السبيل – خاص
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، تشهد الساحة الإعلامية العبرية حالة من القلق والجدل المتصاعد حول تداعيات الحرب وأهدافها ومدى تأثيرها على أمن الاحتلال ومستقبل الحكومة.
وتعكس التغطيات الإعلامية الإسرائيلية مزيجاً من الإحباط والانتقادات المتزايدة للقيادة السياسية والعسكرية، حيث تتزايد التساؤلات حول جدوى العمليات العسكرية وغياب رؤية استراتيجية واضحة لإنهاء النزاع.
فقد تساءلت الكاتبة سيما كادمون عن أهداف استمرار الحرب في غزة، مشيرة إلى أن التساؤلات حول جدوى القتال لم تعد مقتصرة على عائلات الجنود أو المعارضة، بل امتدت إلى جمهور واسع من الإسرائيليين، بما في ذلك معسكر اليمين.
وأكدت الكاتبة أن القتال في غزة يشبه أيام حرب لبنان الأولى، مع تزايد أعداد القتلى وصعوبة تحمل الخسائر البشرية، منتقدة الحكومة الإسرائيلية لغياب خطة واضحة أو أهداف زمنية محددة.
واعتبرت أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يرفض إنهاء الحرب خوفاً من انهيار حكومته، مشيرة إلى أن تصعيد العمليات لن يغير الواقع ولن يحقق “النصر الكامل”.
فجوة بين العسكري والسياسي
من جهته؛ أوضح يوسي هدار في صحيفة “معاريف” أن إسرائيل تعيش أزمة داخلية وخارجية بسبب استمرار العدوان على غزة، “فرغم الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش؛ إلا أن الحكومة فشلت في استثمار هذه الإنجازات سياسيا” وفق تعبيره.
وأكد الكاتب أن الأمن الشخصي للإسرائيليين في حالة متردية، مع استمرار إطلاق الصواريخ من غزة وتصاعد التهديدات من الجبهات الأخرى، كحزب الله وإيران.
وأشار إلى أن الفشل في إنهاء الحرب يعود إلى المصالح السياسية الضيقة لرئيس الوزراء، الذي يرفض اتخاذ قرارات حاسمة خوفاً من تفكك ائتلافه.
أثمان باهظة لاستمرار الحرب
وتناول الكاتب بن درور يميني الثمن الذي تدفعه إسرائيل داخلياً وخارجياً بسبب استمرار حرب غزة، مشيرا إلى تصاعد الهجرة العكسية للإسرائيليين، وتزايد الانقسامات الاجتماعية، والإحباط من أداء الحكومة تجاه الأسرى.
كما أكد أن استمرار القتال يعزز الرواية الفلسطينية دولياً، مما يؤدي إلى عزلة “إسرائيل” الدولية وارتفاع مستوى المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية ضدها.
وخلص يميني إلى أن استمرار الحرب يضر بـ”إسرائيل” أكثر مما يفيدها، مشدداً على ضرورة وقفها لتحقيق مكاسب استراتيجية، مثل تعزيز العلاقات مع السعودية.
أداء عسكري غير كافٍ
وفي صحيفة “معاريف” العبرية؛ انتقد تقرير أداء الجيش الإسرائيلي التكتيكي في غزة، مشيراً إلى أن استخدامه المحدود للمدفعية وقلة الاعتماد على القصف المكثف يعرّض حياة الجنود للخطر.
ودعا التقرير إلى تغيير أسلوب العمليات العسكرية بالتركيز على القتال الليلي واستخدام كثيف للنيران قبل تحريك القوات.
ورأى أن استمرار العمليات دون إنهاء الحرب يعمّق المأزق الإسرائيلي، مطالباً بصفقة فورية لتحرير الأسرى وإنهاء الحرب لتجنب المزيد من الخسائر.
معضلة الجبهات المتعددة
ونقلت وسائل الإعلام العبرية تصريحات لمسؤولين أمريكيين تفيد بأن الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، تضغط لإنهاء الحرب على غزة والجبهات الاخرى.
وأوضحت التقارير أن ترامب عازم على فرض وقف للعمليات في غزة ولبنان، بهدف تثبيت إرثه السياسي.
وأشارت إلى أن استمرار الحرب يعكس ضعف الحكومة الإسرائيلية وعجزها عن تحقيق رؤية استراتيجية واضحة، مما يزيد من الضغوط الدولية على “إسرائيل”.
وختاما؛ تعكس التغطيات الإعلامية العبرية حالة من الإحباط العام داخل الكيان الإسرائيلي، مع استمرار الحرب على غزة دون رؤية واضحة أو أهداف واقعية، وتُظهر أن الحرب أصبحت عبئاً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وسط دعوات متزايدة لإنهائها قبل أن تتفاقم الخسائر أكثر.
0 تعليق