عمان- المشاعر الإنسانية جزء أساسي من حياتنا، تلون أيامنا بالسعادة، الحزن، والاندفاع العاطفي. لكن في بعض الأحيان، يمكن لهذه المشاعر أن تتحول إلى أدوات في يد المتلاعبين، لتستخدم في تحقيق السيطرة والنفوذ على الآخرين.اضافة اعلان
ويعد التأنيب العاطفي والتفجير العاطفي مثالين بارزين على الأساليب النفسية التي تمارس في العلاقات السامة.
فمن جهة هنالك التأنيب العاطفي الذي يتغذى على استغلال الشعور بالذنب كسلاح للسيطرة. ويتحول الذنب الطبيعي الذي قد نشعر به عند ارتكاب الأخطاء اليومية إلى وسيلة لإجبار الضحية على القيام بما يريده المتلاعب.
ويتم ذلك من خلال عبارات مبطنة تجعل الضحية تشعر بأنها مسؤولة عن مشاكل المتلاعب، مما يضعها في دائرة من الشعور بالالتزام والضغط النفسي المستمر. ومع مرور الوقت، يؤدي هذا النوع من التلاعب إلى إرهاق نفسي وانخفاض تقدير الذات، حيث تصبح الضحية عاجزة عن رؤية الواقع بوضوح.
ومن جهة أخرى، التفجير العاطفي يعتمد على الإغراق بالمشاعر المكثفة في بداية العلاقة، ما يجعل الضحية تشعر وكأنها محور الكون. يتم ذلك من خلال لفتات رومانسية مكثفة ومبالغ فيها تهدف إلى خلق ارتباط عاطفي قوي. لكن سرعان ما يتراجع المتلاعب عن هذه التصرفات، تاركا الضحية في حالة من التوق العاطفي لاستعادة تلك اللحظات. هذا التلاعب يخلق دورة من القمم العاطفية والانهيارات النفسية، مما يجعل الضحية مدمنة على المشاعر الإيجابية التي يقدمها المتلاعب.
ووفقًا للخبراء النفسيين، مثل شيريل ديلاهونتي، كلا النوعين من التلاعب يعتمدان على خلق شعور بالاعتماد العاطفي على المتلاعب. الضحية تصبح عالقة في علاقة غير متوازنة، حيث تتحول مشاعرها إلى وسيلة يستخدمها المتلاعب لتعزيز سيطرته. إدراك هذه الأنماط السامة هو الخطوة الأولى لحماية النفس من الوقوع في شبكات التلاعب، وبناء علاقات صحية تقوم على الثقة والاحترام المتبادل.
التأنيب العاطفي
الذنب، ذلك الشعور المزعج الذي يراودك عندما تخطو بالخطأ على قدم كلبك أو تأكل آخر شريحة بيتزا من دون أن تسأل. لكن في يد المتلاعب، يتحول الذنب إلى سلاح. يحدث الابتزاز العاطفي عندما يستخدم شخص ما الشعور بالذنب لإجبارك على عبارات مثل: "بعد كل ما فعلته من أجلك..." أو "لو كنت تحبني لفعلت كذا..."، هي أمثلة كلاسيكية على الابتزاز العاطفي. الهدف؟ أن يتم حبسك في شبكة من الالتزام، حيث يجعل خوفك من الشعور بالذنب التحكم بك أسهل. المتلاعب يقوم بتحويل اللوم عليك بشكل خفي لمشاكلهم، مما يضمن أنك غارق جدًا في الشعور بالذنب لدرجة أنك لا تستطيع رؤية ما يحدث بالفعل.
والتأنيب العاطفي هو أسلوب نفسي يستخدمه المتلاعبون لتحويل الشعور الطبيعي بالذنب إلى أداة للسيطرة والإجبار. وفي الحياة اليومية، قد نشعر بالذنب عند ارتكاب أخطاء بسيطة، مثل نسيان موعد أو التسبب في إزعاج بسيط. ولكن في يد المتلاعب، يتحول هذا الشعور إلى سلاح نفسي يهدف إلى السيطرة على الضحية وإجبارها على التصرف بطرق معينة.
كيف يحدث التأنيب العاطفي؟
وفقًا للطبيبة النفسية روبين ستيرن، فإن التأنيب العاطفي يعتمد على خلق شعور بالذنب العميق الذي يجعل الضحية تشعر بأنها مسؤولة عن مشاكل المتلاعب أو بؤسه. يقوم المتلاعب باستخدام عبارات مبطنة تحمل معنى اللوم، مثل:
• "بعد كل ما فعلته من أجلك...".
• "أنت دائمًا تجعلني أشعر بأنني شخص سيئ".
هذه العبارات تهدف إلى وضع الضحية في حالة من الشعور بالالتزام الدائم، حيث يكون من الصعب عليها أن ترفض طلبات المتلاعب أو ترى الموقف من منظور موضوعي.
الأثر النفسي للتأنيب العاطفي
التأنيب العاطفي يترك أثرًا نفسيًا عميقًا على الضحية. يؤدي هذا الأسلوب إلى إرهاق نفسي مستمر، حيث تجد الضحية نفسها في حالة دائمة من محاولة إرضاء الطرف الآخر لتجنب الشعور بالذنب. كما أوضح جوناثان فريدمان، أستاذ علم النفس في جامعة كولومبيا، فإن هذا النوع من التلاعب يستنزف الضحية نفسيًا ويجعلها تعيش تحت ضغط مستمر. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي التأنيب العاطفي إلى انخفاض تقدير الذات، حيث تبدأ الضحية في التشكيك في نفسها وقدراتها، معتقدة أنها السبب وراء كل المشكلات. مع مرور الوقت، تصبح الضحية معتمدة عاطفيًا على المتلاعب للحصول على الغفران أو التأكيد على أنها تفعل الأمور بشكل صحيح.
أساليب التأنيب العاطفي
يمارس المتلاعب التأنيب العاطفي بأساليب متعددة؛ أحدها الابتزاز العاطفي المباشر، حيث يخلق المتلاعب شعورًا بالذنب من خلال لوم الضحية على مشاكله الشخصية. كما يستخدم اللعب على مشاعر الإحسان لجعل الضحية تشعر بأنها ملزمة بمساعدته بسبب "التضحيات" التي يدعي أنه قدمها. في بعض الحالات، يعتمد المتلاعب على إثارة الشعور بالخيانة باستخدام عبارات، مثل: "كنت أظن أنك مختلف"، مما يخلق إحساسًا لدى الضحية بأنها خذلته.
لماذا يستخدم المتلاعبون التأنيب العاطفي؟
وبحسب الطبيبة النفسية مارثا ستاوت، يلجأ المتلاعبون للتأنيب العاطفي كوسيلة للسيطرة على الآخرين من دون تحمل مسؤولية مشاعرهم أو أفعالهم. غالبًا ما يعاني هؤلاء الأفراد من اضطراب الشخصية النرجسية، مما يجعلهم يشعرون بحاجة دائمة للسيطرة على من حولهم. كما قد يكون لديهم اضطرابات القلق التي تدفعهم لاستخدام الآخرين كوسيلة لتخفيف شعورهم بعدم الأمان.
كيفية التعامل مع التأنيب العاطفي
للتعامل مع التأنيب العاطفي، من المهم التعرف على النمط أولاً، إذا وجدت نفسك تشعر بالذنب باستمرار تجاه شخص معين، فهذا مؤشر قوي على أنك ضحية لهذا النوع من التلاعب. بعد ذلك، يجب التفريق بين الذنب الحقيقي والمفتعل، من خلال سؤال نفسك ما إذا كنت فعلت شيئًا يستحق الشعور بالذنب أم أن الشخص الآخر يحاول جعلك تشعر بذلك. من الضروري وضع حدود واضحة لما يمكنك القيام به وما لا يمكنك تحمله.
التفجير العاطفي.. انفجار المشاعر للسيطرة النفسية
إذا كان التلاعب النفسي (Gaslighting) هو الاحتراق البطيء للتلاعب، فإن التفجير العاطفي (Love Bombing) يشبه القنبلة اليدوية. ويحدث التفجير العاطفي عندما يُغرقك شخص ما بفيض من الاهتمام، العاطفة، والثناء بشكل مفرط في المراحل المبكرة من العلاقة بهدف السيطرة عليك. في البداية، يبدو الأمر وكأنه بحر من عواطف القلوب وزيارات مفاجئة بالورود، لكن الهدف الحقيقي ليس الحب بل السيطرة.
وبمجرد أن تصبح مدمنًا على هذا التدفق السريع من هرمون السعادة (Dopamine)، يبدأ المتلاعب في التراجع، تاركًا إياك تتوق لهذا الاهتمام، كما لو أنك مدمن على الإنترنت تبحث عن اتصال بالواي فاي.
هذه الحيلة النفسية شائعة في العلاقات المسيئة، يقوم المتلاعب بإنشاء دورة من الارتفاعات العاطفية القوية والانخفاضات المدمرة، مما يخلق حالة من عدم الاستقرار العاطفي تجعل الضحية تعتمد عليه بالكامل ويصبح من السهل السيطرة عليها. العلاقة التي تتقدم بسرعة مفرطة هي إشارة تحذير واضحة.
الأثر النفسي للتفجير العاطفي
التفجير العاطفي هو تكتيك نفسي يستخدمه المتلاعبون لإغراق الضحية بمشاعر مكثفة في البداية، ما يجعلها تشعر وكأنها محور الكون. في المراحل الأولى من العلاقة، يبدو الأمر وكأنه حب حقيقي، لكنه في الواقع تكتيك مدروس بدقة لإحداث تأثير نفسي عميق. الإغراق بالمشاعر يؤدي إلى بناء ارتباط نفسي قوي، حيث تبدأ الضحية في الشعور بالاعتماد العاطفي على المتلاعب. بمجرد أن تصبح الضحية مدمنة على هذه المشاعر الإيجابية، يحدث التراجع المفاجئ، ما يخلق حالة من التوق العاطفي لاستعادة اللحظات المبهجة التي أصبحت نادرة.
وبحسب الخبيرة النفسية شيريل ديلاهونتي، الهدف الأساسي للتفجير العاطفي ليس بناء علاقة صحية، بل إنشاء ديناميكية يكون فيها المتلاعب المصدر الوحيد للسعادة والراحة. هذه الاستراتيجية تُمكّن المتلاعب من السيطرة الكاملة على الضحية من خلال تعزيز النفوذ والسيطرة العاطفية.
والضحية غالبًا ما تعاني من التعلق العاطفي المفرط، حيث تصبح مدمنة على اللحظات الإيجابية القليلة التي يقدمها المتلاعب، ما يجعلها تتغاضى عن السلوكيات السلبية. هذا التلاعب يسبب حالة من عدم الاستقرار النفسي، حيث تتنقل الضحية بين القمم العاطفية والانهيارات النفسية، مما يجعلها في حالة دائمة من القلق. التراجع المفاجئ في العاطفة يولد شعورًا بالذنب لدى الضحية، حيث تبدأ في الاعتقاد بأنها السبب وراء هذا التغيير، ما يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس. نتيجة لذلك، تصبح الضحية معتمدة بالكامل على المتلاعب لتلبية احتياجاتها العاطفية، مما يضعف من قدرتها على اتخاذ القرارات بشكل مستقل.
وكما تقول الطبيبة النفسية مارثا ستاوت: "التفجير العاطفي ليس حبًا، بل هو عملية استغلال مشاعر الضحية لإبقائها في حالة من التعلق العاطفي غير الصحي".
ويعد التأنيب العاطفي والتفجير العاطفي مثالين بارزين على الأساليب النفسية التي تمارس في العلاقات السامة.
فمن جهة هنالك التأنيب العاطفي الذي يتغذى على استغلال الشعور بالذنب كسلاح للسيطرة. ويتحول الذنب الطبيعي الذي قد نشعر به عند ارتكاب الأخطاء اليومية إلى وسيلة لإجبار الضحية على القيام بما يريده المتلاعب.
ويتم ذلك من خلال عبارات مبطنة تجعل الضحية تشعر بأنها مسؤولة عن مشاكل المتلاعب، مما يضعها في دائرة من الشعور بالالتزام والضغط النفسي المستمر. ومع مرور الوقت، يؤدي هذا النوع من التلاعب إلى إرهاق نفسي وانخفاض تقدير الذات، حيث تصبح الضحية عاجزة عن رؤية الواقع بوضوح.
ومن جهة أخرى، التفجير العاطفي يعتمد على الإغراق بالمشاعر المكثفة في بداية العلاقة، ما يجعل الضحية تشعر وكأنها محور الكون. يتم ذلك من خلال لفتات رومانسية مكثفة ومبالغ فيها تهدف إلى خلق ارتباط عاطفي قوي. لكن سرعان ما يتراجع المتلاعب عن هذه التصرفات، تاركا الضحية في حالة من التوق العاطفي لاستعادة تلك اللحظات. هذا التلاعب يخلق دورة من القمم العاطفية والانهيارات النفسية، مما يجعل الضحية مدمنة على المشاعر الإيجابية التي يقدمها المتلاعب.
ووفقًا للخبراء النفسيين، مثل شيريل ديلاهونتي، كلا النوعين من التلاعب يعتمدان على خلق شعور بالاعتماد العاطفي على المتلاعب. الضحية تصبح عالقة في علاقة غير متوازنة، حيث تتحول مشاعرها إلى وسيلة يستخدمها المتلاعب لتعزيز سيطرته. إدراك هذه الأنماط السامة هو الخطوة الأولى لحماية النفس من الوقوع في شبكات التلاعب، وبناء علاقات صحية تقوم على الثقة والاحترام المتبادل.
التأنيب العاطفي
الذنب، ذلك الشعور المزعج الذي يراودك عندما تخطو بالخطأ على قدم كلبك أو تأكل آخر شريحة بيتزا من دون أن تسأل. لكن في يد المتلاعب، يتحول الذنب إلى سلاح. يحدث الابتزاز العاطفي عندما يستخدم شخص ما الشعور بالذنب لإجبارك على عبارات مثل: "بعد كل ما فعلته من أجلك..." أو "لو كنت تحبني لفعلت كذا..."، هي أمثلة كلاسيكية على الابتزاز العاطفي. الهدف؟ أن يتم حبسك في شبكة من الالتزام، حيث يجعل خوفك من الشعور بالذنب التحكم بك أسهل. المتلاعب يقوم بتحويل اللوم عليك بشكل خفي لمشاكلهم، مما يضمن أنك غارق جدًا في الشعور بالذنب لدرجة أنك لا تستطيع رؤية ما يحدث بالفعل.
والتأنيب العاطفي هو أسلوب نفسي يستخدمه المتلاعبون لتحويل الشعور الطبيعي بالذنب إلى أداة للسيطرة والإجبار. وفي الحياة اليومية، قد نشعر بالذنب عند ارتكاب أخطاء بسيطة، مثل نسيان موعد أو التسبب في إزعاج بسيط. ولكن في يد المتلاعب، يتحول هذا الشعور إلى سلاح نفسي يهدف إلى السيطرة على الضحية وإجبارها على التصرف بطرق معينة.
كيف يحدث التأنيب العاطفي؟
وفقًا للطبيبة النفسية روبين ستيرن، فإن التأنيب العاطفي يعتمد على خلق شعور بالذنب العميق الذي يجعل الضحية تشعر بأنها مسؤولة عن مشاكل المتلاعب أو بؤسه. يقوم المتلاعب باستخدام عبارات مبطنة تحمل معنى اللوم، مثل:
• "بعد كل ما فعلته من أجلك...".
• "أنت دائمًا تجعلني أشعر بأنني شخص سيئ".
هذه العبارات تهدف إلى وضع الضحية في حالة من الشعور بالالتزام الدائم، حيث يكون من الصعب عليها أن ترفض طلبات المتلاعب أو ترى الموقف من منظور موضوعي.
الأثر النفسي للتأنيب العاطفي
التأنيب العاطفي يترك أثرًا نفسيًا عميقًا على الضحية. يؤدي هذا الأسلوب إلى إرهاق نفسي مستمر، حيث تجد الضحية نفسها في حالة دائمة من محاولة إرضاء الطرف الآخر لتجنب الشعور بالذنب. كما أوضح جوناثان فريدمان، أستاذ علم النفس في جامعة كولومبيا، فإن هذا النوع من التلاعب يستنزف الضحية نفسيًا ويجعلها تعيش تحت ضغط مستمر. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي التأنيب العاطفي إلى انخفاض تقدير الذات، حيث تبدأ الضحية في التشكيك في نفسها وقدراتها، معتقدة أنها السبب وراء كل المشكلات. مع مرور الوقت، تصبح الضحية معتمدة عاطفيًا على المتلاعب للحصول على الغفران أو التأكيد على أنها تفعل الأمور بشكل صحيح.
أساليب التأنيب العاطفي
يمارس المتلاعب التأنيب العاطفي بأساليب متعددة؛ أحدها الابتزاز العاطفي المباشر، حيث يخلق المتلاعب شعورًا بالذنب من خلال لوم الضحية على مشاكله الشخصية. كما يستخدم اللعب على مشاعر الإحسان لجعل الضحية تشعر بأنها ملزمة بمساعدته بسبب "التضحيات" التي يدعي أنه قدمها. في بعض الحالات، يعتمد المتلاعب على إثارة الشعور بالخيانة باستخدام عبارات، مثل: "كنت أظن أنك مختلف"، مما يخلق إحساسًا لدى الضحية بأنها خذلته.
لماذا يستخدم المتلاعبون التأنيب العاطفي؟
وبحسب الطبيبة النفسية مارثا ستاوت، يلجأ المتلاعبون للتأنيب العاطفي كوسيلة للسيطرة على الآخرين من دون تحمل مسؤولية مشاعرهم أو أفعالهم. غالبًا ما يعاني هؤلاء الأفراد من اضطراب الشخصية النرجسية، مما يجعلهم يشعرون بحاجة دائمة للسيطرة على من حولهم. كما قد يكون لديهم اضطرابات القلق التي تدفعهم لاستخدام الآخرين كوسيلة لتخفيف شعورهم بعدم الأمان.
كيفية التعامل مع التأنيب العاطفي
للتعامل مع التأنيب العاطفي، من المهم التعرف على النمط أولاً، إذا وجدت نفسك تشعر بالذنب باستمرار تجاه شخص معين، فهذا مؤشر قوي على أنك ضحية لهذا النوع من التلاعب. بعد ذلك، يجب التفريق بين الذنب الحقيقي والمفتعل، من خلال سؤال نفسك ما إذا كنت فعلت شيئًا يستحق الشعور بالذنب أم أن الشخص الآخر يحاول جعلك تشعر بذلك. من الضروري وضع حدود واضحة لما يمكنك القيام به وما لا يمكنك تحمله.
التفجير العاطفي.. انفجار المشاعر للسيطرة النفسية
إذا كان التلاعب النفسي (Gaslighting) هو الاحتراق البطيء للتلاعب، فإن التفجير العاطفي (Love Bombing) يشبه القنبلة اليدوية. ويحدث التفجير العاطفي عندما يُغرقك شخص ما بفيض من الاهتمام، العاطفة، والثناء بشكل مفرط في المراحل المبكرة من العلاقة بهدف السيطرة عليك. في البداية، يبدو الأمر وكأنه بحر من عواطف القلوب وزيارات مفاجئة بالورود، لكن الهدف الحقيقي ليس الحب بل السيطرة.
وبمجرد أن تصبح مدمنًا على هذا التدفق السريع من هرمون السعادة (Dopamine)، يبدأ المتلاعب في التراجع، تاركًا إياك تتوق لهذا الاهتمام، كما لو أنك مدمن على الإنترنت تبحث عن اتصال بالواي فاي.
هذه الحيلة النفسية شائعة في العلاقات المسيئة، يقوم المتلاعب بإنشاء دورة من الارتفاعات العاطفية القوية والانخفاضات المدمرة، مما يخلق حالة من عدم الاستقرار العاطفي تجعل الضحية تعتمد عليه بالكامل ويصبح من السهل السيطرة عليها. العلاقة التي تتقدم بسرعة مفرطة هي إشارة تحذير واضحة.
الأثر النفسي للتفجير العاطفي
التفجير العاطفي هو تكتيك نفسي يستخدمه المتلاعبون لإغراق الضحية بمشاعر مكثفة في البداية، ما يجعلها تشعر وكأنها محور الكون. في المراحل الأولى من العلاقة، يبدو الأمر وكأنه حب حقيقي، لكنه في الواقع تكتيك مدروس بدقة لإحداث تأثير نفسي عميق. الإغراق بالمشاعر يؤدي إلى بناء ارتباط نفسي قوي، حيث تبدأ الضحية في الشعور بالاعتماد العاطفي على المتلاعب. بمجرد أن تصبح الضحية مدمنة على هذه المشاعر الإيجابية، يحدث التراجع المفاجئ، ما يخلق حالة من التوق العاطفي لاستعادة اللحظات المبهجة التي أصبحت نادرة.
وبحسب الخبيرة النفسية شيريل ديلاهونتي، الهدف الأساسي للتفجير العاطفي ليس بناء علاقة صحية، بل إنشاء ديناميكية يكون فيها المتلاعب المصدر الوحيد للسعادة والراحة. هذه الاستراتيجية تُمكّن المتلاعب من السيطرة الكاملة على الضحية من خلال تعزيز النفوذ والسيطرة العاطفية.
والضحية غالبًا ما تعاني من التعلق العاطفي المفرط، حيث تصبح مدمنة على اللحظات الإيجابية القليلة التي يقدمها المتلاعب، ما يجعلها تتغاضى عن السلوكيات السلبية. هذا التلاعب يسبب حالة من عدم الاستقرار النفسي، حيث تتنقل الضحية بين القمم العاطفية والانهيارات النفسية، مما يجعلها في حالة دائمة من القلق. التراجع المفاجئ في العاطفة يولد شعورًا بالذنب لدى الضحية، حيث تبدأ في الاعتقاد بأنها السبب وراء هذا التغيير، ما يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس. نتيجة لذلك، تصبح الضحية معتمدة بالكامل على المتلاعب لتلبية احتياجاتها العاطفية، مما يضعف من قدرتها على اتخاذ القرارات بشكل مستقل.
وكما تقول الطبيبة النفسية مارثا ستاوت: "التفجير العاطفي ليس حبًا، بل هو عملية استغلال مشاعر الضحية لإبقائها في حالة من التعلق العاطفي غير الصحي".
0 تعليق