عمان- يد صغيرة وجدت في الخرز شغفا ينير قلبها بالسعادة.. مريم كناني، الطفلة البالغة من العمر (12 عاما) من ذوي الإعاقة التي تواجه تحديات الشحنات الزائدة، تبدع في صنع أجمل الإكسسوارات ضمن مشروعها الصغير "مشروع مريم". من خلاله، تسهم في تغطية تكاليف علاجها ودراستها، والأهم أنها تفعل ما تحب.اضافة اعلان
حرفة الخرز أعادت البسمة إلى وجه مريم، ففي كل مرة تنجز قطعة متألقة بألوان زاهية، تملأ حياتها بالفرح والإيجابية. بإتقان وتميز، تصنع مريم إكسسوارات تضيف السعادة إلى نفسها وأسرتها، بصنع ما تحبه بقوة وأمل.
في حديث خاص مع "الغد"، أوضحت رويدة غانم، والدة الطفلة مريم، أن ابنتها عانت من نقص الأكسجين عند ولادتها، وهو الأمر الذي لم يكتشف إلا بعد عام من ولادتها، حين بدأت تصاب بالتشنجات في عمر السنتين. من هنا بدأت رحلة العائلة في البحث عن تشخيص دقيق لحالتها، متنقلين بين المستشفيات حتى خضعت لفحص تخطيط الدماغ الذي كشف عن وجود شحنات كهربائية زائدة.
وأضافت غانم أن نقص الأكسجين أثر بشكل كبير على جسد مريم، متسببا في التشنجات التي كانت تعاني منها. وأشارت إلى أن رحلة البحث عن العلاج استغرقت ثلاث سنوات، حتى استقروا على دواء اقترحه أحد الأطباء عندما كانت مريم في الرابعة من عمرها. ورغم أن الدواء أسهم في تخفيف التشنجات، إلا أنه تسبب بمضاعفات أخرى، مثل تساقط شعرها، الأمر الذي دفع العائلة إلى استبداله بدواء آخر، لكنه للأسف أعاد التشنجات بشكل أكثر حدة مما كانت عليه.
أوضحت غانم أنها لجأت إلى اختصاصي أعصاب أطفال معروف في عمان، وتمكن من وصف دواء يعد الأنسب لحالة مريم. ومنذ ذلك الحين، استقرت حالتها بشكل كبير، ولم تعد تعاني من التشنجات. ومع ذلك، أشارت إلى أن العمر العقلي لمريم يقل عن المعدل الطبيعي بخمس سنوات.
قبل ثلاث سنوات، بدأت مريم مراجعة مركز تعليمي خاص لذوي الاحتياجات الخاصة. ومع ذلك، واجهت تحديا كبيرا، حيث كانت تفقد ما تعلمته بعد كل نوبة تشنج، مما أثر بشكل ملحوظ على تقدمها في تعلم القراءة والكتابة.
وذكرت غانم أن طفلتها مريم بدأت تعلم حرفة الخرز في مركز "فينا الخير" بمحافظة إربد، إلى جانب مجموعة من الطالبات الأخريات. وجدت مريم في هذه الحرفة مصدرا للسعادة، وأحبتها كثيرا، إذ أظهرت تركيزا عاليا وشغفا واضحا. تمكنت من إبداع أجمل الإكسسوارات بيديها، وبدعم من عائلتها، أطلقت مشروعها الخاص "مشروع مريم"، الذي أصبح وسيلة لاستكمال علاجها وتمويل حصصها التعليمية من خلال العائدات الناتجة عن بيع الإكسسوارات التي تصنعها.
وأوضحت أن مريم بدأت تعلم حرفة الخرز قبل عامين، وأتقنتها بسرعة بفضل حبها الكبير لها. ومع ذلك، تبين أن مريم لا تستطيع إغلاق السلسال بنفسها بسبب تلف الأعصاب، لذلك تقوم الأم بمساعدتها في هذه الخطوة الأخيرة. كما بينت أن المركز الذي تدربت فيه مريم كان يشجع على إشراك الأمهات مع أطفالهن أثناء التدريب لتقديم الدعم والمساعدة.
أصبحت مريم تتقن بسرعة صنع مختلف أنواع الإكسسوارات، بما في ذلك السلاسل، والخواتم، والأساور، إلى جانب المسابح وتعليقات السيارات وغيرها من القطع. وهي تكون في قمة سعادتها وهي تصنع هذه الأعمال التي تحبها، مشيرة إلى أن العائد المالي من مشروعها الصغير بسيط، لكنه يمثل عالما خاصا لمريم، صنعته لنفسها بحب وإبداع.
تقول الأم إن مشروع مريم بسيط في طابعه ولم يشهد تطورا حتى الآن، إذ يقتصر على المشاركة في مهرجان الزيتون وبعض الفعاليات والبازارات. وأكدت أن مريم غير منتمية لأي جمعية، لكنها كأم تبذل قصارى جهدها لإسعاد طفلتها ودعمها في هواية أحبتها.
عدد القطع التي تصنعها مريم ليس كبيرا، حيث يعتمد الإنتاج على قدرتها اليومية. ففي بعض الأيام تنجز أعمالها بإتقان، وفي أيام أخرى قد لا تتمكن من إكمال العمل. ورغم أن أسعار الإكسسوارات التي تبيعها زهيدة، إلا أن العائد يسهم في تغطية جزء من تكاليف علاجها وتعليمها.
ومن ناحية أخرى، أشارت غانم إلى أن مريم تعاني من صعوبة في النطق، حيث لا تستطيع تكوين جمل متكاملة أو التعبير بالكلمات لتشرح عن عملها. لذلك، تكون الأم لسان حالها في التعريف بالمشروع والتواصل مع الزبائن. وتكتفي مريم بنظراتها وابتسامتها التي تعكس حبها وشغفها بحرفة الخرز. تقول "مريم سعيدة بمشروعها، تعرف كل شيء عنه، لكنها تعجز عن التعبير بالكلمات".
ذكرت غانم أنها اختارت اسم "مريم" لمشروع ابنتها لتسعدها وتشعر أن هذا المشروع هو شيء يخصها، لذا قامت بتصميم شعار يرمز له. وأوضحت أنها لم تنشئ بعد صفحة للمشروع على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هناك نية لذلك في المستقبل. وتسعى دائما لإسعاد ابنتها بما تحب، حيث قالت: "كل ما تحبه مريم أحاول أن أعمله لها".
حاليا تتناول مريم أدوية لعلاج الشحنات الزائدة التي ساعدت في تقليلها، إلا أن مصاريف العلاج ما تزال تشكل عبئا كبيرا على العائلة. كما أوضحت أن طعام مريم خاص، حيث يعتمد نظامها الغذائي بشكل كامل على منتجات الألبان فقط.
مريم حريصة جدا على شراء مستلزمات الخرز عندما يقترب موعد البازار، وتكون متحمسة لبدء صنع الإكسسوارات، وتشعر بسعادة عندما يشتري الزوار من أعمالها، مما يشجعها على الاستمرار.
"عيدية"؛ تطلق مريم على المال الذي تجمعه من عملها هذا الاسم، وتعلم أن هذا المال مخصص لشراء أدويتها وتغطية حاجاتها الدراسية، لكن مثل أي طفلة، لديها أيضا رغبات كثيرة. فهي تأمل أن تجمع المال لشراء هاتف ولوح إلكتروني، بالإضافة إلى شراء هدية لجدتها.
تحتاج مريم لشهر كامل لتحضير ما ستعرضه في البازار، ورغم التعب الذي يصاحب العمل، إلا أن الشغف يدفعها دائما لصنع أجمل الإكسسوارات والقطع المزخرفة بألوان زاهية، حيث يعد اللون الزهري الأقرب إلى قلبها.
وأكدت غانم أن مريم ستستمر في حرفة الخرز لأنها تحبها، وأنها ستظل تدعمها كأم، قائلة "في مرحلة ما شعرت باليأس، خاصة أنها لم تكن تستطيع الكتابة، ولكن اليوم لا يوجد يأس، الحمد لله، مع معلمتها الخاصة، بدأت مريم تحفظ الحروف والأرقام". وتتابع أنها ووالد مريم يدعمانها بشكل مستمر، وأنها ستعمل على إنشاء صفحة على "إنستغرام" وبقية منصات التواصل الاجتماعي لنشر موهبتها.
واختتمت غانم حديثها، بتمنيها أن ترى ابنتها إنسانة ناجحة وسعيدة وتحقق كل ما تتمناه، وأن تستمر في مشروعها وتطوره. ورغم كل المعاناة التي تمر بها، تأمل أن يلتفت العالم إلى موهبتها، وأن يبتسم لها كل من يشاهد إبداعها.
حرفة الخرز أعادت البسمة إلى وجه مريم، ففي كل مرة تنجز قطعة متألقة بألوان زاهية، تملأ حياتها بالفرح والإيجابية. بإتقان وتميز، تصنع مريم إكسسوارات تضيف السعادة إلى نفسها وأسرتها، بصنع ما تحبه بقوة وأمل.
في حديث خاص مع "الغد"، أوضحت رويدة غانم، والدة الطفلة مريم، أن ابنتها عانت من نقص الأكسجين عند ولادتها، وهو الأمر الذي لم يكتشف إلا بعد عام من ولادتها، حين بدأت تصاب بالتشنجات في عمر السنتين. من هنا بدأت رحلة العائلة في البحث عن تشخيص دقيق لحالتها، متنقلين بين المستشفيات حتى خضعت لفحص تخطيط الدماغ الذي كشف عن وجود شحنات كهربائية زائدة.
وأضافت غانم أن نقص الأكسجين أثر بشكل كبير على جسد مريم، متسببا في التشنجات التي كانت تعاني منها. وأشارت إلى أن رحلة البحث عن العلاج استغرقت ثلاث سنوات، حتى استقروا على دواء اقترحه أحد الأطباء عندما كانت مريم في الرابعة من عمرها. ورغم أن الدواء أسهم في تخفيف التشنجات، إلا أنه تسبب بمضاعفات أخرى، مثل تساقط شعرها، الأمر الذي دفع العائلة إلى استبداله بدواء آخر، لكنه للأسف أعاد التشنجات بشكل أكثر حدة مما كانت عليه.
أوضحت غانم أنها لجأت إلى اختصاصي أعصاب أطفال معروف في عمان، وتمكن من وصف دواء يعد الأنسب لحالة مريم. ومنذ ذلك الحين، استقرت حالتها بشكل كبير، ولم تعد تعاني من التشنجات. ومع ذلك، أشارت إلى أن العمر العقلي لمريم يقل عن المعدل الطبيعي بخمس سنوات.
قبل ثلاث سنوات، بدأت مريم مراجعة مركز تعليمي خاص لذوي الاحتياجات الخاصة. ومع ذلك، واجهت تحديا كبيرا، حيث كانت تفقد ما تعلمته بعد كل نوبة تشنج، مما أثر بشكل ملحوظ على تقدمها في تعلم القراءة والكتابة.
وذكرت غانم أن طفلتها مريم بدأت تعلم حرفة الخرز في مركز "فينا الخير" بمحافظة إربد، إلى جانب مجموعة من الطالبات الأخريات. وجدت مريم في هذه الحرفة مصدرا للسعادة، وأحبتها كثيرا، إذ أظهرت تركيزا عاليا وشغفا واضحا. تمكنت من إبداع أجمل الإكسسوارات بيديها، وبدعم من عائلتها، أطلقت مشروعها الخاص "مشروع مريم"، الذي أصبح وسيلة لاستكمال علاجها وتمويل حصصها التعليمية من خلال العائدات الناتجة عن بيع الإكسسوارات التي تصنعها.
وأوضحت أن مريم بدأت تعلم حرفة الخرز قبل عامين، وأتقنتها بسرعة بفضل حبها الكبير لها. ومع ذلك، تبين أن مريم لا تستطيع إغلاق السلسال بنفسها بسبب تلف الأعصاب، لذلك تقوم الأم بمساعدتها في هذه الخطوة الأخيرة. كما بينت أن المركز الذي تدربت فيه مريم كان يشجع على إشراك الأمهات مع أطفالهن أثناء التدريب لتقديم الدعم والمساعدة.
أصبحت مريم تتقن بسرعة صنع مختلف أنواع الإكسسوارات، بما في ذلك السلاسل، والخواتم، والأساور، إلى جانب المسابح وتعليقات السيارات وغيرها من القطع. وهي تكون في قمة سعادتها وهي تصنع هذه الأعمال التي تحبها، مشيرة إلى أن العائد المالي من مشروعها الصغير بسيط، لكنه يمثل عالما خاصا لمريم، صنعته لنفسها بحب وإبداع.
تقول الأم إن مشروع مريم بسيط في طابعه ولم يشهد تطورا حتى الآن، إذ يقتصر على المشاركة في مهرجان الزيتون وبعض الفعاليات والبازارات. وأكدت أن مريم غير منتمية لأي جمعية، لكنها كأم تبذل قصارى جهدها لإسعاد طفلتها ودعمها في هواية أحبتها.
عدد القطع التي تصنعها مريم ليس كبيرا، حيث يعتمد الإنتاج على قدرتها اليومية. ففي بعض الأيام تنجز أعمالها بإتقان، وفي أيام أخرى قد لا تتمكن من إكمال العمل. ورغم أن أسعار الإكسسوارات التي تبيعها زهيدة، إلا أن العائد يسهم في تغطية جزء من تكاليف علاجها وتعليمها.
ومن ناحية أخرى، أشارت غانم إلى أن مريم تعاني من صعوبة في النطق، حيث لا تستطيع تكوين جمل متكاملة أو التعبير بالكلمات لتشرح عن عملها. لذلك، تكون الأم لسان حالها في التعريف بالمشروع والتواصل مع الزبائن. وتكتفي مريم بنظراتها وابتسامتها التي تعكس حبها وشغفها بحرفة الخرز. تقول "مريم سعيدة بمشروعها، تعرف كل شيء عنه، لكنها تعجز عن التعبير بالكلمات".
ذكرت غانم أنها اختارت اسم "مريم" لمشروع ابنتها لتسعدها وتشعر أن هذا المشروع هو شيء يخصها، لذا قامت بتصميم شعار يرمز له. وأوضحت أنها لم تنشئ بعد صفحة للمشروع على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هناك نية لذلك في المستقبل. وتسعى دائما لإسعاد ابنتها بما تحب، حيث قالت: "كل ما تحبه مريم أحاول أن أعمله لها".
حاليا تتناول مريم أدوية لعلاج الشحنات الزائدة التي ساعدت في تقليلها، إلا أن مصاريف العلاج ما تزال تشكل عبئا كبيرا على العائلة. كما أوضحت أن طعام مريم خاص، حيث يعتمد نظامها الغذائي بشكل كامل على منتجات الألبان فقط.
مريم حريصة جدا على شراء مستلزمات الخرز عندما يقترب موعد البازار، وتكون متحمسة لبدء صنع الإكسسوارات، وتشعر بسعادة عندما يشتري الزوار من أعمالها، مما يشجعها على الاستمرار.
"عيدية"؛ تطلق مريم على المال الذي تجمعه من عملها هذا الاسم، وتعلم أن هذا المال مخصص لشراء أدويتها وتغطية حاجاتها الدراسية، لكن مثل أي طفلة، لديها أيضا رغبات كثيرة. فهي تأمل أن تجمع المال لشراء هاتف ولوح إلكتروني، بالإضافة إلى شراء هدية لجدتها.
تحتاج مريم لشهر كامل لتحضير ما ستعرضه في البازار، ورغم التعب الذي يصاحب العمل، إلا أن الشغف يدفعها دائما لصنع أجمل الإكسسوارات والقطع المزخرفة بألوان زاهية، حيث يعد اللون الزهري الأقرب إلى قلبها.
وأكدت غانم أن مريم ستستمر في حرفة الخرز لأنها تحبها، وأنها ستظل تدعمها كأم، قائلة "في مرحلة ما شعرت باليأس، خاصة أنها لم تكن تستطيع الكتابة، ولكن اليوم لا يوجد يأس، الحمد لله، مع معلمتها الخاصة، بدأت مريم تحفظ الحروف والأرقام". وتتابع أنها ووالد مريم يدعمانها بشكل مستمر، وأنها ستعمل على إنشاء صفحة على "إنستغرام" وبقية منصات التواصل الاجتماعي لنشر موهبتها.
واختتمت غانم حديثها، بتمنيها أن ترى ابنتها إنسانة ناجحة وسعيدة وتحقق كل ما تتمناه، وأن تستمر في مشروعها وتطوره. ورغم كل المعاناة التي تمر بها، تأمل أن يلتفت العالم إلى موهبتها، وأن يبتسم لها كل من يشاهد إبداعها.
0 تعليق