. "في 18 كانون الأول (ديسمبر) طلب من مساعدك تحديد موعد للقاء، كتب برعام. لقاء، كما يفهم، لم يتقرر. لماذا لم يلتقِ رئيس الأركان مع نائب رئيس الأركان؟ ماذا يحصل هناك؟ نحن لا نعرف. لكننا نعرف بأننا على خلفية حقيقة أننا لم نعد منذ زمن بعيد في مرحلة الحسم، بل في مرحلة الاستنزاف - فإن الصدمات تتسع فقط. وهذا لا يخدم القتال بالضبط. فلا يدور الحديث عن خلافات موضوعية هي مثابة عصف أدمغة قبيل القرار السليم. يدور الحديث عن استنزاف ليس فقط للجنود في الميدان بل وأيضا للقيادة العليا.
كان يمكننا أن نتواسى بحقيقة أنه يوجد وزير دفاع قوي، يتحدى قيادة الجيش الإسرائيلي. ليتنا. لكننا لم نسمع عن أي استراتيجية تشخص مع الوزير الجديد. لم نسمع عن أي فكر. الوزير يتحدى الجيش الإسرائيلي فقط في موضوع واحد. الجيش يريد أن يجند الحريديم. وليس فقط الجيش. هذا هو الموقف السوي، الصحيح، الوطني الصهيوني. لكن إسرائيل كاتس يريد أن يدفع قدما بالتملص. بين مصلحة الائتلاف ومصلحة الدولة، كاتس يفضل الأولى. أمواتنا يمددون أمامنا، والناس الأشرار هؤلاء مشغولون بحماية الكرسي السياسي. كاتس يطالب بتحقيقات. هم يطالبون بذلك ليس كي يعززوا قوات الجيش بل العكس كي يلقوا بالمسؤولية عن قصور 7 تشرين الأول (أكتوبر) على قيادة الجيش. كي يضعضعوا الثقة بالجيش. صناعة السم ستواصل عملها.
الحصانة الوطنية هي نتيجة للكثير من الأمور. الدافع. الثقة بالقيادة -العسكرية، الاقتصادية والسياسية. الإيمان بعدالة الطريق. توزيع عادل للعبء. غيرها وغيرها. أيا من هذه الأمور ليست عندنا. القتلى، المخطوفون الذين يذوون، بأسر حماس التي تتعزز في الميدان، كل هذه تمس بالحصانة الوطنية. على ما يرام أن يطالبونا بالدم، العرق والدموع. شريطة أن نؤمن بالطريق، بالقيادة، بالهدف. نحن في مكان آخر. كل يوم يمر يجعل من الصعب علينا أن نفهم الى أين نحن نسير.
فيما تكتب هذه الأقوال، تكثر الأنباء عن التقدم في الاتصالات لاتفاق مخطوفين. يا ليت. نحن شبعى خيبات أمل. فكلنا مخطوفون في قصة يقودنا فيها ائتلاف حكومي سيئ من درك الى درك. نحن بحاجة الى الاتفاق كي نوقف التآكل. نحن بحاجة الى وقف نار كي نوقف المس الزائد بجنود الجيش الإسرائيلي. في ميدان المعركة في القطاع وفي المستوى الدولي أيضا. فبعد هذا القدر الكبير من البشائر السيئة، نحن أمة تنتظر البشرى، لكنها لا تأتي.

أخبار ذات صلة

0 تعليق