فتاوى: يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ما صحة الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم «من مشى إلى طعام لم يدعَ إليه مشى فاسقا وأكل حراما»؟ وهل يشمل هذا الولائم العامة كالأعراس وغيرها؟

الحديث حسب ما أذكر هو مما أورده الإمام الغزالي في الأحياء، وتعقبه الحافظ العراقي بأن الحديث ضعيف، وذكر أن الحديث رواه البيهقي وغيره، أما الحكم الشرعي في من أتى دون دعوة- وعلى هذا فلا يدخل أيضا الشق الثاني من السؤال أنه في حالة الدعوة العامة والولائم العامة فهنا لا حرج فالولائم في العادة عندنا لأنها مفتوحة لا يقصد من ذلك أن يأتيها الناس أيا كانوا، لكن أن يكون المدعو رجلا فيأتي بأخيه أو يأتي بولده هذا داخل في العرف مما يقبل- لكن تحدث الفقهاء لا اعتمادا على هذه الرواية وإنما على روايات أخرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه وبعض أصحابه صحابي جليل وكانوا خمسة فتبعهم سادس فاستأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن هذا تبعنا فإن أذنت وإلا رجع، فأذن له، فدل على أن هذا الذي لم يدعَ ليس له أن يدخل، وليس له أن يأكل، فالمسألة فيها تشديد، لكن إن أذن والإذن يعلم بما يظهر على المضيف من انبساط أو ترحيب، أو ما يدل على قبوله إياه، والعكس أيضا يعرف باكفهرار الوجه أو بما يمكن أن يعبر عنه، ولكن مع ذلك ما ورد في كتب الفقه ما يتعلق بتصرفات الطفيليين في الجانب المالي في الأنكحة وفي الطلاق وفي غيرها ولكن فيما يتعلق بالولائم فإنهم شددوا في حقه، فيجب أن يتنبه لمثل هذه الأعمال المذمومة شرعا.

نرجو منكم توضيح الأحكام في قوله سبحانه: «وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» وبيان بماذا يتعلق الاستثناء في الآية الكريمة؟

في قول الله تبارك وتعالى: «وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ»، هذه ثلاثة أحكام ثم قال: «إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» هذا الاستثناء اختلف علماء الأصول فيه، هل هذا الاستثناء يرجع إلى كل هذه الجمل المتعاطفة، أو يرجع إلى الجملة الأخيرة منها فقط، وهي الفسوق، هذا خلاف شهير عند الأصوليين، أي عند علماء أصول الفقه، خلاصته هو أن الاستثناء هو من أساليب تخصيص العموم والاستثناء بأدوات الاستثناء المعروفة في اللغة، هو من المخصصات المتصلة أي التي تأتي مع اللفظ أو الجملة نفسها، والخلاف في هذا الاستثناء هل يرجع إلى الجملة الأخيرة أو إلى كل الجمل المتعاطفة قبل أداة الاستثناء؟ إنما هو عند انتفاء القراءة الدالة على ذلك، فإذا وجدت قرائن فإنه يصار إلى القرائن التي تبين على ما يعود هذا الاستثناء، هل يعود إلى كل الجمل، أو أنه يعود إلى الجملة الأخيرة منها؟ وهذه القرائن في الغالب تكون لفظية أو معنوية، لكن يتبين بها أن الاستثناء يعود إلى الكل أو إلى الجملة الأخيرة.

وأيضا مما ذكره الأصوليون أن يصلح الاستثناء للعود على الجمل المتعاطفة على سبيل المثال في هذه الآية الكريمة، فإن البحث هو في الجملتين الأخيرتين، لا في الجملة الأولى في قوله تبارك وتعالى: «إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» باتفاق العلماء فإن الجلد غير داخل في الاستثناء، لأن فيه حقا لآدمين فبقيت عندنا جملتان وهي: ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا، وأولئك هم الفاسقون، فالذي عليه جمهور الأصوليين بعدما تحرر محل الخلاف هو أن الاستثناء يرجع إلى الجمل المتعاطفة كلها، ما دام يصلح للعود لها كلها ولم تكن هناك قرينة صارفة، فإن الذي عليه جمهور الأصوليين هو أنه يعود هذا الاستثناء عليها جميعا، ولذلك اتفق العلماء على أن الجلد غير داخل في الاستثناء، فإن التوبة لا تغير من حق الآدمي شيئا.

إذن قبول الشهادة والحكم بالفسوق، وفي المسألة أقوال، بعضهم ذكر ستة أقوال، وبعضهم ذكر ثمانية أقوال، لكن أشهرها القول: إن الاستثناء يعود إلى الجمل المتعاطفة كلها، والقول الآخر هو أنه يعود إلى الجملة الأخيرة، مذهب الجمهور هو أنه يعود هذا الاستثناء على الجمل كلها في الحالة التي تقرر فيها محل الخلاف، ولهم أدلة من اللغة ومن القواعد الشرعية ظاهرة جلية، فالأحناف يقولون: إن الاستثناء يعود على الجملة الأخيرة، والشيخ السالمي- رحمه الله- في «طلعة الشمس» رجح القول: إنه يعود على الجمل المتعاطفة كلها، مع أنه في «جوهر النظام» ذكر أنها لا تعود على الجمل كلها وإنما تعود على الجملة الأخيرة، لكن الذي يفهم من ترجيحه تصريحا في «طلعة الشمس» وهو متن «شمس الأصول» الذي نظمه الشيخ السالمي- رحمه الله- في أصول الفقه، وشرحه في «طلعة الشمس» فنص تصريحا على أن القول الراجح هو أن الاستثناء يعود على الجمل المتعاطفة كلها.

وقلت: إن هذا هو مذهب جماهير العلماء لعدة أدلة هي: أن الجمل المتعاطفة هي في حكم هذا التعاطف دل على اشتراكها في الحكم الذي يأتي بعدها لفظا، فالاستثناء يكون منها كلها وإن حصل الاستثناء لكل جملة وهي متعاطفة فإن ذلك يكون مستهجنا في لغة العرب، والأمر الثاني مما استندوا إليه هو فهم أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- فإن سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- قد قال لمن قذف المغيرة: إن تبت قبلت شهادتك والأمر الثالث أنه في هذه الآية الكريمة فإن العلة الظاهرة في منع قبول الشهادة الفسق، والتوبة تمحو وصف الفسوق وعلى هذا ترتفع العلة المانعة من قبول شهادته، فهذه هي أشهر الأدلة التي انتصر بها القائلون: إن الاستثناء إنما يعود على الجمل المتعاطفة كلها.

وكذا الحال في كثير من الجمل من النصوص الشرعية في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما توجد قرينة فإنه يصار إلى القرينة، لكن محل الخلاف أن لا توجد قرينة وأن يصلح الاستثناء للعود إلى الجمل المتعاطفة أو إلى بعضها

كما يصلح للعود إلى الجملة الأخيرة هذا هو محل النزاع ولذلك تقدم أن القول الراجح هو أن الاستثناء يعود على الجمل المتعاطفة إلا ما أخرجته قرينة في هذه الآية الكريمة من سورة النور، وللتنبيه فقط فإن بعض الفقهاء قال: إن التوبة ترفع المانع من قبول الشهادة، وإن لم يقل: إن الاستثناء يعود على كل الجمل المتعاطفة، لأنه نظر إلى العلة فقط، وقال: لما قال ربنا تبارك وتعالى: «وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا» فدل ذلك على أن العلة هي الفسوق، فارتفاع العلة موجب لبقاء الحكم على ما كان عليه، وهو وإن لم يقل كما تقدم: إن الاستثناء يعود على الجمل كلها، لكن هذا ليس هو محل البحث، محل البحث هو فيما سأل عنه السائل وهو الاستثناء، وعود هذا الاستثناء على الجمل المتعاطفة، باقي الأقوال من قال بالاشتراك يعني هي تصلح لكل هذه الجمل وكما تصلح للأخيرة بقدر مشترك.

هذا هو القول الذي تطمئن إليه النفس وهو أن الاستثناء يعود على الجمل المتعاطفة ما لم تصرف قرينة هذا الاستثناء عن جملة منها أو عن بعضها، والله تعالى أعلم.

قلق المعصية وطمأنينة الطاعة

كتب: ماجد الندابي

المعصية ليست مجرد فعل خارجي، بل هي حالة تنعكس داخليا على النفس، قد يبدأ الأمر بلذة عابرة تُغري الإنسان، لكنها سرعان ما تتحول إلى ندم عميق يشغل العقل والقلب، فالنفس في حالة المعصية تحمل على عاتقها وزر ما اقترفت، فتُضعف القلب، وتجعله يتخبط في شعور بالذنب والاضطراب، وكلما تكررت، زادت فجوة البُعد عن الله، لتُثقل الروح وتُحاصرها هواجس الخوف من العقاب، والشعور بالذنب تجاه ارتكاب الخطأ، فالإنسان في قلق المعصية يعيش حالة تناقض داخلي، فهو يعلم في قرارة نفسه أن الطريق الذي يسير فيه لن يفضي إلا إلى ظلام روحي، ولكنه قد يستمر بسبب ضعف الإرادة أو سيطرة الشهوة.

فهي ليست مجرد خطأ يُرتكب، بل هي تجربة نفسية وروحية معقدة، تبدأ المعصية بلذة وقتية أو رغبة في كسر القيود، لكنها تحمل في طياتها آثارًا نفسية وروحية عميقة، قد يُغري الإنسان الشيطان بوسوسة، وقد تدفعه نفسه الأمّارة بالسوء إلى الانغماس في الذنب، لكنه سرعان ما يواجه حقيقة أن المعصية تترك أثرًا مظلمًا في القلب، وقد وصف ربنا عز وجل ذلك الأثر الذي تتركه في القلب فقال في سورة المطففين «كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ» والران هو غشاوة من الظلام تغطي القلب، وتجعله غير قادر على تذوق حلاوة الإيمان، فلا ينفذ النور الإلهي إلى هذا القلب.

ولو راقب كل واحد منا نفسه في حالة المعصية وتأملها ليقوم بإصلاحها لوجد أنه بعد القيام بالمعصية يشعر بحالة من عدم الارتياح، وكأن روحه تتألم، ويعيش في حالة من القلق الدائم، كما أنه يشعر بخوف من العقاب الدنيوي أو الأخروي فحالة الخوف هذه تظل تطارده، كما أن الإنسان يزدري نفسه بعد الوقوع في المعصية، وكيف أنه شعر بالعجز أمام هذه الشهوة العابرة، فيؤثر ذلك في تقديره لذاته واحترامه لها.

فالمعصية قد لا تبدأ غالبًا كفعل مباشر، بل تتسلل إلى الإنسان تدريجيًا حيث يزيّن الشيطان للإنسان الخطأ، فيُشعره بأنه بسيط وغير ذي تأثير، كما أن العقل يبدأ في البحث عن أعذار لتبرير الذنب، فيصبح القلب كالسجين، مقيدًا بثقل الذنب، مما يجعل صاحبه يشعر بالخجل حتى أمام نفسه.

وعلى النقيض، فالطاعة هي المفتاح الذي يفتح أبواب السكينة، عندما يختار الإنسان طريق الطاعة، فإنه لا يبحث فقط عن الأجر والثواب، بل عن الطمأنينة، فالطاعة تمنح القلب صفاء، فهي ليست مجرد أفعال يقوم بها المسلم، بل هي وسيلة للتواصل مع الخالق، فلو تأملنا العبادات التي نقوم بها فمثلا الصلاة، هي ليست مجرد حركات وسكنات، بل هي شعور روحي يغسل فيه الإنسان همومه وذنوبه، وهو يتواصل من خلالها مع خالقه، الذي يمده بأسباب الهداية والطمأنينة والتوفيق، بل هي السعادة الحقيقية التي لخصها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «أرحنا بها يا بلال»، وكذلك الصيام مثلا فهو يعلّم الصبر، ومشاركة الفقراء والمساكين والمحرومين تلك المشاعر فيقوم بمواساتهم من خلال الصدقة والعطاء، كما أن الزكاة تُربي النفس على العطاء، كل عبادة تحمل في طياتها رسالة تهدف إلى تعزيز العلاقة بين العبد وربه.

فالطاعة تمنح الإنسان طمأنينة روحية لا تضاهى، عندما يطيع الإنسان ربه، فإنه يستشعر لذة القرب من الله، وهذه اللذة تتجاوز كل متع الدنيا، فهي حالة من التسليم الكامل لله، وهي تعبير عن الإيمان العميق بأن الله هو الملجأ الوحيد.

والطاعة تُعيد للإنسان توازنه الداخلي، فأداء الفرائض كما أمرنا الله- عز وجل- هو بمثابة رحلة روحية تعيد للقلب حيويته، عندما يطيع الإنسان ربه، فإنه يعترف ضمنيًا بحاجته إلى الله، وهذا الاعتراف هو أولى خطوات الوصول إلى الطمأنينة، وطاعته يعني أن تضع رضاه فوق كل اعتبار، فهو التزام ينبع من القلب ويتغلغل في كل تفاصيل الحياة، فيمنحه شعورًا عميقًا بالراحة، لأنه يعلم أنه يعيش وفقًا للهدف الذي خُلق من أجله.

لا يمكن فصل القلق الناتج عن المعصية عن الطمأنينة التي تمنحها الطاعة، فكلاهما جزء من تجربة الإنسان في هذه الحياة، القلق قد يكون في حد ذاته نعمة إذا دفع الإنسان للتوبة، فهو بمثابة منبه يُعيده إلى الصراط المستقيم، أما الطمأنينة، فهي الثمرة الحقيقية للإيمان والعمل الصالح، لكنها ليست مجرد شعور، بل هي حالة عميقة تستمد قوتها من اليقين بأن الله قريب، يسمع ويرى، ويغفر.

والإنسان بطبيعته كائن مزدوج يحمل في داخله صراعًا دائمًا بين الخير والشر، وهو منذ أن خُلق، يعيش حالة من التأرجح بين قلق المعصية ولذة الطاعة، هذا التوازن الدقيق بين الضعف الإنساني والقوة الروحية هو ما يجعل الحياة مليئة بالتحديات، وفي الوقت ذاته مليئة بالمواقف والأحداث التي تجعله يسمو ويتغير ويرتفع، وسيظل قلق المعصية وطمأنينة الطاعة جزءًا من تجربة الإنسان، لكن الجمال يكمن في أن الله دائمًا قريب، يسمع دعاء العبد إذا تاب، ويمنحه فرصة جديدة ليبدأ من جديد.

فيجب على المسلم أن يخرج من وحل المعصية ويلجأ إلى الله تعالى بالتوبة النصوح التي تعتبر هي المفتاح الأول لكل تغيير، وهي ليست مجرد كلمات تُقال، بل شعور عميق بالندم، يتبعه عزم قوي على عدم العودة إلى الذنب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»، وعلى الإنسان أن يجلو مرآة قلبه بالمداومة على قراءة القرآن فهو كتاب الهداية والخروج من الضلالة إلى الهدى، فيجب عليه قراءة آياته وتدبر معانيها لتنير له الطريق وتُعيد القلب إلى حالة الصفاء، كما أن الصدقة وسيلة فعالة لتطهير القلب واستعادة القرب من الله، ويجب على الإنسان أن يكون دائم المحاسبة لنفسه، ويقوم باستمرار بتقييم قربه من الله عز وجل، ويجب عليه كذلك أن يختار الصحبة الصالحة التي تعينه على فعل الخير وتنهاه عن فعل الشر، فالصحبة الصالحة تعين على الثبات والاستمرارية.

وكما يجب الفرار إلى الله تعالى وحده لا شريك له، قال تعالى: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ)، فهذه الدعوة المفتوحة هي رسالة أمل لكل إنسان، بأن الطريق إلى الطمأنينة يبدأ بخطوة واحدة نحو الله، «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ».

ولكن قد تنتكس فطرة الإنسان فلا يلجأ إلى الله وإنما يلجأ إلى وسائل توهمه بأنها تبعده عن الشعور بالذنب الذي يأتي جراء المعصية، وخاصة في هذا العصر الذي أصبحت الأفكار الهدامة القادمة من الغرب تتسلل إلى مجتمعاتنا العربية، في محاولة لتدمير فئة الشباب في المجتمعات المسلمة، وقد تابعت لقاء أجري مع فتاة خليجية قالت: إنها التحقت بجماعات من «عبدة الشيطان» وتبريرها لهذا الفعل القبيح المنكر الذي يتجاوز كل الخطوط الحمراء، أنهم أخبروها أنها عندما تكفر بالله وتؤمن بعبادة الشيطان فإنها سوف تقضي على الشعور بالذنب الذي يتبع المعصية، وهذه فكرة هدامة أوقعتها في مآزق نفسية وروحية خطيرة.

فهذا الفعل الخطير ليس مجرد تمرد على القيم الدينية أو الأخلاقية، بل هي محاولة للهروب من مسؤولية الخطأ، هؤلاء الأفراد يعتقدون أنهم بإعلان ولائهم للشر المطلق سيتحررون من ضغط الضمير وتأنيب النفس، لكن الواقع يُظهر أنهم يغرقون في تمزق داخلي أعمق، يجعلهم أشد بُعدًا عن الراحة النفسية، وفي ظل التناقضات التي عاشتها أوشكت على الانتحار عدة مرات، ولكن الله كتب لها الهداية والعودة لتحكي لنا خطورة هذا الأمر وخطورة الأفكار الهدامة التي يتم توجيهها للمجتمعات المسلمة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق