تواجه ولاية كاليفورنيا الجنوبية عودة رياح سانتا آنا القوية، ما يهدد بتعطيل جهود السيطرة على حرائق الغابات المدمرة في لوس أنجلوس التي خلفت حتى الآن 24 قتيلًا ودمرت آلاف المنازل، وقد أثارت هذه الرياح القلق من تفاقم الوضع وزيادة صعوبة جهود الإطفاء والإنقاذ، حسبما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

وحذر المسؤولون المحليون من أن الرياح القوية، المتوقع أن تصل سرعتها إلى أكثر من 70 ميلًا في الساعة بحلول اليوم الثلاثاء، قد تؤدي إلى انتشار الحرائق بشكل أسرع، وتعطيل عمليات إخماد الحرائق بواسطة المياه والمواد المثبطة، وإجبار المزيد من السكان على إخلاء منازلهم.

تفاقم المخاطر بسبب حرائق لوس أنجلوس

قالت كريستين كراولي، رئيسة إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس: "نحن لسنا في مأمن بعد، وعلينا ألا نتخلى عن حذرنا". 

وأضافت أن فرق الإطفاء تعمل على الاستعداد لاندلاع حرائق جديدة في أي لحظة.

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن إدارته استجابت بسرعة لطلبات المساعدة الفيدرالية، حيث أمر بنشر 500 من مشاة البحرية لدعم جهود البحث والإنقاذ، وتوزيع الطعام والمياه. وأوضح بايدن أن المتضررين سيحصلون على دفعة مالية لمرة واحدة قدرها 770 دولارًا لشراء الاحتياجات الأساسية.

من جانبه، أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن خطط لزيارة المناطق المتضررة الأسبوع المقبل بعد مراسم تنصيبه. 

ووفقًا لتصريحات مسؤولين، فإن فريق ترامب يعمل عن كثب مع إدارة بايدن لضمان استمرارية الدعم.

وكان حريق باليسيدز قد دمر قرابة 24 ألف فدان وتم احتواؤه بنسبة 14% فقط بحلول صباح أمس الإثنين، أما حريق إيتون، فقد دمر  أكثر من 14 ألف فدان وتم احتواؤه بنسبة 33%. 

وتابعت الصحيفة أنه رغم هذه الجهود، لا يزال أكثر من 92 ألف شخص تحت أوامر إخلاء إلزامية، بينما وُضِع 89 ألف آخرون تحت تحذيرات إخلاء.

في المناطق المتضررة، يعاني السكان من ظروف معيشية صعبة، حيث يقيم العديد منهم في خيام مؤقتة وسط طقس قارس وعواصف متتالية، كما دعت السلطات سكان لوس أنجلوس إلى الاستعداد للإخلاء في أي وقت لتجنب الزحام الذي صعّب عمليات الإجلاء السابقة.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن الكارثة قد تكون الأغلى في تاريخ الحرائق العالمية الحديث، حيث يتوقع محللو التأمين أن تصل الخسائر إلى 25 مليار دولار، وقد رفعت دعاوى قضائية ضد شركة "ساذرن كاليفورنيا إديسون" لتحميلها مسؤولية اندلاع أحد الحرائق.