«ابقى تعال وأنا أقولك فين».. هكذا يتحدث الإخوان مع الصحفيين

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت مصر خلال فترة حكم الإخوان من 2012 إلى 2013 موجة من القمع والتضييق ضد الصحفيين والنشطاء السياسيين والفنانين، هذه الفترة كانت محورية في تاريخ مصر، حيث تزايدت الانتهاكات ضد الحقوق والحريات العامة، ورغم أن فترة حكمهم لم تطل لكن أخذت مصر سنوات  للتعافي منها لا سيما أنهم مارسوا الإرهاب الفكري بكل الطرق وعمدوا تشويه صورة الإعلاميين وسلب مصر كافة مكوناتها الناعمة.

القمع ضد الصحفيين

نهجت الجماعة الإرهابية أطياف وطرق مختلفة من لقمع الإعلاميين والتنكيل بهم وصولًًا لمحاولات حجب ظهورهم كليًا 

السيطرة على الإعلام:

قامت حكومة الإخوان بفرض رقابة شديدة على وسائل الإعلام، وتم إنشاء قوانين تتطلب الحصول على تراخيص خاصة للعمل، مما أدى إلى تقليص عدد الصحفيين المستقلين.
الاعتقالات:

تم اعتقال العديد من الصحفيين الذين انتقدوا الحكومة أو نشروا تقارير تتعارض مع الرواية الرسمية. حالات مثل اعتقال مراسلين لقنوات إخبارية دولية كانت شائعة.

تحرش وزير إعلام الإخوان بصحفيات مصريات وعرب

وكان وزير إعلام الإخوان، صلاح عبدالمقصود، وسيلة لإهانة الصحفيين وفي المؤتمر الدولي الأول للإعلام الأزهر، الذي كان يتحدث عن حرية الصحافة والإعلام، عندما سألته صحفية مقاطعة: "هي فين حرية الإعلام دي؟"، فما كان منه إلا أنه أجابها ساخرًا: "ابقي تعالي أقولك فين"، ثم خاطب وزير الإعلام بعض الحاضرين بقوله: "ابقوا قولوا لها فين حرية الصحافة". 

الرد الذي حمل تلميحا جنسيا واضحا في اللهجة العامية المصرية أغضب المجتمع المصري المحافظ، واعتبروه تحرشا لفظيا من قبل الوزير، كما أعاد للأذهان واقعته قبل أشهر مع مذيعة السورية، حينما قال لها في مقابلة تلفزيونية: "بس الأسئلة متكنش ساخنة زيك". 

التهديدات والاعتداءات:

تعرض الصحفيون للتهديدات المباشرة من قبل الجهات الحكومية، وبعضهم تعرض للاعتداء الجسدي أثناء تغطيته للاحتجاجات ولعل أبرز ما قام بهم في الإخوان في أخر فتراتهم كان حصار مدينة الانتاج الإعلامي.


حصار مدينة الإنتاج 


في 27 يناير 2013، قام مئات من أنصار الإخوان المسلمين بالاعتصام ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، حيث تتواجد مقرات العديد من القنوات التلفزيونية المعارضة، مثل قناة الفراعين وقناة النهار وقناة أون، جاء هذا الاعتصام في إطار رد فعل على ما اعتبره الإسلاميون تحريضًا من وسائل الإعلام ضد حكم الرئيس مرسي.

ورغم أن الجماعة أعلنت أنها ليست وراء الدعوة للاعتصام، إلا أن العديد من أنصار الإخوان تواجدوا في محيط المدينة، مما أثار القلق لدى القنوات التي كانت تستعد لبث برامجها.
ودعم مرسي  هذه الدعوة إذ أشار  إلى أن هناك "بعض العناصر تستخدم وسائل الإعلام للتحريض على العنف"، مؤكدًا أن الحكومة ستتعامل بحزم مع أي شخص يثبت تورطه في هذه الأعمال.


تداعيات حصار الإخوان لمدينة الإنتاج 


1. ضغوط على وسائل الإعلام: أدى الحصار إلى تشديد الضغوط على وسائل الإعلام المستقلة، إذ شعرت العديد من القنوات بالخطر وواجهت صعوبات في إتمام برامجها.


2. التوتر السياسي: زاد هذا الحادث من حدة التوتر بين جماعة الإخوان والوسائط الإعلامية، مما أثر على المناخ السياسي العام في البلاد.


3. الأمن: تدخلت قوات الأمن في النهاية لفك الحصار، مما أدى إلى مواجهات بسيطة بين المؤيدين للأطراف المختلفة ومثل حصار مدينة الإنتاج الإعلامي نقطة تحول في العلاقة بين الإخوان المسلمين ووسائل الإعلام في مصر. فقد أسهمت هذه الأحداث في تسليط الضوء على الصراعات السياسية والإعلامية التي كانت تعصف بالبلاد في تلك الفترة.


تقييد حرية الفنانين


فرض رقابة على الأعمال الفنية: لم تسلم الأعمال الفنية من القمع؛ حيث تم منع عدد من الأفلام والمسرحيات التي كانت تنتقد الحكومة.
التهديدات والحملات: تعرض فنانون وكتاب لهجمات عبر وسائل الإعلام وتعرض بعضهم للتهديدات بسبب آرائهم السياسية.
التصفية الثقافية: عملت حكومة مرسي على فرض تصورات معينة للفن والثقافة، مما أدى إلى تهميش العديد من الفنانين ذوي الاتجاهات المختلفة.

وتجسد فترة حكم الإخوان المسلمين في مصر تحديات كبيرة للحرية الصحفية والسياسية والفنية، حيث عانت البلاد من تزايد الانتهاكات بعد الثورة، مما ترك أثرًا كبيرًا على المشهد الإعلامي والسياسي في السنوات التي تلت ذلك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق