الأمل في الهدنة .. فلسطينيون لـ"الدستور": الجثث بكل مكان ونطحن التبن لسد جوعنا

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

466 يومًا من الحرب والدمار والخراب منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، 466 يوما وآلاف المجازر تُرتكب أمام مرأى العالم أجمع، آلاف الشهداء والمصابين والمفقودين، شهداء جراء البرد والمرض والجوع، حرب على كل شيء الحجر والشجر والإنسان.

 

يعيش قطاع غزة مأساة إنسانية كارثية، منذ 7 أكتوبر 2023 بعدما تفشى الجوع بسبب منع إدخال المساعدات، وفي حال إدخالها يتم سرقتها ونهبها من قبل عصابات منظمة، بجانب ارتفاع الأسعار وانعدام الدخل بسبب الحرب المستمرة.

 

وكشف مجموعة من الأهالي في قطاع غزة وخاصة النساء معاناتهم اليومية والمأساة التى يتعرضون لها بسبب انعدام الموارد والمواد الإغاثية الأساسية.

الحيوانات لا تقبل العيش بتلك الحياة 

نحتاج كتب، قواميس لغة، مجلدات، حتى نعبر عن ما بداخلنا ونعيشه، حتى الحيوانات لا تقبل العيش بتلك الحياة التي نعيشها في غزة، بتلك الكلمات بدأت الدكتورة "ر.ح"، عميدة كلية بقطاع غزة ومسؤول مركز لإيواء النازحين تابع للأونروا في خان يونس، حديثها مع "الدستور".

 

وتابعت "ر. ح"، "أهالي غزة وضعهم المادي كان مرتفع جدا وبيوتهم كانت عبارة عن فيلل وبيوت ومباني وأثاث وغيرها كثير، حتى اليهود كانوا ينبهروا بالأبنية في غزة، وكانت رواتب الموظفين في غزة مرتفعة جدا وكان أقل راتب وكنا نقول عليه خط الفقر كان 1500 شيكل، وعلى المستوى الشخصي كنت أتقاضي 3 آلاف دولار فالدخول كانت كبيرة وكنا نعيش حياة مرفهة عزيزة، اليوم لا يوجد شيء في حياتنا لا بيت ولا أكل ولا شرب ولا لبس ولا أموال ولا كرامة معاناة يأس فقر جوع خراب إحباط، غضب قهر ظلم وكل تلك الكلمات لا توصف ما نعيش فيه حاليا".

 

وأضافت: "أعيش اليوم بخيمة ما يفصلني عن جاري هو قطعة قماش، دورة المياه التي يقال عنها بيت الراحة، لا يوجد بها راحة لا نستطيع دخول دورات المياه بأمان في لحظة يمكن أن ننكشف كسيدات على الآخرين بسبب الطقس والبرد، والبنات والسيدات الصغار معاناتهم أكبر وخاصة في الفترات الصعبة التي تمر بها المرأة كل شهر والتي تحتاج لعناية ونظافة لا يوجد مياه الآن ولا نظافة ولا غيرها".

 

وتابعت: أول مرة بحياتي بهذا السن أشعر البرد، ولا نجد بطاطين ولا وسائل تدفئة والوضع الأصعب أن الأطفال يصرخون بسبب البرد، تخيلوا نحن أصبحنا نجوع ونأمل بقطعة لحم أو أرز أو أكلة طيبة ومسخن، اليوم فقدنا كل شيء منذ 7 شهور لا نأكل سوى السبانخ والعدس، دخل الدجاج قبل أيام ولكن أسعاره مرتفعة للغاية الكيلو 200 شيكل، ومن يوجد معه أموال لشرائها لا يشترون حتى لا تطلع روائحها للجيران بالخيمة ويشعرون بالنقص والحرمان".

 

وتابعت: "قبل يومين وقع قصف بجوارنا كان ضحيته طفلة صغيرة بالسن 4 سنوات تقريبا، صرنا نجمع أشلائها ما بقي غير كف يدها الصغير، أصبح المعتاد أن نرى ونشاهد جثث أموات وأشلاء ورؤس دون أجساد، وقبل أسبوع ارتقت أسرة مكونة من 11 شخص دكتور بالجامعة مع أولاده وأحفاده جميعا لم يتبقى غير ابن واحد كان بعيد عن القصف".

 

واختتمت تصريحاتها موجه كلامها للعالم: "تعرفوا نحن فقدنا الإحساس تخيلوا يا عالم نحن فقدنا الإحساس، تخيلوا يستشهد أخوي ونذهب للشغل، استشهد زوجها وتخرج تبحث عن الطعام، ابنه رحل وهو يلملم أشلائه وبيده الأخري طعام لباقي أسرته، فقدنا الإحساس لأنه لا يوجد وقت للحزن نحزن الآن وعقب دقيقة يأتي خبر ارتقاء شخص آخر لأنه في تسارع للأخبار الحزينة القتل والدمار والخراب وأبسطها هدم بيوتنا، نحن فقدنا الكثير من أحبابنا وأهالينا، وبالنهاية نقول الحمد لله".

عصمت زايد: شعب غزة تعرض لظلم وقهر وتشريد

فيما تقول عصمت زايد نازحة من شمال غزة إلى خانيونس جنوب القطاع، في شهادتها لـ"الدستور"، إن شعب غزة أصابه ما أصابه من عذابات النزوح ومن ظلم وقهر وتشريد وقتل وإبادة جماعية وأمراض وتجويع منذ أكثر ما يزيد عن السنة وأربعة أشهر الذي أدى إلى الإصابة بالعديد من الأمراض لدى الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن، أهمها أمراض سوء التغدية وذلك نتيجة إغلاق المعابر بشكل متكرر والنقص الحاد بالمواد الغذائية الأساسية وحتى لو دخلت المساعدات يكون هناك نقص ببعض السلع الضرورية مثل الحليب الذي يحتاجه الأطفال الرضع وأيضا البيض واللحوم والخضروات والفواكه. 

 

وتابعت زايد في حوارها لـ"الدستور"، أنه إن وجدت تلك السلع تكون أسعارها غالية ليس في متناول الجميع حتى وصلت أسعارها إلى أضعاف سعرها الأصلي لا يستطيع المواطن العادي شراءها، متابعة: "منذ أشهر والطحين غير متوفر وسعر رغيف الخبز ارتفع أضعاف سعره حتى أصبحنا شبه مجاعة حقيقية". 

 

وأوضحت أن هذا الأمر انعكس آثاره على كبار السن أيضا بشكل كبير وملحوظ وذلك لانعدام الفيتامينات الموجودة في غذاءهم الأمر الذي أدى إلى وفاة العديد من الأطفال وكبار السن داخل مستشفيات القطاع وخاصة في شمال قطاع غزة.

 

حنان الخالدي: نعاني من سوء التغذية وعدم وفرة مياه الشرب

فيما قالت حنان الخالدي نازحة من شمال قطاع غزة إلى مواصي خان يونس، "أنا مواطنة نازحة من شمال غزة إلى منطقة جنوب غزة نعيش داخل خيمة بمواصي خانيونس، نعاني من كثير من الأمور أهمها سوء التغذية من خلال عدم توفر الأغدية الصحية للجسم وإن وجدت توجد بكمية قليلة وتكون بأسعار خيالية لايستطيع الشخص تلبيتها لعائلته".

 

وأضافت الخالدي في حديثها مع الـ"الدستور"، أن المعاناة الأخطر هى عدم وفرة المياه النظيفة، ومع قلة الغذاء أدى إلى ضعف حمل المرأة الحامل بأن تنجب الطفل بشكل سليم بسبب عدم توفر الطعام والمياه الصحية التي تبني جسم الجنين داخل بطن الأم، وأيضآ كثير من الأطفال أصبح يعانون من سوء التغذية لعدم توفر الغذاء الصحي لهم الذي يبني جسمهم بشكل سليم.

 

وأوضحت الخالدى أن الأمراض انتشرت بشكل كبير جدا بسبب سوء التغذية، بجانب انتشار أمراض فقر الدم، نقص الفيتامينات، نقص الحديد.

 

وناشدت الخالدي الجهات المختصة مثل منظمة الصحة العالمية، الهلال الأحمر، أن توفر الفيتامينات اللازمة للمرأة الحامل كي يكتمل حملها بشكل سليم، وأيضآ للأطفال كي لا يؤثر نقص الفيتامينات على جسمهم أكثر من ذلك، أتمنى أن تصل رسالتنا إلى هذه الجهات المهمة.

 

اقتتان كساب: المجاعة تتفشى بشكل غير مسبوق في غزة

فيما قالت الدكتورة اقتتان كساب ناشطة نسوية، نزحت من خان يونس المدينة إلى مواصي خان يونس، إنه منذ خمسة عشر شهرًا  والمقتلة مستمرة في مزاد علني  ومنذ أكثر من شهرين والمجاعة تتفشى بشكل غير مسبوق، جوع وفقر ينهش أطفال غزة ويفتك أيضا بكبارها وذلك  بشكل علني أمام مرأى العالم تتمثل بشح الموارد الغذائية وعدم توافرها وإن توفرت لا يستطيع المواطن سد حاجته وتوفيرها نتيجة الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية.

 

وأضافت كساب في تصريحاتها لـ"الدستور"، أن الدقيق يعد من أهم المقومات التي يرتكز عليها البيت الغزي ما يسمى بـ"الطحين"، وبلغ سعر الكيلو خمسون دولار مع الشح وعدم توافره مما اضطر المواطن الغزي باستحداث بدائل عنه لسد جوع أطفالهم.

 

وتابعت كساب: "نعجن مكون المعكرونة بالماء ونصنع الخبز، أو نقوم بطحن التبن الذي يقدم للبهائم أو الشعير وغيره من البدائل لسد جوعهم فظهرت حالات فقر الدم وسوء التغذية التي فتكت فعليا بأطفالنا وأودت بحياة نسبة كبيرة مع انتشار ملحوظ لحالات جلطات القلب والدماغ لجميع الأعمار نتيجة للأوضاع المعيشية السيئة".

 

وأكدت كساب أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سياسة التجويع لتنفيذ مخططاته والقضاء على ما تبقى، وطالبت العالم الوقوف أمام مسؤلياتهم تجاه سياسة المحتل من التجويع والتركيع والمحرقة والمقتلة المستمرة.

 

عزة المجايدة: لا نجد ما نسد به جوع أطفالنا

فيما قالت عزة المجايدة: "اكتب عن معاناتي اليومية في تدبير أي شي يتوفر لسد جوع الأولاد من أقل الأشياء فنحن نعاني من قله الطعام وعدم توفر الأكل الصحي وغلاء أسعار الخضار مما أدى إلى نقص كبير في الوزن وانخفاض مستوى الكالسيوم ونسبة الدم بسبب سوء التغذية في ظل هذه الأوضاع الصعبة". 

 

وتابعت المجايدة في تصريحاتها لـ"الدستور"، "لست أنا فحسب بل أخريات كثيرات يعانين من نفس المشكلة فقد تحدثت جارتي تهاني صالح وتقطن في مخيم للإيواء وخيمتها لا تصلح للسكن وتعاني من البرد وعدم توفر الأغذية لها ولأطفالها وعدم توفر الطعام والحليب لرضيعها ولا تجد إلا التكيات وأكلها الردئ لسد جوع أبنائها الذين يبكون ليل نهار من الجوع وعدم توفر حتى الخبز مما أدى إلى ضعف عام في صحتهم وبنيتهم الجسدية". 

واستدركت بصوت يملؤه الحزن والبكاء "هناك الأخ رمزي البرعي الذي يقطن أيضا في المخيم حيث تحدث عن احتياجاته الغذائية الكثيرة التي لا يجد القليل منها وعدم توفر الأكل المناسب لابنه المعاق الذي يبكي ليل نهار من الجوع والحرمان ومعاناته اليومية في انتظار تكيه الطعام وتعبئه المياه.

 

سائدة البنا: الأطفال تدفع ثمن النزوح ويعانون صدمات نفسية

من جانبها، قالت سائدة البنا نازحة بالجنوب، نزحت بعد هدم بيتي كليا، نزحت خمس مرات من النصيرات إلى دير البلح إلى النصيرات ثم الزوايدة والعودة إلى النصيرات أكثر من مرة، وأكثر من دفع الثمن خلال النزوح المتكرر هو الأطفال الذين تصب عليهم المعاناة والصدمات النفسية ونقص كل ما يتمناه الطفل من أكل صحي من خضروات ولحوم وفواكه وشرب وملبس يحميه من البرد وحليب للأطفال الرضع وحفاضات وأدوية كل هذا مفقود في غزة ويعتبر حلم للشعب في غزة وليس حق من حقوق الإنسان كما يقول العالم.

 

وأضافت البنا في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الوضع الحالى غاية في الصعوبة والمعاناة بسبب انتشار الجوع وانعدام الأمان ونقص التغذية وعدم توفر الأغذية الأساسية في غزة وفي ظل الحصار المستمر، وما يرتكبه الاحتلال من مجازر وتدمير البنية التحتية وكل مقومات الحياة في قطاع غزة من مستشفيات وزراعة والمصانع المتواضعة والمياه النظيفة والمدارس والجامعات والصرف الصحي كل هذا أصبح أثرا يدل على وحشية هذا الاحتلال الذي يهدف بسلوكه الواضح إلى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني.

 

وأكدت البنا، أن سكان قطاع غزة يعانون من مستويات عالية من الجوع ونقص التغذية وانعدام الأمن الغذائي، بجانب ارتفاع معدلات فقر الدم بشكل كبير بين النساء الحوامل والأطفال، مما يؤدي لزيادة خطر الإصابة بالأمراض ومضاعفات الحمل، والتداعيات الصحية للجوع ونقص التغذية لهما عواقب وخيمة على الصحة".

 

وأوضحت البنا، أن نقص الغذاء وانتشار المجاعة وسوء التغذية أدت لانتشار الأمراض التي أدت إلى وفاة العديد من الأطفال سواء من سوء التغذية أو البرد، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية والسكري، كما أنه يضعف جهاز المناعة، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعدية التي انتشرت بشكل مخيف في مراكز الإيواء وفي خيام النازحين، بالإضافة إلى ذلك، فإن الجوع ونقص التغذية لهما تأثير سلبي على النمو المعرفي للأطفال، مؤكدة أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية هم أكثر عرضة لمواجهة صعوبات التعلم والمشاكل السلوكية.

 

وتابعت البنا: "نحن أهالي قطاع غزة بحاجة عاجلة وملحة لمعالجة الجوع ونقص التغذية وعدم توفر الأغذية الأساسية في غزة وهذا أمر ضروري لحماية صحة العائلة بأكملها، يتطلب هذا رفع الحصار المفروض على القطاع للسماح بحرية حركة البضائع والأفراد خاصة الذين يحتاجون للعلاج خارج غزة، كما يجب تقديم المساعدات الإنسانية الغذائية لسد الفجوات في إمدادات الأغذية وضمان حصول الشعب على العناصر الغذائية الأساسية، ويجب على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل لوقف العدوان ورفع الحصار وتسهيل تقديم الدعم لإعادة الإعمار والاقتصاد وكل مناحي الحياة التى تليق بالإنسان الفلسطيني الصامد في قطاع غزة.

 

سميرة دحلان: الاحتلال يستخدم سلاح الإبادة الجماعية والوحشية

فيما قالت سميرة دحلان، إن الاحتلال لم يكتفي باستخدام سلاح الإبادة الجماعية والوحشية من قتل وتدمير وتهجير وتنكيل لأبناء شعبنا الفلسطيني فلم يسلم منه البشر والشجر والحجر بل استخدم السلاح المحرم دوليا بين شعوب العاام ألا وهو سياسة التجويع لأبناء الشعب الفلسطيني.

 

وأضافت دحلان في شهادتها الخاصة لـ"الدستور"، أن حرب الإبادة على قطاع غزة تركت أثرا سلبيا على جميع مناحي الحياة حيث قصفت الحجر واقتلعت الشجر ونصب النازحين الخيام في المناطق الزراعية نتيجة لضيق المكان والازدحام مما أدى ذلك إلى قلة السلة الغذائية وعدم تنوعها وانقطاع الفواكه والدقيق الذي يعتبر العمود الفقري للغذاء وانقطاع البيض واللحوم والدجاج وإغلاق المعابر وإحكام الحصار على قطاع غزة أدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وعدم توافر السيولة المالية للموظفين أدى ذلك كله إلى انتشار الجوع والفقر وسوء التغذية، وبالتالي تفشت الأمراض والأوبئة مثل التهاب الكبد الوبائي A والأمراض الجلدية والصدرية وفقر الدم عند الأطفال والحوامل وقتل الأجنة وضعف المناعة عند كبار السن.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق