"بوسلمان".. وكيف احتفت به "عُمان"

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

هو قائد وشخصية ورجل لا تملك إلا أن تُحبّه، بل وتعشق طيبته وإنسانيته التي تفوق الحدود.

في البحرين هو رمزنا الأول، والدنا وولي أمرنا، الملك الذي ندعو له بطول العمر، وأن يكون الله سبحانه ممدّاً له بمزيد من القوة والعزم الحكمة في عمله لأجل البحرين وتطورها، وأن يعزّ به شعبه دوماً، فهو القائد الذي يضع شعبه في قلبه وعينه، وهو من قاد ومازال هذا الوطن لمحطات نماء وتطور مستمرة، عنوانها النجاح وصناعة المستقبل.

محبّة وتقدير الملك حمد تتعدّى الحدود، وله لدى الأشقاء الخليجيين حظوةٌ ومكانةٌ تعلو وترتقي دوماً، فحمد بن عيسى بالنسبة لهم العضيد والسند والصديق والقائد الذي بتعاضده معهم تَقْوَى وحدتهم تحت راية الإسلام والعروبة، ويتألق الخليج العربي بإنجازات يصنعها قادته وشعوبهم.

بالأمس عاد ملكنا الغالي إلى معشوقته البحرين، عاد بعد زيارة تاريخية غالية إلى الشقيقة سلطنة عُمان الحبيبة، عاد بعد أن عاش "ملحمة عمانية مُبهرة" صُنعت ووجدت لأجل "حمد"، ملحمة عرّابها ومهندسها سلطان رائع، يقود عُمان الغالية لمزيد من المجد والتألق والنجاح، صاحب الجلالة السلطان هيثم المعظّم، الرجل الذي يكنّ للبحرين حبّاً خاصاً، ويحمل لشقيقه جلالة الملك المعظم قدراً عالياً، وهو الأمر الذي لاحظناه ورأيناه وعشناه في ظل وجودنا متشرّفين كوفد يرافق مقام ملكنا السامي في هذه الزيارة التاريخية.

سلطان في الرقي والإبداع والكرم، سلطان في الإبهار والثقافة والتنوير، وسلطان في البروتوكول الرهيب الذي يمنح العظماء مثله قدرهم المستحق. السلطان هيثم المعظم باحتفائه المُبهر لملكنا الغالي، أبهرنا جميعاً، وبيّن لنا كيف تكون المحبّة والأخوّة والتعاضد في أزهى وأعلى صورها. وهنا نتحدث عن أروع مثالين للإنسانية والسلام والتعايش وكرم الأخلاق، نتحدّث عن البحرين وعُمان، نتحدّث عن أطيب الشعوب، وأرقى الملوك والسلاطين، نتحدّث عن الحضارة العريقة العتيدة الموغلة في جذور التاريخ، نتحدث عن "مجان" التي تعشق "دلمون"، كانت عبر الأزمان ومازالت وستظلّ إلى آخر الزمان.

من السماء كان الاحتفاء السلطاني بموكب ملكنا الجوّي. سرب عُمانيّ حربي يحتفي بطائرة "بوسلمان" الملكية إلى أن حطّت على أرض عُمان الخير. بعدها لقاء القامات، لقاء الشقيقين، لقاء الملك والسلطان في استقبال خلاّب، في موكب أسطوري لا يليق إلا بالملوك. هكذا احتفت عُمان وسلطانها العظيم بملكنا الإنسان الرائع العظيم.

وحدِّثني عن التنظيم الاحترافي في كل شيء، لأقول لك إنها عُمان مدرسة الأصول، وحدِّثني عن الطيبة والأخلاق لأقول لك بأنها عُمان التي لا يخرج من أبنائها إلا الأدب والاحترام والكرم والتواضع. حدِّثني عن قيادة تجعل شعوبها تتطلّع إليها بحب وولاء وإخلاص لأقول لك بأن حبّ السلطان في قلوب أهل عُمان، ملحمة بحدّ ذاتها، تُروى لتذهل وتُبهر البشر.

وهذه الحالة تذكّرني بما يقاربها ويشابهها من حالة بلد يعشق قائده، ويفرح لرؤيته سعيداً راضياً، تذكّرني بشعب البحرين وقائده الملك حمد. تعلّمناها منذ الصغر وكبرنا عليها وعلمناها أبناءنا، حبّ قائدنا وولاؤنا له، هو حصننا الحصين، هو سدّنا المنيع، فربنا احفظ لنا الملك حمد وزِدْ حبنا الثابت له.

تحتاج الزيارة التاريخية لمساحات كبيرة، فما رأيناه كشَفَ الحبَّ الكبير الذي يكنّه السلطان هيثم حفظه الله وأهل عُمان لملكنا الغالي، كشف قدرنا الرفيع كبحرينيين لدى أشقائنا، وكيف حينما نقول لهم أنتم أطيب شعب، يردّون علينا بأنكم يا أهل البحرين منبعُ الطيبة والكرم، يجمعنا التاريخ المشترك، ويجمعنا العمل معاً في بلدينا منذ القِدم، وسنظلّ للأبد عينين في رأس واحدة لا تفترقان.

ابتسامة ملكنا وسعادته الكبيرة في كل استقبال واجتماع ومأدبة وعرض رسمي وفنّي على أرض عُمان، وسعادته في اجتماعاته ولقاءاته مع شقيقه السلطان المعظّم، كُلُّها لقطات كنّا نتابعها ونراها ومشاعرنا تتفجر، إذ ما أجمل المحبّة والتعاضد والانسجام بين قائدين عظيمين لشعبين رائعين، واللهِ كانت ملحمةَ حبّ رائعة يُضرب بها المَثَل.

شكراً عُمان، شكراً لجلالة السلطان الرائع، شكراً لهذا الحُبّ الكبير لملكنا الغالي، لرمزنا الذي نفخر به، ويفخر به من يعرفه، الرجل الذي يقترن السلام باسمه، الرجل الذي يعمل مخلصاً لأجل البحرين وشعبه، بل وينثر فكره الذي يجمع ويوحّد بين أشقائه قادة دول الخليج العربي، الرجل الذي يفرح لفرحكم، وهو يظلّ سنداً وعوناً لكم.

ما أجملها من ذكرى خالدة، لقاء الملك والسلطان، لقاء الحُبّ بين دلمون ومجان.

اللهم احفظ بلداننا وشعوبنا واجمعنا دوماً على كلمة واحدة وعمل دائم مشترك. اللهم آمين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق