مرض الخرف بين السكان المسنين سيتضاعف بحلول عام 2060 - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت أبحاث جديدة عن أنّ خطر الإصابة بالخرف أعلى بكثير ممّا كان مقدّرًا في السابق، وأنّ العبء على سكان الولايات المتحدة سينمو بشكل كبير على مدى العقود القليلة التالية.

ذكرت دراسة نٌشرت في مجلة "Nature Medicine" أن أكثر من 2 من كل 5 أشخاص تخطوا عمر الـ55 عامًا بالولايات المتحدة، سيُصابون بالخرف في سنواتهم الأخيرة .

مع تقدم سكان الولايات المتحدة في السن، يُتوقّع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين يتم تشخيص إصابتهم بالخرف سنويًا، من حوالي 514 ألف حالة في عام 2020، إلى حوالي مليون حالة سنويًا بحلول عام 2060.

والجيل المعني يشمل فئة الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1946 و1964، وهم ثاني أكبر جيل في الولايات المتحدة بعد أبنائهم، من جيل الألفية. وبحسب مكتب الإحصاء الأمريكي: كان هناك حوالي 73 مليون شخص من جيل طفرة المواليد في عام 2020، أصغرهم سنًّا يبلغ من العمر الآن 60 عامًا بالحد الأدنى.

بحلول عام 2040، سيبلغ أصغر مواليد جيل طفرة المواليد سن الـ75 عامًا، وهو العمر الذي وُجد أن تشخيصات الخرف بعده تتزايد بشكل كبير. وبحسب البحث الجديد، فإن هناك حوالي 17%  من الحالات شُخّصت قبل سن الـ75 عامًا، فيما يبلغ متوسط ال​​عمر 81 عامًا.

قام الباحثون بتتبع السجلات الصحية لحوالي 15000 شخص، وتابعوا كل مريض مدة 23 عامًا كمعدل وسطي. وكانت بياناتهم أكثر تنوعًا من الدراسات السابقة التي قدّرت انتشار الخرف، إذ فاق عدد أصحاب البشرة الداكنة ربع عدد المشاركين، وكانت التدابير أكثر شمولاً لتسجيل التشخيصات.

وقال الباحثون إنّ التركيبة العرقية المتغيّرة لسكان الولايات المتحدة قد تلعب أيضًا دورًا في ارتفاع عدد حالات الخرف، إذ يُتوقّع أن تشكّل الأقليات الأكثر عرضة للخطر أكثر من نصف عدد سكان الولايات المتحدة، بحلول عام 2045.

ووجد العلماء "اختلافات مذهلة" في نسبة خطر الخرف بحسب العرق، مع معدلات تشخيص أعلى بشكل ملحوظ بين البالغين من ذوي البشرة الداكنة وفي وقت أبكر من العمر، مقارنة بالبالغين من ذوي البشرة البيضاء. 

وبحسب التقديرات الجديدة، قد تتضاعف تشخيصات الخرف السنوية بين البالغين من ذوي البشرة السوداء بمعدل ثلاث مرات بحلول عام 2060.

وكتب الباحثون: "قد تعكس التفاوتات العرقية في الخرف التأثيرات التراكمية للعنصرية البنيوية، وعدم المساواة طوال دورة الحياة". وأوضح هؤلاء أنّ "ضعف الوصول إلى التعليم، والتغذية يساهمان في الاختلافات المبكرة للاحتياطي المعرفي، وقد تؤدي التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية والوصول المحدود إلى الرعاية في زيادة عبء عوامل الخطر الوعائية في منتصف العمر".

أشارت الدراسة أيَضا إلى أن النساء الأكبر سنا يواجهن مخاطر أعلى بشكل عام للإصابة بالخرف في حياتهنّ مقارنة بالرجال الأكبر سنا، لكن الكثير من هذا الاختلاف مرده إلى حقيقة أن النساء يملن للعيش فترة أطول.

كما أن كبار السن الذين لديهم جين محدّد، البروتين الدهني E، أو APOE الذي يشارك في عملية نقل الكوليسترول والدهون الأخرى عبر مجرى الدم، معرّضون أيضًا لخطر أعلى. 

ووجدت الدراسة أنّ كبار السن الذين تتوفر نسختان من الجين لديهم، يعانون من خطر بنسبة 59٪ للإصابة بالخرف، مقارنة بـ48٪ من أولئك الذين لديهم نسخة واحدة و39٪ من أولئك الذين ليس لديهم أي نسخ من الجين.

رغم أنّ العبء المتزايد من الخرف مدفوع إلى حد كبير بالعمر والعوامل الوراثية، إلا أن الخبراء يقولون إنّ هناك "فرصًا واسعة" للحد من المخاطر بين السكان من خلال إدارة أفضل لعوامل معينة في نمط الحياة مثل الوزن الصحي، والنظام الغذائي، والصحة العقلية، وفقدان السمع.

كتب الباحثون: "ربطت البيانات المتراكمة من التجارب السريرية بين سلوكيات نمط الحياة الصحية، وغياب عوامل الخطر الوعائية، وإعادة تأهيل السمع مع تحسين النتائج المعرفية. ومع ذلك، فإن قرابة 20٪ فقط من البالغين في الولايات المتحدة، يلبون أهداف نمط الحياة والصحة القلبية الوعائية الموصى بها، وحوالي 30٪ فقط من كبار السن الذين يعانون من فقدان السمع يستخدمون سماعة أذن".

للمرة الأولى، تدعو معايير التشخيص الجديدة التي نشرتها جمعية الزهايمر غير الربحية في يوليو/ تموز، الأطباء الذين يشخّصون الحالة إلى الاعتماد على المؤشرات الحيوية، وقطع من بروتينات بيتا أميلويد وتاو التي يتم التقاطها من خلال الاختبارات المعملية أو مسح الدماغ، عوض اختبارات القلم، والورق للذاكرة والتفكير.

تهدف معايير التشخيص الجديدة إلى اكتشاف مرض الزهايمر، وهو الشكل الأكثر شيوعًا للخرف، في مراحله المبكرة والأكثر قابلية للعلاج، باستخدام عقاقير جديدة تهدف إلى إبطاء تقدم المرض في الأفق. لكن الخبراء يقولون إن التجارب السريرية لهذه العقاقير "عانت من نقص التنوع العرقي".

كتب الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها بالبحث الجديد تسلط الضوء على "الحاجة الملحة إلى سياسات تعزز الشيخوخة الصحية، مع التركيز على المساواة الصحية، للحد من العبء الكبير والمتزايد للخرف".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق